دمشق تحت الضغط.. كيف تواجه سوريا الغارات الإسرائيلية المتكررة؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تصاعدت التوترات على الساحة السورية إثر تكثيف الغارات الإسرائيلية على مواقع تابعة لحزب الله داخل الأراضي السورية. وأكدت تقارير محلية ودولية أن الضربات استهدفت قيادات وقوافل لوجستية للحزب، مما أثار تساؤلات حول احتمالية انجرار دمشق إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، وسط تعقيدات إقليمية ودولية.

الغارات الإسرائيلية.. محاولة لتقويض محور المقاومة

تأتي الغارات الإسرائيلية في سياق سعي إسرائيل إلى تقويض محور المقاومة الإقليمي، والذي يعتبر دعم سوريا لحزب الله جزءًا أساسيًا منه. وتستهدف إسرائيل من خلال هذه العمليات إضعاف قدرات الحزب، وقطع خطوط إمداده في الداخل السوري.

يرى محللون أن هذه العمليات تتزامن مع تصاعد التوترات في الجولان المحتل، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض واقع سياسي جديد يعزز نفوذها الأمني ويحد من قدرة دمشق على الرد.

موقف دمشق.. بين الرد العسكري والاستراتيجية طويلة الأمد

أوضح الدكتور خلف المفتاح، الباحث السياسي من دمشق، أن موقف سوريا يتوقف على حجم التصعيد الإسرائيلي. وأشار إلى أن دعم سوريا للمقاومة ليس مجرد تحالف سياسي، بل هو استراتيجية وطنية تهدف إلى تحرير الأراضي المحتلة واستعادة الحقوق السيادية.

وأضاف المفتاح أن استهداف الجولان المحتل يعكس محاولات إسرائيلية مستمرة لتغيير الوضع الجيوسياسي، مؤكداً أن دمشق لن تتراجع عن موقفها رغم الضغوط الدولية والإقليمية.
 

علاقة استراتيجية بين سوريا وحزب الله

أكدت مصادر مطلعة أن العلاقة بين دمشق وحزب الله تتجاوز كونها مجرد تحالف عسكري مؤقت. إذ ترتكز هذه العلاقة على اعتبارات الأمن القومي السوري، حيث ترى دمشق في دعم المقاومة أداة رئيسية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ويُعتبر حزب الله جزءًا من المعادلة الإقليمية التي تعتمد عليها سوريا في تعزيز موقفها أمام الضغوط الدولية، لا سيما مع تصاعد التحديات الاقتصادية والسياسية.

دور روسيا.. شريك أساسي بحدود محسوبة

تلعب روسيا دوراً مهماً في المعادلة السورية، حيث تقدم الدعم العسكري والسياسي لدمشق، لكن ذلك يتم وفق حسابات دقيقة تراعي التوازنات الدولية.

بحسب المفتاح، فإن موسكو تراقب التطورات عن كثب، وتسعى لتجنب انجرار سوريا إلى مواجهة شاملة قد تؤدي إلى تفاقم الصراع في المنطقة، مما قد يؤثر على المصالح الروسية الاستراتيجية.

احتمالية التصعيد.. تسوية شاملة أم مواجهة مفتوحة؟

مع استمرار الغارات الإسرائيلية وتبادل التصريحات الحادة، يبرز التساؤل حول مستقبل الصراع في المنطقة. يرى خبراء أن تحقيق تسوية شاملة تتضمن استعادة الحقوق السيادية لسوريا هو الخيار الأمثل لتجنب التصعيد.

لكن في ظل المعطيات الحالية، تبقى احتمالية المواجهة العسكرية قائمة، خاصة إذا تجاوزت الغارات الإسرائيلية الخطوط الحمراء التي تراها دمشق تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق