«من حرب غزة المفاجئة إلى سقوط الأسد الصادم».. طوفان التغيير من الرابح والخاسر؟!

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في السابع من أكتوبر 2023 تزامناً مع احتفال مصر بذكرى نصر أكتوبر، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس شن هجوم مباغت على إسرائيل وأطلقت على العملية "طوفان الأقصى"، ليأتي الرد من قبل الدولة العبرية بعملية مضادة أطلقت عليها "السيوف الحديدية" واعتقد البعض للوهلة الأولى أن التصعيد العسكري بين الطرفين سينطفئ بعد مرور أيام أو أسابيع قليلة، لكن آمال البعض كانت مجرد أوهام وتحولت إلى حرب بدأت تتسع رقعتها لتشمل دول الجوار وتدخل قوى إقليمية في الصراع الذي بدأ في يوم واحد واستمر لعام ونحن على أعتاب دخول العام الثاني والشعب الفلسطيني في غزة لا يزال صامد أمام موجة الطوفان التي ضربت مدينته، في انتظار سماع خبر وقف إطلاق النار ورفع الحصار. 

سلام مزيف يسقط الشرق الأوسط في مستنقع من الصراعات 

لم تكن طوفان الأقصى عملية انتقامية أو محاولة من المقاومة إيقاظ الضمير العالمي أمام عملية التطهير العرقي التي يتعرض لها الفلسطينيين، واستمرار اليمين الإسرائيلي اغتصاب المزيد من الحقوق الفلسطينية، وتغطية هذه الانتهاكات بإطلاق قطار التطبيع ويقف في محطة تلو الأخرى لتعلن دولة انضمامها إلى القطار، وإنما كانت بداية نحو تغيير مفاجئ كتب على الشرق الأوسط. 

642d2c1594.jpg
غزة

الحقيقة إسرائيل استطاعت رسم صورة وردية خادعة للعالم وكأن الشرق الأوسط داخل حقبة جديدة من السلام والاستقرار، وانتهى عصر الحروب والكراهية، لكن هذا السلام المزيف الملطخ بالدماء لم يدوم كثيراً وفتح الباب أمام شلال من الدماء غرقت فيه المنطقة، وباتت برميل من البارود يترقب العالم موعد انفجاره. 

فتحولت غزة إلى مشهد يتكرر في لبنان ودخلت الدولة التي تعيش هي الأخرى في سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية إلى حرب وفتح حزب الله جبهة إسناد أمام آلة العسكرية الإسرائيلية وسرعان ما تحولت المناوشات العسكرية إلى حرب جديدة وأطلقت إسرائيل عملية محدودة سماتها "سهام الشمال" واستهدفت خلال كبار قيادات حزب الله من امين العام للحزب حسن نصر الله إلى محاولة انهاك الحزب عسكرياً واضعافه، لمحاولة التأثير على حماس التي خسرت بشكل كبير قيادات عسكرية وسياسية، منها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والذي تم اغتياله في يوليو الماضي في قلب العاصمة طهران ولم تعلن تل أبيب مسؤوليتها عن عملية الاغتيال إلا خلال الأيام الماضية بعد سقوط نظام الأسد. 

4fbb6c963c.jpg
حسن نصر الله 

من حرب غزة المفاجئة.. إلى سقوط الأسد الصادم 

ومن غزة ولبنان انتقل التصعيد إلى سوريا، وكما بدأت حرب غزة بشكل مفاجئ سقط نظام بشار الأسد بشكل مفاجئ أيضًا، الذي استمرت عائلته حكم البلاد لنحو 54 عاماً، وجاء هذا الانهيار بعد أن شنت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام في 27 نوفمبر هجوم ضد الجيش السوري وبدأت تسقط مدينة تلو الأخرى في قبضة هذه الفصائل إلى أن وصلت العاصمة دمشق ومن هناك وفي الثامن من ديسمبر أعلنت بشكل رسمي انتهى عصر الأسد وفر من البلاد ليتم الكشف لاحقًا أنه في روسيا، وأصبح مصيره لاجئ وتغليف موسكو هذا اللجوء بطابع إنساني فتحول إلى (الرئيس اللاجئ). 

940b42b77d.jpg
بشار الأسد 

ومن غزة ولبنان إلى سوريا، ظهر زعيم تحرير الشام أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني في المشهد الذي لديه سجل يدور حوله العديد من علامات الاستفهام رجل تحول من احد المنضمين لتنظيم القاعدة إلى رجل سياسي وأصبح الحاكم الفعلي في سوريا ويلتقي بالوفود العربية والأجنبية، وهناك ثقة دولية "مريبة" حول هذا الشخص! فهل سوريا في عهد الجولاني ستكون بلد الأمن والاستقرار، أم ستكون أفغانستان جديدة في منطقتنا؟!! 

الشرق الأوسط.. وحقبة المؤامرات متى موعد انتهاءها..؟

حرب غزة لم تكن صدمة للفلسطينيين فحسب وإنما صدمة قوية للشعوب العربية والعالم، غيرت بشكل كبير في تركيبة وموازين القوى في المنطقة، وإسرائيل باتت تعلن بكل “جرأة” ولم تلجأ إلى التنظير (نعم نحن من قتلنا هنية والسنوار وحسن نصر الله، واسقطنا نظام الأسد….) ولا تزال القائمة مطولة لا تعلن عن مؤامراتها إلا بعد أن تضمن نجاحها وفرص الانتقام ضئيلة وتكاد تكون منعدمة.! 

ويبقى السؤال ما الذي ينتظر الشرق الأوسط عام 2025 الذي بات ساحة خصبة للمؤامرات والنزاعات العسكرية ومتى ستشرق شمس السلام والاستقرار على شعوب هذه المنطقة ؟! 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق