صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، الأحد، على توسيع نطاق العمليات البرية في جنوب لبنان، حيث وافق على خطط جديدة لتعزيز سيطرة الجيش في المناطق الحدودية التي ينشط فيها حزب الله. وتأتي هذه التحركات بعد موافقات أمنية واستراتيجية تهدف إلى تعميق السيطرة الإسرائيلية في مواجهة حزب الله، مع مشاركة آلاف الجنود من القوات النظامية والاحتياط. وترافق هذه التطورات جهودًا دبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
خطط موسعة للجيش الإسرائيلي: توسع بري جديد
بحسب هيئة البث الإسرائيلية، جاءت الموافقة على الخطط الجديدة للقيادة الشمالية بعد مناقشات عسكرية مطولة، تهدف للسماح للجيش الإسرائيلي بالوصول إلى مناطق استراتيجية إضافية حيث يتمركز حزب الله، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في التعامل مع التحديات الأمنية على الحدود. ويقول مسؤولون عسكريون كبار إن الخطط الجديدة تهدف إلى تعزيز المكاسب الميدانية المحققة حتى الآن، والضغط على حزب الله من خلال التوغل البري المدعوم بوحدات عسكرية متقدمة.
دعم أمريكي لوقف إطلاق النار وجهود دبلوماسية مستمرة
وسط هذا التصعيد العسكري، تسعى الأطراف الدولية، وخاصة الولايات المتحدة، للوساطة من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل ولبنان، بهدف وقف إطلاق النار وتجنب تطورات قد تؤدي إلى توسيع دائرة النزاع. وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي، في حال التوصل إلى اتفاق، سيكون قادرًا على إعادة نشر قواته بما يتماشى مع شروط الاتفاق المتوقع. ويتابع الوسطاء الدوليون هذه التطورات بحذر، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن التوصل إلى حل سياسي قد يكون ممكناً خلال الأيام المقبلة.
تاريخ طويل من التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية
يمر الصراع بين إسرائيل وحزب الله بمنعطف حرج، حيث صعدت إسرائيل منذ سبتمبر الماضي عملياتها الجوية ضد مواقع الحزب، وبدأت في 30 سبتمبر عمليات برية موسعة في جنوب لبنان. وخلال هذا التصعيد، تزايدت المواجهات المسلحة بين الطرفين، إذ أعلن حزب الله عدة مرات تصديه لمحاولات تسلل إسرائيلية عبر الحدود، مما يعكس استمرارية الاستعداد العسكري لدى الجانبين وتصاعد حدّة الصراع.
وفي أحدث تطور، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل "ألحقت الهزيمة بحزب الله"، معتبرًا أن اغتيال زعيم الحزب حسن نصر الله كان "نقطة تحول" نحو تحقيق أهداف استراتيجية كبرى. وأضاف كاتس، الذي تولى وزارة الدفاع مؤخراً بعد شغله منصب وزير الخارجية، أن الضغط على حزب الله يجب أن يستمر حتى تحقيق "النصر الكامل"، مشددًا على ضرورة استغلال الانتصارات لتعزيز الوضع الأمني لإسرائيل.
دور حزب الله ومقاومته لتوسع العمليات الإسرائيلية
من جانبه، يواصل حزب الله الدفاع عن مواقعه في جنوب لبنان، وأعلن مرارًا عن تصديه لمحاولات التوغل الإسرائيلي عبر الحدود. وأكد قادة الحزب في بيانات سابقة أنهم في حالة تأهب قصوى، مع استعداد تام لمواجهة أي توغل إسرائيلي جديد. وترى مصادر لبنانية أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة، في حال استمرت إسرائيل في توسيع نطاق عملياتها العسكرية دون وجود حل دبلوماسي يمنع تدهور الأوضاع.
احتمالات التصعيد الإقليمي: توتر مرشح للامتداد
يرى مراقبون أن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية قد يشعل نزاعًا إقليميًا أكبر، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط تعاني بالفعل من توترات متصاعدة. ويثير هذا التوسع العسكري المخاوف من تحول الصراع إلى مواجهة واسعة تشمل أطرافاً أخرى في المنطقة، في ظل تعقيدات سياسية وعسكرية قد يصعب احتواؤها.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تسعى لتحقيق مكاسب ميدانية قبل التوصل إلى أي اتفاق وقف إطلاق نار، حيث تتوقع إسرائيل أن يؤدي هذا الضغط إلى تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية. إلا أن حزب الله من جهته يصر على الاستمرار في المواجهة، ما يزيد من احتمالات تفاقم النزاع في وقت قريب.
0 تعليق