عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم على خطى مولدوفا وجورجيا.. رومانيا تقترب من دائرة النفوذ الروسي في مواجهة أوروبا والناتو - في المدرج
حقّق القومي المتطرف والمؤيد لروسيا، كالين جورجيسكو، فوزاً مفاجئاً في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في رومانيا، ما يثير مخاوف في الاتحاد الأوروبي من أن موسكو ربما تحاول جذب بوخارست، إلى معسكرها بعد الانتخابات المتنازع عليها في مولدوفا وجورجيا.
وحصل جورجيسكو على 22.94% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى، متقدماً على مرشحة يمين الوسط إيلينا لاسكوني من "اتحاد إنقاذ رومانيا"، التي حازت على 19.1%، ورئيس الوزراء الديمقراطي الاجتماعي الشعبوي مارسيل شيولاكو.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ رومانيا بعد حقبة نيكولاي تشاوتشيسكو، منذ 35 عاماً، التي لا يكون فيها للحزب الاشتراكي الديمقراطي مرشح في الجولة الثانية من السباق الرئاسي، وهو ما يمثل ضربة قوية لأقوى حزب في البلاد، ويؤكد على مشاعر الناخبين المناهضة للحكم.
وقال جورجيسكو، في أول رد فعل له بعد ظهور النتائج: "أصبحت حالة عدم اليقين الاقتصادي التي دامت 35 عاماً المفروضة على الشعب الروماني مكشوفة اليوم". ووصف النتيجة بأنها "صحوة مذهلة" للشعب الروماني.
وفي 8 ديسمبر المقبل، ستنطلق الجولة الثانية من الانتخابات، يتنافس فيها كل من جورجيسكو (62 عاماً)، وإيلينا لاسكوني (52 عاما)، لتحديد من سيقود البلد العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي.
وكان الأداء القوي لجورجيسكو، الذي ليس لديه حزب خاص به، وأدار حملته إلى حد كبير على منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك"، بمثابة أكبر مفاجأة في الانتخابات الرئاسية.
لماذا يثير فوز جوجيسكو المخاوف؟
خاض جورجيسكو، المتدين والقومي للغاية، حملته الانتخابية على تقليل اعتماد رومانيا على الواردات ودعم المزارعين وزيادة الإنتاج المحلي من الغذاء والطاقة.
كما زعم أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لا يمثلان المصالح الرومانية بشكل صحيح، وزعم أن حرب روسيا في أوكرانيا، الجارة الرومانية، تتلاعب بها شركات عسكرية أميركية.
وفي عام 2022، زعم أن الدرع الصاروخي الأميركي الموجود في قرية ديفيسيلو في جنوب رومانيا هو جزء من سياسة المواجهة وليس إجراءً سلمياً. وقد زعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفس الشيء.
ويثير الفوز المفاجئ لجورجيسكو المخاوف، من أن موسكو ربما تحاول جذب رومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وهي دولة ذات وزن ثقيل في وسط وشرق أوروبا يبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة، إلى معسكرها بعد الانتخابات المتنازع عليها في مولدوفا وجورجيا.
وكانت الجولة الأولى الأحد الماضي، بمثابة صدمة، لأن رومانيا كانت تعتبر عضواً موثوقاً به في الاتحاد الأوروبي وحليفاً لحلف شمال الأطلسي، على النقيض الحاد من الدول الأصغر مثل المجر وسلوفاكيا وبلغاريا التي تعاني من مشاكل كبرى تتعلق بسيادة القانون والتوجهات المؤيدة لروسيا.
وإذا ما اتجهت بوخارست أيضاً نحو مسار أكثر معاداة للاتحاد الأوروبي وموالاة لروسيا، فإن هذا من شأنه أن يقوض بشكل خطير قدرة الاتحاد الأوروبي على العمل، مما يجعل من الصعب بناء الإجماع بين الدول الأعضاء، حسبما نقلت "بوليتيكو".
وحتى الآن، لعبت رومانيا، التي تحد أوكرانيا على الحافة الشرقية للاتحاد الأوروبي، دوراً داعماً في دعم الغرب لكييف. على سبيل المثال، أدى الصراع إلى زيادة الأهمية الاستراتيجية لقاعدة ميخائيل كوجالنيشينو الجوية على البحر الأسود.
هل ينهي تبعية رومانيا لحلف الناتو؟
يدعو برنامج جورجيسكو إلى قلب المفاهيم في رومانيا، من خلال التشبث بالقيم المسيحية والسيادة الوطنية والتقليل من الزراعة.
