استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، إيلينا بانوفا، ممثل منظمة الأمم المتحدة في مصر، وعددًا من ممثلي أجهزة الأمم المتحدة المتخصصة بالقاهرة، وذلك للإتفاق على آليات متطورة لتنفيذ خدمات وأنشطة حالية ومستقبلية في إطار المشروع القومي للتنمية البشرية. يأتي هذا في ضوء تكليفات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يهدف إلى تحقيق التطوير الشامل للإنسان المصري.
الاستثمار في رأس المال البشري
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبد الغفار، أن الاجتماع يأتي في إطار مساعي الدولة المصرية نحو الاستثمار في رأس المال البشري. الهدف هو توفير التنمية الذاتية والصحية والتعليمية والرياضية والثقافية والسلوكية للمواطنين، بما يسهم في تقديم مواطن متعلم وواعي ومنتج، لديه مهارات وقدرات تمكنه من التحدي ومواكبة التطورات العالمية.
مراحل المشروع القومي للتنمية البشرية
خلال اللقاء، استعرض الدكتور خالد عبدالغفار المحاور الرئيسية للمشروع القومي للتنمية البشرية، الذي يشمل عدة مراحل تبدأ من مرحلة الأم والجنين (من -1 إلى صفر)، حيث تقدم المبادرة خدمات استشارية وفحوصات ما قبل الزواج. تليها مرحلة الطفولة المبكرة (من 0 إلى 6 سنوات)، والتي تهدف إلى تنمية مهارات الأطفال وتعزيز الإبداع من خلال برامج رياض الأطفال والأنشطة الصحية والتربوية. كما تتضمن المرحلة التالية (من 6 إلى 18 سنة) برامج تعليمية وتدريبية ورياضية وثقافية لتنمية مهارات الشباب.
أما المرحلة التي تشمل من 18 إلى 65 سنة، فهي تهتم بالبرامج التدريبية لبناء القدرات بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل، وأخيرًا، مرحلة كبار السن (أكثر من 65 سنة) التي تقدم برامج الدعم والرعاية الصحية.
ركائز أساسية لتحسين الحياة
أكد الوزير أن المشروع يعتمد على 8 ركائز أساسية تشمل تحسين الرعاية الصحية، رفع مستوى المعيشة، تعزيز جودة التعليم، تشجيع الابتكار والتطوير، تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تشجيع ممارسة الرياضة، وغرس القيم والأخلاق في المجتمع.
المؤشرات الصحية المستهدفة
كما استعرض الدكتور خالد عبدالغفار بعض المؤشرات الصحية المستهدفة للمشروع، مثل زيادة العمر المتوقع عند الولادة من 71.6 سنة في 2024 إلى 75 سنة في 2030، وزيادة معدل التغطية بالتطعيمات الأساسية من 96.2% في 2023 إلى 100% في 2030. بالإضافة إلى استهداف خفض معدل وفيات الأطفال الرضع لكل 1000 مولود من 18.9% في 2022 إلى 7.9% في 2030، وخفض معدل التقزم بين الأطفال من 13% في 2021 إلى 11.7% في 2030.
فرص العمل وتطوير المهارات
تم التطرق أيضًا إلى محور التوظيف، حيث يهدف المشروع إلى خلق فرص عمل جديدة من خلال التركيز على التدريب المهني وبرامج تطوير المهارات لتتناسب مع احتياجات سوق العمل. كما تم التطرق إلى القضاء على التسرب من التعليم بحلول عام 2027، ومحو الأمية من 12% في 2025 إلى 7% في 2030.
فيما يخص العمل، أشار الوزير إلى جهود وزارة العمل في خفض معدل البطالة من 6.5% إلى 5.7% خلال عامي 2025/2026، مع توفير 858 ألف فرصة عمل داخل البلاد، و600 ألف فرصة عمل بالخارج بالشراكة مع شركات إلحاق العمالة بالخارج. كما سيتم توفير 4 آلاف دورة تدريبية متخصصة سنويًا لتخريج نحو 80 ألف متدرب.
تمكين المرأة وتعزيز حقوق الأطفال
وتناول الاجتماع أيضًا محاور تمكين المرأة، حيث تم التوقع بزيادة نسبة المشروعات الصغيرة الموجهة للمرأة بحلول 2030، إلى جانب خفض معدل البطالة بين الإناث من 18.4% إلى 16%. كما تم التطرق إلى قضايا الطفولة والأمومة، والعمل على رصد قضايا العنف من خلال خط نجدة الطفل ولجان الحماية، بالإضافة إلى زيادة وعي الأسر بمخاطر استخدام الإنترنت على الأطفال.
تعزيز الرياضة والثقافة
في مجال الرياضة، تحدث الوزير عن خطط تعزيز الرياضة في مصر، بما في ذلك مضاعفة عدد المستفيدين من برامج وأنشطة ممارسة الرياضة، والتوسع في الرياضة المدرسية والجامعية بنسبة 20%. كما تم تعزيز برامج الرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة بنسبة 30% سنويًا. كما تناول الدكتور خالد عبدالغفار ملف الثقافة، بهدف اكتشاف ودعم المواهب وتعزيز معدلات القراءة، بالإضافة إلى تنفيذ المبادرة في 500 قرية ومدينة بمختلف المحافظات المصرية.
التعاون مع الأمم المتحدة
في ختام الاجتماع، أكد الدكتور خالد عبدالغفار على ضرورة تشكيل فريق عمل مشترك بين الجانبين، بالإضافة إلى الاتفاق على 5 ركائز أساسية لتحقيق برنامج التنمية البشرية، ووضع دراسة مبدئية لاختيار المحافظات التي سيتم البدء في تطبيق المبادرة بها. كما تم الاتفاق على وضع أطر للتقييم والمتابعة لمتابعة تحقيق أهداف المبادرة.
من جانبها، أشادت السيدة إيلينا بانوفا، ممثل منظمة الأمم المتحدة، برؤية الدولة المصرية في تطوير وبناء إنسان واعٍ وقادر على المنافسة والإنتاج، مؤكدة سعادتها بالتعاون المشترك مع الدولة المصرية لتحقيق أهداف المشروع القومي للتنمية البشرية، مشيرة إلى أن هذا المشروع يمثل طفرة حقيقية في تاريخ الإنسان المصري وتنميته صحيا واجتماعيا.
0 تعليق