لا تكتفي إسرائيل فقط إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة وتسعى جاهدة لاقتلاعهم من جذورهم الثابتة في الأرض، لتمتد آلة الإبادة وتطال التراث الفلسطيني في محاولة (فاشلة) ويأسة لمحو الهوية الفلسطينية، وإن نجحت في استأصال الحجر والمواقع الأثرية من غزة، فلن تنجح بالطبع في محو اسم فلسطين من الذاكرة العربية.
إسرائيل وحلم محو الهوية الفلسطينية
ففي العلن ترفع إسرائيل رايا الانتقام ورد علي هجوم السابع من أكتوبر، وفي الخفاء حربها الحقيقة مع كل ما هو يمثل الهوية الفلسطينية، ومع كل تدمير وجرم ترتكبه في القطاع يصيبها نشوة النصر متوهمة بأن بقضاءها على غزة وتحويلها إلى مقبرة على سكانها ستكون نجحت في تحقيق أهدافها المستقبلية لا دولة فلسطينية ولا شعب فلسطيني وحققت الفكرة الصهيونية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
تدمير 188 موقعاً تاريخياً منذ بداية حرب غزة
وفي تقرير صادم آخر كشفته وزارة الآثار والسياحة الفلسطينية، أن إسرائيل استهدفت بشكل متعمد ما لا يقلّ عن 188 موقعاً أثرياً وتاريخياً في غزة، بينها متاحف وتدمير مساجد وكنائس تعود تاريخها وبكل أسف إلى قرون مضت.
وخلال ندوة عقدت في رام الله بعنوان "تدمير التراث الثقافي في غزة" قال وزير السياحة والآثار هاني الحايك، "إن الاحتلال يتعمّد استهداف المواقع الأثرية والتاريخية، في محاولة لمحو تاريخ الشعب الفلسطيني، حيث تشكّل تلك المواقع جزءاً مهماً من الهوية الوطنية لشعب فلسطين، وخير دليل على تاريخنا على هذه الأرض".
وأكد وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان، أن:" الاحتلال يعمل على تشويه وطمس وسرقة التراث غير المادي الفلسطيني" ، مشيراً إلى أن وزارة السياحة تشكيل اللجنة الوطنية لحصر أضرار التراث الثقافي في غزة".
الجدير بالذكر أنه في أكتوبر 2024، كشفت منظمة اليونسكو في تقريراً لها أن إسرائيل دمرت نحو عن 69 موقعاً في غزة.
ووفق التقرير الصادر من المنظمة الأممية فتشمل المواقع الأثرية التي دمرتها إسرائيل 10 مواقع دينية، و43 مبنى يتمتع بأهمية تاريخية أو فنية، ومستودعين للممتلكات الثقافية المنقولة، وستة قطع، ومتحف واحد، وسبعة مواقع أثرية.
كما شملت هذه المواقع مقبرة رومانية في مدينة غزة، ومجمع كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية، وفسيفساء بيزنطية تم اكتشافها في مخيم للاجئين في غزة. إلى جانب تدمير مسجد يعود تاريخه إلى القرن السابع، وهو المسجد العمري الكبير في غزة. إلى جانب نهب مجموعة المتحف الوطني الذي أنشأته جامعة بيرزيت قبيل قصفه للتغطية على جريمتها.
0 تعليق