ويشبه برنامجه برنامج روبرت إف كينيدي جونيور في الولايات المتحدة، الذي اختاره دونالد ترمب لمنصب وزير الصحة. ونشر بعض مقاطع الفيديو الخاصة به على "تيك توك" خلال استحمامه في الماء المثلج.
ويستند جورجيسكو في خبرته الخاصة، إلى عمله السابق في وزارة الخارجية الرومانية، وفي عدد من المراكز البحثية والمنظمات غير الحكومية المرتبطة بالأمم المتحدة.
وأحد مفاتيح شعبيته المفاجئة هو وعده "باستعادة كرامة رومانيا" وإنهاء التبعية للمنظمات الدولية التي تنتمي إليها، بما في ذلك حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
وقال في تصريحات عقب تقدمه في الانتخابات، إنه لم يتلق أي دعم من روسيا لكنه شعر بأنه قريب من ثقافتها. ووصف بوتين بأنه "رجل يحب بلاده". وقال جورجيسكو أيضاً إنه معجب بالمجر، لأنها تعرف كيف تتفاوض دولياً.
وتعرض جورجيسكو لانتقادات شديدة بسبب تعليقاته السابقة التي دعم فيها حركة "الفيلق" الفاشية الرومانية في القرن العشرين، لكنه رفض الاتهامات بأنه معاد للسامية.
من هو جورجيسكو؟
وفق موقعه على الإنترنت، حصل جورجيسكو على درجة الدكتوراه في علوم التربة وشغل مناصب مختلفة في وزارة البيئة في رومانيا في تسعينيات القرن الماضي.
بين عامي 1999 و2012، كان ممثلاً لرومانيا في اللجنة الوطنية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. خاض جورجيسكو حملته الانتخابية عبر تطبيق "تيك توك"، إذ زعم بعض المحللين أن القومي المؤيد لروسيا والمناهض لحلف شمال الأطلسي ربما تلقى المساعدة من الكرملين.
وكانت منافسته لاسكوني، وهي صحفية سابقة، تترشح على أجندة إصلاحية لمكافحة الفساد.
وقالت لوكالة "أسوشيتد برس" قبل التصويت، إنها ترى الفساد كواحدة من أكبر مشاكل رومانيا، وأعربت عن دعمها لزيادة الإنفاق الدفاعي واستمرار المساعدات لأوكرانيا. وإذا فازت في التصويت النهائي، فسوف تكون أول رئيسة في تاريخ رومانيا.
موجة من الاستقالات
قبل تصويت الأحد الماضي، توقع الكثيرون فوز المرشح جورج سيميون، المؤيد الصريح للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يواجه رئيس الوزراء مارسيل شيولاكو، في الجولة الثانية.
وخاض سيميون حملة من أجل إعادة التوحيد مع مولدوفا، التي جددت هذا العام حظراً لمدة خمس سنوات على دخوله البلاد بسبب مخاوف أمنية، وهو ممنوع لنفس السبب من دخول أوكرانيا المجاورة.
وبينما كانت الأصوات لا تزال قيد الفرز، قال سيميون إنه هنأ جورجيسكو وأنه "سعيد للغاية لأن حوالي 40% من أصوات الرومانيين ذهبت نحو الخيار السيادي".
وقال شيولاكو، الذي كانت هزيمته غير متوقعة بشكل خاص، قبل التصويت في الجولة الأولى إن أحد أكبر أهدافه هو "إقناع الرومانيين بأن الأمر يستحق البقاء في الوطن أو العودة" إلى رومانيا، التي لديها جالية ضخمة منتشرة في جميع أنحاء دول الاتحاد الأوروبي.
ومن بين المرشحين الآخرين نائب الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي ميرسيا جيوانا، الذي ترشح مستقلاً وحصل على حوالي 6%، ونيكولاي سيوكا، وهو جنرال سابق في الجيش ورئيس الحزب الوطني الليبرالي من يمين الوسط. كما استقال سيوكا من زعامة الحزب الاثنين بعد حصوله على 8.7% فقط من الأصوات.
وقال كريستيان أندري، المستشار السياسي المقيم في بوخارست، إن العجز الكبير في الميزانية في رومانيا والتضخم المرتفع والتباطؤ الاقتصادي قد يدفع المزيد من المرشحين الرئيسيين إلى التحول نحو مواقف شعبوية وسط استياء واسع النطاق.
وترشح 13 مرشحاً للرئاسة في الانتخابات الرومانية. ويخدم الرئيس لمدة خمس سنوات ولديه سلطات كبيرة في اتخاذ القرار في مجالات مثل الأمن القومي والسياسة الخارجية والتعيينات القضائية.
0 تعليق