«أجراس العودة فلتقرع».. سكان جنوب لبنان يبدأون العودة إلى ديارهم (صور)

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أضواء حمراء تضيئها فوانيس مئات السيارات التي تصطف على طول الطرق المزدحمة المؤدية إلى قرى شرق لبنان وجنوبه، مشهد يعيد نفسه مرة أخرى، بعد ما يقرب من شهرين على تهجير سكان الجنوب اللبناني والشريط الحدودي المحتل من قبل إسرائيل، التي شنت هجمات بالطيران الحربي وقصف بالقذائف المدفعية مستهدفة المدنيين، في إعادة للسيناريو المتبع في قطاع غزة.

e39200a660.jpg

عودة النازحين إلى قرى الجنوب

ولكن في هذه المرة وتحديداً صباح السابع والعشرين من نوفمبر، تشرين الثاني، 2024، لم يتذمر قائدي المركبات أو من يجلسون داخلها من الازدحام، فهذا يوم العودة إلى الديار في الجنوب، فسكان مدينة صور وقرى النبطية والخيام وكفر شوبا ومرجعيون ومارون الراس وغيرها من الأراضي اللبنانية، التي طالتها صواريخ القصف الإسرائيلي، وعاث فيها الجنود المدججون بالسلاح والمحملين بأطنان من الحقد ودوافع القتل فساداً ودماراً وتخريباً، تعلو أصواتهم بالزغاريد بينما تنهمر دموع الفرحة على وجوههم، فالأمنية أصبحت واقعاً والحلم أصبح حقيقة، والخبر الذي تمنوه طويلاً قد تمت إذاعته «بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي»، وكأن صوت جارة القمر السيدة فيروز يصدح في أجواء لبنان وجنوبه الجريح وهي تدندن «أجراس العودة فلتقرع».

5f1adbfc35.jpg

3a3a74dbed.jpg

سيراً على الأقدام نحو الديار

ماجد مرتضى، 35 عامًا، أحد السكان الذي دمرت طائرات الاحتلال منزله في قرية «النبطية الفوقا» جنوب لبنان، ونزح مع زوجته وطفلتيه إلى العاصمة بيروت، منتصف أكتوبر الماضي، بعد أن أنقذته فرق الدفاع المدني من تحت الأنقاض وكتبت له حياة جديدة، ليقرر العودة إلى ركام منزله سيراً على الأقدام، غير مهتم بالتحذيرات التي أطلقها الاحتلال من عودة المدنيين إلى الجنوب، ويحكي: «ما استنيت أدبر سيارة تاخدني لداري، ومن شوقي لأرضي ما تحملت أتعطل في زحمة السيارات عشان أرتمي على حجارة منزلي اللي اشتقت أشم غباره وأعمره من جديد».

ef2c185df4.jpg

إصرار على المقاومة 

الطريق إلى الجنوب كان مليئاً باللافتات التي رفعها المواطنون من نوافذ منازلهم وسياراتهم وتحمل شعار المقاومة اللبنانية، وأعلامها الشهيرة باللونين الأصفر والأخضر، وصور الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصر الله، بينما وقف عدد من سكان العاصمة يودعون ضيوفهم من النازحين بالورود وتوزيع المياه والطعام، لتكون لهم زادًا حتى الوصول إلى ديارهم.

1dcab1a42e.jpg390086f864.jpg

ورغم الفرحة العارمة التي عجز اللبنانيون عن التعبير عنها بوقف الحرب، إلاّ أنها تظل فرحة منقوصة وفق شهاب الناجي، 40 عامًا، والذي اضطرته الحرب إلى النزوح من قرية كفر شوبا إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ يحكي لـ«الوطن»: «أي قرار بوقف الحرب دون ما يشمل أخواتنا في غزة هو قرار منقوص، صحيح فرحانين إننا هنرجع على دورنا حتى لو كان خطر الاحتلال لا يزال قائم، ولكن فرحتنا وعيدنا الأكبر هو في اللحظة التي سيتوقف فيها شلال دماء الأبرياء في القطاع، احنا جربنا جزء من اللي بيتعرض له أشقائنا هناك على مدار أكثر من سنة وكانت الأوضاع صعبة وقاتلة، وما يحدث لا يتحمله بشر، وستظل قلوبنا معلقة مع غزة حتى النصر والتحرير، والعقبى لهم قريبا بإذن الله».

3d21cafc5c.jpg9d24607485.jpg45c5099eb7.jpg

وتحت زخات المطر وموجة البرد القارس التي تشهدها لبنان، حزمت مايا الشبل، 22 عامًا، أمتعتها عاقدة العزم على الرجوع إلى منزلها بقرية مارون الراس، التي تبعد اثنين كيلو متر من الحدود الفلسطينية المحتلة، حيث لا تعلم «مايا» ما إذا كان منزلها قد تعرض للقصف والدمار، أو اتخذته قوات الاحتلال الإسرائيلية نقطة تمركز وانطلاق للعمليات العدائية ضد البنانيون ومقاومتهم: «أيا ما كان الوضع هناك هرجع عشان أصلح اللي تدمر، ولو بدهم يقصفوه ألف مرة ما راح نوقف مقاومة»، وتحكي الشابة العشرينية عن أول شيء تنوي فعله عند العودة للديار: «كتير اشتقت لقريتي وجيراني وكوب الشاي في البلكونة اللي بطل منها على بلادي، صحيح نزحت بس كنت متأكدة من العودة وطول ما فينا نفس وروح هنضل نقاوم لحد خروج آخر جندي محتل».

ac0a890646.jpg847e440849.jpg

قرار الهدنة ووقف إطلاق النار

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مساء أمس الثلاثاء رسمياً، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، واصفاً ذلك بأنه «نبأ سار»، وقال «بايدن» في كلمة ألقاها في البيت الأبيض بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موافقة الحكومة الأمنية على الاتفاق، إنَّ وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ فجر الأربعاء عند الساعة الرابعة بتوقيت بيروت، مشدداً على أن اتفاق الهدنة يبشر "ببداية جديدة" للبنان.

وتضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية أمس النقاط التالية:

 - إسرائيل لن تقوم بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان.

- إسرائيل ولبنان تعترفان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

- هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.

- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.

- أي بيع وتوريد وإنتاج أسلحة أو مواد متعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية.

- سيتمّ تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المشاركة في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة

- سيتمّ تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة التي لا تفي بهذه الالتزامات.

- سيتمّ تشكيل لجنة تكون مقبولة لدى إسرائيل ولبنان، وتقوم بمراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

- إسرائيل ولبنان سيبلغان اللجنة واليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.

- سينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كافة الحدود والمعابر والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الموضح في خطة الانتشار.

- ستسحب إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يومًا.

- ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.

ضحايا العدوان الإسرائيلي

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 3768 شهيدا و15699 مصابا منذ بدء الحرب على البلاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق