البابا تواضروس , في خطوة تاريخية ، ترأس قداسته يوم السبت أول قداس إلهي في كنيسة القديسين مار مرقس والبابا كيرلس السادس بمنطقة “مثلث الأمل” في القاهرة الجديدة ، وهي الكنيسة التي لا تزال تحت التأسيس .
وقد أزاح البابا الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لأول قداس يُصلى في هذه المنطقة الجديدة، والتي تُعد جزءًا من مشروع كبير يهدف إلى توسعة المقر الإداري والخدمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
قداس تاريخي لقداسة البابا تواضروس وحضور كنسي كبير
شارك في صلوات القداس عدد كبير من الشخصيات الكنسية البارزة ، حيث حضر 21 من المطارنة والأساقفة، بالإضافة إلى وكلاء البطريركية بالقاهرة والإسكندرية وعدد من الآباء الكهنة والشمامسة .
كما تواجد في القداس ممثلون عن الهيئات والمؤسسات الكنسية ، فضلًا عن بعض الأراخنة وأساقفة من الكليات والمعاهد اللاهوتية والمدارس القبطية .
عظة البابا تواضروس الثاني
وفي عظة القداس ، أشار قداسته إلى أهمية هذا اليوم بالنسبة للوطن والكنيسة على حد سواء. واعتبر قداسة البابا أن هذا القداس يمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، حيث شهد الحاضرون على مشاركة تاريخية في أول قداس يُصلى في أرض “مثلث الأمل”. وأكد أن الكنيسة تعكس مدى اهتمام الدولة المصرية برعاية حقوق المواطنين والمساواة بينهم .
تفاصيل إنشاء المقر الإداري الجديد للكنيسة
تحدث قداسته عن الظروف التي أدت إلى تخصيص الأرض لبناء المقر الإداري الجديد للكنيسة ، مشيرًا إلى الهجوم الذي تعرضت له الكاتدرائية المرقسية في العباسية عام 2013. نظرًا للضغط المروري والكثافة السكانية في المنطقة ، تقرر التفكير في نقل مقر الكنيسة إلى منطقة أكثر اتساعًا .
وفي عام 2014، تم تخصيص أرض “مثلث الأمل” بمساحة 30 فدانًا لتكون مقرًا جديدًا للكنيسة. وفي 2015، صدر القرار الجمهوري الذي سمح بتخصيص هذه الأرض لتكون جزءًا من الكاتدرائية المرقسية .
وأضاف قداسته أن المشروع تم تنفيذه تدريجيًا ، حيث تم بناء سور حول الأرض وإعداد المخطط العام للمرافق والإدارات الكنسية التي يحتاجها هذا المقر ، متمنيًا أن يصبح هذا الموقع نقطة انطلاق لمشاريع أخرى تخدم الكنيسة والمجتمع المسيحي في مصر.
“مثلث الأمل” كمقر جديد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
وفي حديثه عن مشروع “مثلث الأمل”، أكد قداسته أن هذا المقر الإداري سيُكمل دور كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، التي تم افتتاحها في 2018، والتي باتت ملاذًا رئيسيًا للكنيسة في مناسباتها الرسمية. ومن المخطط أن يضم مقر “مثلث الأمل” كافة الإدارات والمؤسسات الكنسية، من بينها الأكاديميات الدينية والمجمع المقدس، لتكون مركزًا هامًا لدعم العمل الكنسي في مصر.
كما تحدث عن قانون بناء الكنائس الذي أتاح للكنيسة بناء مئات الكنائس بشكل قانوني بعد سنوات طويلة من المعاناة، مما يعكس تطورًا كبيرًا في العلاقة بين الدولة والكنيسة. وأكد أن اختيار اسم كنيسة “مثلث الأمل” جاء تكريمًا للقديس مار مرقس والبابا كيرلس السادس، باعتبارهما رمزين مهمين في تاريخ الكنيسة القبطية.
وفي ختام حديثه، عبر عن شكره لجميع من ساهم في بناء هذا المشروع، سواء من المهندسين أو المتبرعين من أبناء الكنيسة داخل مصر وخارجها، داعيًا الجميع للاستمرار في العمل والإيمان برسالة الكنيسة رغم التحديات.
0 تعليق