اتهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الثلاثاء، أوكرانيا بتقديم دعم عسكري لمقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) في شمال غرب سوريا. وأكد نيبينزيا، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول التصعيد في سوريا، أن هناك أدلة واضحة تشير إلى تورط المديرية الرئيسية للاستخبارات الأوكرانية في تزويد الفصائل المسلحة في سوريا بالأسلحة والمعدات العسكرية.
وقال نيبينزيا:
"لقد تم تحديد هوية مدربين عسكريين أوكرانيين كانوا يدربون مقاتلي هيئة تحرير الشام على العمليات القتالية."
دعم لوجستي واستخدام طائرات مسيّرة
شدد السفير الروسي على أن الدعم الأوكراني لا يقتصر على التدريب العسكري، بل يتضمن تزويد هيئة تحرير الشام بطائرات مسيّرة متطورة. وأضاف:
"التعاون بين الإرهابيين الأوكرانيين والسوريين المدفوعين بالكراهية لسوريا وروسيا مستمر لتجنيد مقاتلين في القوات المسلحة الأوكرانية وتنفيذ هجمات ضد القوات الروسية والسورية في سوريا."
وأفاد نيبينزيا بأن مقاتلي هيئة تحرير الشام لا يخفون هذا الدعم، بل يتباهون به علنًا، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في شمال سوريا.
تصاعد العنف في إدلب وحلب
تشهد سوريا تصعيدًا جديدًا في شمال البلاد، حيث شنت هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها هجومًا مباغتًا منذ 27 نوفمبر. وتمكنت هذه القوات من السيطرة على عدد من البلدات وأجزاء كبيرة من مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا.
وتسعى هيئة تحرير الشام للتقدم جنوبًا، مما يزيد من الضغوط على القوات الحكومية السورية التي تواجه تحديات على جبهات متعددة.
الوجود العسكري غير المشروع ودعوات لوقف إطلاق النار
انتقد المندوب الروسي الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، واصفًا إياه بـ"غير المشروع"، مشيرًا إلى أن الأنشطة الأمريكية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.
وأضاف نيبينزيا: كما يشير التاريخ، فإن استغلال الإرهابيين لتحقيق مآرب سياسية ينقلب على سادتهم. نحن مستمرون في التنسيق مع شركائنا في عملية أستانا، ونتعاون مع إيران وتركيا لاستقرار الوضع في سوريا.
ودعا السفير الروسي إلى العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقع في مارس 2020، مؤكدًا أن الاستقرار والأمن في سوريا لا يمكن تحقيقهما إلا بإزالة الوجود العسكري غير الشرعي.
تداعيات الدعم الأوكراني على الأزمة السورية
تأتي الاتهامات الروسية في وقت حساس، حيث يواجه المجتمع الدولي تحديات في معالجة الأزمة السورية التي دخلت عامها الثاني عشر. وتثير هذه الاتهامات تساؤلات حول دور أوكرانيا في الصراع السوري، في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا على خلفية الحرب الدائرة في أوروبا الشرقية.
0 تعليق