احتفى أبناء الطرق الصوفية أمس بمولد السيدة سكينة رضي الله عنها، فيما تتواصل احتفالاتهم بالسيدة نفيسة رضي الله عنها والذي يختتم فعاليته الأربعاء المقبل، وفي عقبه مولد السيدة رقية الخميس 5 ديسمبر بشارع الأشراف، فيما تبدأ احتفالات الإمام الرفاعي الجمعة المقبل.
الصوفية يحتفلون بموالد كريمات آل البيت
والسيدة سكينة هي كريمة الإمام الحسين، وحفيدة الإمام على والسيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنهم، وهى من مجددي القرن الثانى للهجرة حيث توفيت عام 117هـ، وفضلا عن كونها مرجعا في الأحاديث النبوية وتفسيرها.
كانت رضي الله عنها أول امرأة في الإسلام- إن لم يكن في العالم- تقيم ندوة أدبية يحضرها الأدباء والعلماء والفقهاء.
اشتهرت السيدة سكينة بأنها صاحبة أول ندوة أدبية في تاريخ الثقافة العربية تقيمها المرأة ويقف ببابها الرجال، وكان من بينهم فحول الشعراء وفى مقدمتهم «الفرزدق» و«جرير» و«جميل» و«عمر بن أبى ربيعة» خصوصا في موسم الحج من كل عام، طالبين أن تأذن لهم بإنشاد أشعارهم من وراء حجاب، كما كان يؤم ندوتها العلماء والفقهاء، وما كان يصدرعن هذه الندوة من آراء وأحكام نقدية وعلمية وفقهية حتى كان الشاعر لا ينشر قصيدة على الناس قبل أن ينشدها داخل الندوة وتجيزها السيدة سكينة، وغير الشعر امتدت ندوة السيدة نفيسة إلى الاهتمام بفنون القول.
كما استوعبت ندوتها الموسيقى والغناء، وكان حكمها على كل ذلك مبنيا على علم واسع، وإحساس صادق. لقد نشأت السيدة سكينة في مهاد العلم والفضل والحسب والنسب، فجدها لأبيها هو الإمام على كرم الله وجهه، وأبوها الإمام الحسين وعمها الإمام الحسن أول أمير للمؤمنين بعد الخلفاء الراشدين الأربعة.
وقد بدأت شخصيتها تتبلور وهى في الثالثة عشرة من عمرها حتى إنه لم يأت موسم الحج في العام الستين للهجرة إلا وكانت هذه الفتاة قبلة الأنظار والمثل الذي يحتذى به بين فتيات المدينة.
اقرأ أيضا
يقول الباحث الصوفي مصطفى زايد: نقلت الكثير من الروايات أنه في موسم الحج شاعت «الطرة السكينية» أو «الجمة» أو القصة أو الخصلة، فلم تبق في المدينة شابة إلا قلدتها في تصفيف شعرها، وقد فطرها الله على الحسن والجمال الذي تؤخذ له القلوب غير أن هذا لم يشغل السيدة الطاهرة عن الانصراف لدينها، بل كانت تصل في تعبدها إلى درجة الاستغراق التام والانصراف عمن حولها، كما كان لها استغراق آخر يترجمه اهتمامها بالأدب وتذوقها له ولعل هذه السمة اكتسبها من البيئة المحيطة بها عامة تلك التي كانت بيئة أدب ومكانتها كابنة للإمام الحسين وحفيدة الإمام على وما كانا عليه- كل منهما- من بلاغة في القول وفى الأدب ربما يميزها عن آل البيت.
وحول الضريح المقام بمسجدها الموجود بحى الخليفة بالقاهرة في الشارع المسمى باسمها، يذكر الإمام الشعرانى في طبقاته: «أنه لما دخلت السيدة نفسية مصر كانت عمتها السيدة سُكينة رضى الله عنهما المدفونة قريبًا من دار الخلافة مقيمة بمصر، ولها الشهرة العظيمة.
من هي السيدة نفيسة ؟
بينما السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنها)، وهي من آل البيت، وتُعرف بـ”نفيسة العلم”.
وُلدت السيدة نفيسة في مكة المكرمة عام 145 هـ، ونشأت في المدينة المنورة، حيث عُرفت بتقواها وزهدها وعلمها، حتى لقبت بـ”نفيسة العلم”. تزوجت من إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق، وحظيت بمكانة مميزة بين العلماء والصالحين.
عاشت السيدة نفيسة جزءًا من حياتها في مصر، حيث كانت تُعَلّم وتقدّم النصح والإرشاد، وكان الناس يقصدونها لطلب العلم والبركة. كان الإمام الشافعي، الذي أسس المذهب الشافعي، من أشد المعجبين بها، ويقال إنه كان يزورها ويطلب منها الدعاء والنصح. وعندما اشتد المرض على الشافعي، أوصى أن يُصلى عليه في بيت السيدة نفيسة، مما يدل على مدى الاحترام والتقدير الذي كان يكنه لها.
اشتهرت السيدة نفيسة بالصبر والورع، وكانت تقضي وقتها بين العبادة والعلم، حتى توفيت في مصر عام 208 هـ، ودُفنت هناك، وما زال قبرها في القاهرة حتى اليوم.
من هي السيدة رقية المدفونة بمصر؟
هى السيدة رُقيّة بنت الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب
0 تعليق