«هجوم هز عرش وكلاء إيران»..الموساد يكشف كواليس وخفايا عملية البيجر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في 17 سبتمبر الماضي، شنت إسرائيل هجوم سيبراني غير مسبوق على حزب الله بضربة عرفت بـ عملية البيجر، إصيب خلالها بحسب التقديرات الإعلامية نحو 3000 عنصر من حزب الله وقتل منهم 30 شخص، وكان بين المصابين في هذا الهجوم سفير إيران لدي بيروت. 

كواليس تنفيذ عملية البيجر

وبعد انهيار نظام بشار الأسد، وتعرض حزب الله خلال الشهور الثلاثة الماضية لضربة قوية أثرت بشكل كبير على الحزب المدعوم من إيران لاسيما بعد استهداف إسرائيل كبار قيادات الحزب على رأسهم حسن نصر الله، عادت الدولة العبرية لكشف المستور عن خفايا هذه العملية وكواليس تنفيذها وتحدث عميلان في جهاز الموساد عن معلومات سمح المجتمع الأمني الإسرائيلي بنشرها وكان ذلك خلال مقابلة مع برنامج 60 دقيقة، حيث كشفوا التفاصيل الكاملة لهذا الهجوم وكيف تم التخطيط له وتنفيذه. 

صحيفة  Jerusalem Post العبرية نشرت تقرير مطول أطلعنا عليه، أشارت إلى أن  العملية  بدأت التخطيط لها منذ أكثر من 10 سنوات ، حيث قام الموساد في البداية تفخيخ أجهزة اتصال لاسلكية تم بيعها لحزب الله. قال "مايكل"، وهو ضابط سابق في الموساد تم إخفاء هويته أثناء المقابلة: "كان جهاز الاتصال اللاسلكي سلاحًا مثل الرصاصة أو الصاروخ. داخل البطارية، يوجد جهاز متفجر ... مصنوع في إسرائيل".

وذكرت الصحيفة العبرية أن العملاء كشفوا لبرنامج 60 دقيقة كيف أنشأ الموساد شركات وهمية لبيع هذه الأجهزة سراً. وقال مايكل: "نحن نخلق عالماً وهمياً. نحن المخرجون والمنتجون والممثلون الرئيسيون؛ والعالم هو مسرحنا". وأوضح أن هذا العالم المزيف يشبه برنامج The Truman Show ، وهو مشابه لفيلم 1998 الناجح، بطولة جيم كاري، الذي يعيش منذ ولادته في استوديو تلفزيوني ضخم، مليء بكاميرات البث المباشر للعالم.

وأشار التقرير إلى أنه بحلول عام 2022، حول الموساد تركيزه إلى أجهزة النداء، التي استخدمها حزب الله على نطاق واسع للتواصل. وأوضح "غابرييل"، وهو عميل سابق آخر في الموساد أجرى معه سي بي إس نيوز مقابلة: "لا يزال حزب الله يستخدم أجهزة النداء لأنها بسيطة ويصعب اختراقها". 

وقام فريق غابرييل بتعديل أجهزة النداء المتوفرة تجاريًا، ودمج المتفجرات مع الاحتفاظ بوظيفتها. حتى أنهم أجروا اختبارات مكثفة للتأكد من أن الجهاز لا يضر إلا بمستخدمه وليس المارة.

إنشاء شركة إعلانات مزيفة.. وحزب الله يقع في الفخ

وذكر عملاء الموساد خلال المقابلة أنه لكي يتم الترويج لأجهزة البيجر أنشأ الموساد حملة تسويقية بإعلانات مزيفة على موقع يوتيوب تروج لها باعتبارها "قوية ومقاومة للغبار والماء". ويتذكر غابرييل شكوك رؤسائه: "أخبرنا مديرنا أنه لا توجد فرصة لأي شخص لشراء مثل هذا الجهاز الضخم". واستغرق الأمر أسبوعين لإقناعه". وفي النهاية، تم بيع أجهزة النداء إلى حزب الله من خلال وسطاء، دون أن يكون الحزب على علم بمصدرها.

في 17 سبتمبر 2024، الساعة 3:30 مساءً، قام الموساد بتفعيل أجهزة النداء المتفجرة عن بعد في جميع أنحاء لبنان. ووفقًا لشبكة سي بي إس نيوز، تلقى حاملو الأجهزة رسالة مشفرة تأمرهم بالضغط على زرين، مما أدى إلى الانفجار. وقال غابرييل: "إذا لم يضغطوا على الأزرار، فإن الجهاز سينفجر على أي حال".

الموساد: لم يكن هدفنا القتل !

في اليوم التالي لانفجارات أجهزة النداء، قامت الموساد بتنشيط أجهزة اتصال لاسلكية كانت خاملة لأكثر من عقد من الزمان. وانطلقت بعض هذه الأجهزة أثناء جنازات القتلى الذين قضوا بسبب هذه الأجهزة. وفي المجمل، أسفرت العمليات عن إصابة ما يقرب من 3000 من عناصر حزب الله، ومقتل 30 منهم، وإضعاف معنويات الحزب. وقال غابرييل لشبكة سي بي إس نيوز: "لم يكن الهدف هو القتل. بل كان الهدف هو ترك حزب الله مع الآلاف من الجرحى، كدليل على تفوقنا".

وذكرت الصحيفة العبرية أن العملية أضعفت نفوذ إيران في المنطقة من خلال شل حركة حزب الله، أقوى وكلائها. كما أدت العملية إلى زعزعة استقرار سوريا، مما ساهم في انهيار نظام الأسد. وقال مايكل: "حزب الله ينظر حوله ويدرك أنه معزول".

وأشار التقرير إلى أن رغم أن العملية عززت الموقف الاستراتيجي لإسرائيل، إلا أنها أثارت مخاوف أخلاقية. فسألت مراسلة شبكة سي بي إس الإخبارية ليزلي ستال خلال المقابلة العميلان : "ماذا عن سمعة إسرائيل الأخلاقية؟" فأجاب غابرييل: "هناك ترتيب للأولويات. أولاً، عليك أن تدافع عن شعبك، ثم عليك أن تقلق بشأن سمعتك".

 وقال غابرييل: "لا نستطيع استخدام أجهزة النداء مرة أخرى، ولكن سيتعين عليهم الاستمرار في تخمين ما سيحدث بعد ذلك..  أعادت العملية إحساسها بالأمن وأرسلت رسالة قوية إلى أعدائها.. لا تعبثوا معنا”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق