عندما تقترب عقارب الساعة من الخامسة فجراً، تسرع الحاجة «منال» ابنة مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية من الاستيقاظ، لتنتظر آذان الفجر يرفع ثم تصلي، وتبدأ في ارتداء عبائتها البسيطة التي تحمل بين أنسجتها الكثير من علامات الشقاء والتعب على مدار ثلاثين عاماً، ثم تتوجه إلى مكان عربيتها البسيطة الموجودة أمام مستشفى الأحرار لتبدأ في فتح العربة وبيع المشروبات الساخنة.

وتقول الحاجة «منال» أنها تعمل في بيع المشروبات الساخنة منذ 30 عاما على عربة بسيطة أمام مستشفى الأحرار، حيث تذهب إلى مكان عملها من الساعة الخامسة ونصف فجراً وتظل حتى الساعة الثانية عصراً، مشيرة إلى أنها تعلمت هذه المهنة من حماتها وقررت الوقوف مكانها بعد وفاتها حتى تساعد زوجها على توفير مصاريف أبنائها الأربعة قبل زواجهم.

الحاجة «منال» أشهر بائعة مشروبات ساخنة على عربية بمحافظة الشرقية

وأضافت الحاجة «منال» أنها متزوجة منذ أكثر من 35 عاماً، وأنجبت من زوجها ثلاث فتيات وولد، ونظراً لظروف زوجها الصحية قررت العمل لمساعدته على مصاريف الحياة، وتمكنا سويا من تربية أبنائهما حتى تزوجوا، مشيرة إلى أنها استمرت في العمل من أجل توفير مصاريف علاجها لأنها ليس لديها أي دخل ولا لزوجها سوى من عملهما.

وتابعت الحاجة «منال» أنها تعاني من الغضاريف والعظام العجزية، مؤكدة أن الطبيب طلب منها عدم العمل بسبب ظروفها الصحية، ولكنها تصر على العمل والسعي من أجل توفير مصاريف علاجها وتساعد زوجها في المصاريف المنزلية، مشيرة إلى أنها تعرضت إلى العديد من المواقف الشاقة خلال عملها ولكنها كانت تواجهها بكل جدية وتتعامل معها بكل قوة.

واختتمت الحاجة «منال» حديثها قائلة "الحمد لله ربنا ساترنى وبشتغل في بيع المشروبات الساخنة بعد ما تعلمت المهنة من حماتي عشان اساعد زوجي، وبنزل كل يوم من بعد الفجر وارجع قرب العصر عشان اكمل شغل البيت، وربنا مهونها وربيت ولادي وزوجتهم بالتعاون مع والدهم، ولكن اتمنى معاش بسيط يساعدني علي المعيشة أو عمرة".