أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدات مباشرة ضد إيران، محذرًا من أن منشآتها النووية باتت أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى. جاء ذلك خلال أول اجتماع لكاتس مع هيئة الأركان العامة برئاسة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، حيث ناقش كاتس استراتيجية إسرائيل حيال التهديدات الأمنية، مؤكدًا على ضرورة الاستعداد لضربة محتملة تستهدف قدرات إيران النووية.
وقال كاتس، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن إسرائيل لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في التصدي لإيران بمفردها، مشددًا على ضرورة تحقيق أهدافها في لبنان، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله وإبعاده إلى ما وراء نهر الليطاني، في خطوة تهدف إلى تأمين شمال إسرائيل ومنع أي تهديد عسكري على حدودها.
تهديد مباشر بضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية
مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران حول برنامجها النووي، أشار كاتس إلى أن إسرائيل لن تتردد في توجيه ضربة استباقية لمنشآت إيران النووية إذا دعت الضرورة، مؤكدًا أن الهدف الأكبر لإسرائيل يبقى "إحباط الخطر الوجودي" الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني. ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن كاتس قوله إن إسرائيل ترى أن التصدي لهذا التهديد ضرورة قصوى، ولن تسمح لطهران بامتلاك قدرات نووية يمكن أن تهدد أمنها القومي.
الشروط الإسرائيلية للتعامل مع حزب الله ولبنان
في الوقت ذاته، شدد كاتس على أهمية تراجع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومترًا من الحدود اللبنانية، كجزء من شروط إسرائيل الأساسية لضمان وقف إطلاق النار، وتجنب اندلاع نزاع مسلح واسع النطاق. وأضاف أن أي اتفاق سلام بين إسرائيل ولبنان يجب أن يتضمن تدابير صارمة لمنع حزب الله من الحصول على أسلحة جديدة، خاصة عبر المعابر الحدودية مع سوريا.
وصرح كاتس أن تحقيق هذا الشرط سيسهم في "عودة آمنة لسكان شمال إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الأمن الحدودي جزء لا يتجزأ من استراتيجيات الدفاع الإسرائيلية، خصوصًا مع تصاعد الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ بداية أكتوبر الماضي.
جدعون: إقامة دولة فلسطينية "أمر غير واقعي"
على صعيد آخر، أثار وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قضية إمكانية إقامة دولة فلسطينية، معتبرًا أن هذا الأمر غير واقعي في الوقت الحالي. وأشار إلى أن إسرائيل تعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لإقرار وقف إطلاق النار، لكنه أكد على ضرورة تراجع حزب الله شمال نهر الليطاني. وأضاف أن إسرائيل ستواصل التصدي لأي محاولات تسلح جديدة لحزب الله عبر الحدود السورية، وذلك بهدف تقليص نفوذ إيران في المنطقة.
تصاعد الاشتباكات على الحدود اللبنانية.. وتصعيد إسرائيلي في غزة
تشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلًا متصاعدًا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ إعلان إسرائيل الحرب على غزة في الثامن من أكتوبر 2023. ويأتي هذا التصعيد ردًا على هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية، وما أعقبه من إعلان حزب الله مساندته لغزة. كما بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية مركزة جنوب لبنان، الأمر الذي يزيد من مخاطر اندلاع نزاع أوسع، يهدد بجر المنطقة إلى مرحلة جديدة من التوترات.
0 تعليق