يقول المخرج الأوسكاري كريستوفر نولان "الأصعب في أفلام السير الذاتية هو احترام الواقع، دون التضحية بجاذبية القصة"، فدائمًا كانت أفلام السير الذاتية هي التحدي الأصعب للمخرج والفنان المٌجسد للشخصي بسبب مقارنة الجَمهور بين الحقيقة التي شاهدوها بأعينهم، وبين الفنان المٌجسد للشخصية في العمل وطريقة عرضه، وهو التحدي الذي سيواجهه فيلم الست الخاص بالسير الذاتية لكوكب الشرق "أم كلثوم"، وتلعب الفنانة منى زكي دور البطولة فيه؛ ليصبح الفيلم على أعتاب صفيح ساخن قبل شهور من عرضه.
تفاصيل فيلم الست للفنانة منى زكي
ويستعرض تحيا مصر في التقرير الآتي بداية العمل على فيلم الست، فهو من تأليف "أحمد مراد" صاحب أنجح الروايات التي تم تحويلها لأفلام شيقة منها "تراب الماس" و"الفيل الأزرق" و"كيرة والجن"، لكن هذه المرة الأولى التي يعمل فيها "مراد" على تأليف فيلم بذاته بعيدًا عن الروايات لتضعه تلك التجربة في مهب الريح، إما تكون بداية عالمية له وإما تكون بداية انهياره، أما الإخراج فسيكون لـ مروان حامد نجل السيناريست الراحل وحيد حامد، فيعد علامة بارزة في عالم صناعة الأفلام، وبدأ بفيلم عمارة يعقوبيان ليحجز "مروان" اسمه بين كبار المخرجين، وتتوالى أعماله الناجحة أبرزها "إبراهيم الأبيض" و"الفيل الأزرق"، ويقرر "مروان" خوض تجرِبة الست ليواجه أكبر تحدي يخشاه المخرج وهو صنع فيلم سيرة ذاتية ناجحة باحترام واقع كوكب الشرق والحفاظ على الحبكة وجاذبية القصة التي سيقدمها.
منى زكي تتحدى نفسها بفيلم الست
وهذا التحدي لن يكون لـ أحمد مراد ومراون حامد فقط، بل يشمل أيضًا النجمة "منى زكي" فبعد سلسلة من النجاحات التي حققتها "منى" خلال الفترة الأخيرة أعادتها للمقدمة بين فنانات جيلها، قررت خوض التحدي الأصعب ليها وتقديم سيرة ذاتية عن "كوكب الشرق"، لتضع "منى" نفسها بين شقي الرحا، خاصة إنها سبق وحققت إخفاق كبير في مسلسل "السندريلا" الذي جسد السيرة الذاتية للفنانة سعاد حسني ولم يلقى المسلسل أي نجاح، وما زال يتعرض للانتقاد حتى الآن؛ لكن بعد مرور السنوات قررت "منى" إعادة التجربة مرة أخرى ولكن بتجسيد "كوكب الشرق".
وربما التحدي الأكبر الذي يواجهه الفيلم هو مقارنته بمسلسل "أم كلثوم" الذي جسدت فيه الفنانة صابرين شخصية "الست"، وحقق نجاحًا كبيرًا آنذاك بسبب براعة الفنانين في تجسيد الشخصيات، وسرد تفاصيل حياتها بدقة كبيرة من خلال حلَقات متعددة، وهو ما سيكون صعبًا على فريق عمل الفيلم لأنه مقتصر بمدة محددة، مع ضرورة توافر الواقعية وحبكة القصة وتحقيق عنصر المتعة للمشاهد، لذلك يحاول فريق العمل توفير أقصى جهودهم لتلبية توقعات الجَمهور عن الفيلم.
تحضيرات فيلم الست
وبالعودة للتحضيرات، فاستغرق العمل على فيلم الست أكثر من (ستة) أشهر، كمان استغرقت "منى زكي" يوميًا ما يقرب من الخمس ساعات لتتحول لشخصية "أم كلثوم" وتكون شبيهة لها، واستعانت في ذلك بفريق عمل أجنبي متخصص، لتقضي على أي مخاوف خاصة بالجمهور من اختلاف الشبه بينها و "كوكب الشرق"، كمان فرض المخرج مروان حامد سرية شديدة على فريق العمل؛ ليضمن عدم تسريب أي صورة خاصة بـ "منى زكي" بعد تحويلها لـ "كوكب الشرق" قبل عرض البرومو الخاص بالفيلم، وتم تصويره في عدة مواقع منها مدينة الإنتاج الإعلامي بالحي الريفي، بالإضافة لأحد مسارح وسط البلد ليكون مقر التصوير الخاص بحفلات "كوكب الشرق".
وينتظر فيلم الست اهتمامًا كبيرًا من الجَمهور سواء بالانتقادات أو الإشادة، وذلك لاعتبار "أم كلثوم" واحدة من أهم الشخصيات في الثقافة الفنية المصرية والعربية، وعشق الجَمهور لها حتى بعد مرور سنوات طويلة، فبالرغم من تعرض الفيلم لانتقادات عنيفة قبل عرضه خوفًا من تشويه السيرة الذاتية لـ "الست"، لكن ما زال الفيلم يلقى اهتمام الجَمهور ليشاهدوا كيف سيقدم المخرج مروان حامد "الست" من خلال منى زكي، خاصة مع نجاحاته المتتالية في دفع الفنانين لتقمص الشخصيات بدقة، وأصبح الفيلم على صفيح ساخن ما بين حماسة الجَمهور لرؤية "منى زكي" في ثوب كوكب الشرق أم كلثوم، وبين حدّة الانتقادات على أداء منى زكي لشخصية "الست".
0 تعليق