اكتشاف علمي مفاجئ.. كيف تساعد عدوى كوفيد في محاربة السرطان

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاربعاء 27 نوفمبر 2024 | 02:33 مساءً

كتب : منه الخولي

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Journal of Clinical Investigation عن فائدة غير متوقعة لعدوى كوفيد الشديدة  قد تساعد في تقليص السرطان هذا الاكتشاف المذهل، الذي استند إلى أبحاث أجريت على الفئران، يفتح آفاقًا جديدة لعلاج السرطان ويُظهر التفاعلات المعقدة بين الجهاز المناعي وخلايا السرطان. ومع ذلك، لا يعني هذا أن الناس يجب أن يسعوا للإصابة بفيروس كورونا.

أهمية الجهاز المناعي في مكافحة السرطان

وفقًا لما نشره موقع Science Alert، تشير العديد من الدراسات إلى أهمية الجهاز المناعي في مكافحة السرطان، حيث تستهدف العديد من الأدوية الجهاز المناعي لإطلاق إمكانياته. في هذه الدراسة، ركز الباحثون على نوع من خلايا الدم البيضاء تُسمى الخلايا الوحيدة، التي تلعب دورًا أساسيًا في الدفاع عن الجسم ضد العدوى. لكن في مرضى السرطان، يمكن أن تختطف الخلايا السرطانية هذه الخلايا الوحيدة وتحوّلها إلى خلايا "صديقة للسرطان"، مما يساعد الأورام على التهرب من الجهاز المناعي.

ما اكتشفه الباحثون هو أن الإصابة الشديدة بكوفيد-19 تدفع الجسم لإنتاج نوع خاص من الخلايا الوحيدة التي تمتلك خصائص مضادة للسرطان. هذه الخلايا الوحيدة "المستحثة" مُدربة على محاربة الفيروس ولكنها تحتفظ أيضًا بقدرتها على مهاجمة الخلايا السرطانية.

كيف تحارب عدوى كوفيد في مجاربة السرطان

لفهم هذا الاكتشاف، أظهرت الدراسة أن الخلايا الوحيدة المستحثة تحتوي على مستقبل خاص يرتبط بتسلسل الحمض النووي الريبوزي لفيروس كوفيد-19. وفقًا لأنكيت بهارات، أحد العلماء المشاركين في الدراسة، يمكن تشبيه هذه العلاقة بالقفل والمفتاح: "إذا كانت الخلية الوحيدة قفلًا، فإن الحمض النووي الريبوزي لفيروس كوفيد هو المفتاح المثالي".

التجارب العلمية

لتأكيد نظريتهم، أجرى الفريق تجارب على فئران مصابة بأنواع متعددة من السرطان في مراحله المتقدمة (المرحلة الرابعة)، بما في ذلك سرطان الجلد، وسرطان الرئة، وسرطان الثدي، وسرطان القولون. قاموا بإعطاء الفئران دواء يحاكي الاستجابة المناعية لعدوى كوفيد الشديدة، مما حفز إنتاج هذه الخلايا الوحيدة الخاصة، وكانت النتيجة رائعة: بدأت الأورام في الفئران في الانكماش في جميع أنواع السرطان الأربعة التي تمت دراستها.

ما يميز هذه الخلايا الوحيدة المستحثة هو قدرتها على الهجرة إلى مواقع الأورام، وهو ما لا تستطيع معظم الخلايا المناعية القيام به. عند وصولها، تنشط الخلايا القاتلة الطبيعية التي تهاجم الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى تقليص الأورام.

تُعد هذه الآلية مثيرة للاهتمام لأنها توفر نهجًا جديدًا في مكافحة السرطان لا يعتمد على الخلايا التائية، التي تُعد محور العديد من علاجات المناعة الحالية. ورغم أن العلاج المناعي التقليدي أظهر نتائج واعدة، فإنه لا ينجح في جميع الحالات، حيث يقتصر تأثيره على 20% إلى 40% من المرضى. أما هذه الآلية الجديدة، فيمكن أن توفر حلًا للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج المناعي التقليدي.

من المهم أن نلاحظ أن هذه الدراسة أجريت على الفئران، ولذلك ستكون هناك حاجة إلى إجراء تجارب سريرية لتحديد ما إذا كانت نفس النتائج تنطبق على البشر. ومع ذلك، فإن هذا الاكتشاف يفتح إمكانيات لتطوير عقاقير ولقاحات جديدة قد تحفز إنتاج هذه الخلايا الوحيدة المقاومة للسرطان.

تتجاوز تداعيات هذه الدراسة مرض كوفيد-19 والسرطان، حيث تسلط الضوء على كيفية تدريب جهاز المناعة لمواجهة نوع معين من التهديدات ليصبح أكثر فعالية ضد تهديدات أخرى، وهو ما يعرف بـ "المناعة المدربة". وهذا المفهوم يمثل مجالًا بحثيًا واعدًا قد يؤدي إلى طرق علاجية جديدة لمجموعة واسعة من الأمراض.

ومع ذلك، من الضروري التأكيد على أنه لا يجب على الناس السعي للإصابة بكوفيد-19 كوسيلة لمحاربة السرطان، لأن هذا قد يكون مهددًا للحياة. بدلًا من ذلك، تقدم هذه الأبحاث رؤى قد تؤدي إلى تطوير علاجات أكثر أمانًا وفعالية في المستقبل.

رغم التحديات التي تواجهنا بسبب جائحة كوفيد-19، تظل الدراسات العلمية مثل هذه تذكيرًا بأهمية البحث الأساسي الذي يعزز فهمنا للبيولوجيا البشرية والأمراض. هذه الاكتشافات قد تسهم في تحقيق اختراقات طبية كبيرة في المستقبل، لا سيما في علاج السرطان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق