إذا كان هناك شيء واحد تعلمه عشاق الألعاب على مر السنين، فهو حقيقة أنه قد يكون من المستحيل في بعض الأحيان تحديد العناوين التي ستحقق نجاحًا والتي لن تحقق نجاحًا، ففي بعض الأحيان، تتحول الإخفاقات المتوقعة إلى نجاحات هائلة، وفي أحيان أخرى، يبدو الأمر وكأن لا شيء كان لينقذ لعبة أو منصة معينة من الانهيار الشديد، ولكن مقابل كل لعبة حققت نجاح مبالغ فيه، توجد لعبة لم تبع بما يكفي لتلبية التوقعات، ومن المؤسف أن في هذه الحالات يدفع شخص ما الثمن.
قد يكون من الصعب على المطور التعافي بعد أن تفشل إحدى الألعاب، ويمكن أن يؤدي فشل إحدى الألعاب إلى نقص التمويل أو الحماس للمشروع الذي من المفترض أن يتبعه، وكانت هناك أيضًا أوقات فشلت فيها إحدى الألعاب بشكل مذهل لدرجة أنها كانت تعني نهاية شركة التطوير التي صنعتها، وفيما يلي بعض الأمثلة على ألعاب الفيديو الفاشلة التي أدت إلى إفلاس الاستوديوهات.
لعبة APB – المطور Realtime Worlds
لا يمكن المبالغة في وصف حجم فشل لعبة APB: All Points Bulletin. كانت APB لعبة MMO طموحة بأسلوب GTA سبقت إطلاق Grand Theft Auto Online. استغرقت اللعبة حوالي خمس سنوات في التطوير وبلغت تكلفتها أكثر من 100 مليون دولار، بمعنى آخر، كان من الضروري أن تحقق نجاحًا كبيرًا وإلا ستواجه شركة التطوير Realtime Worlds مشكلة كبيرة.
بعد سلسلة من التأجيلات، صدرت اللعبة وتلقت مراجعات متوسطة، ومع ذلك، تعرضت APB أيضًا لجدل كبير حول الحظر المفروض على المراجعات من قبل شركة Realtime Worlds. ففي خطوة لاقت انتقادات واسعة في ذلك الوقت، طلبت الشركة من النقاد الانتظار لمدة أسبوع بعد إصدار اللعبة لنشر مراجعاتهم.
في النهاية، لم تحقق اللعبة مبيعات كافية لاسترداد الأموال التي أُنفقت عليها، وبعد أقل من ستة أسابيع على إصدار اللعبة، تقدمت شركة التطوير بطلب إفلاس وقامت بتسريح معظم موظفيها، وبعد أقل من ثلاثة أشهر على إصدار All Points Bulletin، أعلنت Realtime Worlds عن إغلاق خوادم اللعبة وإيقاف الدعم.
لحسن الحظ، تم إنقاذ اللعبة في النهاية وأعيد إطلاقها بواسطة GamersFirst تحت اسم APB: Reloaded.
لعبة Kingdoms of Amalur: Reckoning – المطور 38 Studios
لعبة تقمص الأدوار/الفانتازيا Kingdoms of Amalur: Reckoning كانت اللعبة الوحيدة التي أصدرتها شركة 38 Studios المنكوبة. أثناء تطوير اللعبة، تم تمويل الإنتاج من خلال استثمار قدمته ولاية Rhode Island، ورغم أن اللعبة حققت مبيعات جيدة نسبيًا، إلا أنها لم تكن كافية لتغطية تكلفة تطويرها. كما صرح حاكم رود آيلاند لينكولن شافي لموقع Joystiq، فقد خسرت اللعبة في النهاية “عشرات الملايين من الدولارات”.
أعلنت شركة 38 Studios إفلاسها وقامت بتسريح موظفيها بعد فترة قصيرة من إصدار اللعبة، وكأن هذه الفوضى لم تكن كافية، تم إطلاق تحقيق فيدرالي عام 2016 بسبب اتهامات بالاحتيال، ويُقال إن الوكالة والبنك اللذين أقرضا الشركة الأموال لمشروعها التالي تعمدوا تقليص دور الشركة، مما أدى إلى انهيارها.
اشترت شركة THQ Nordic في النهاية حقوق اللعبة وأصدرت نسخة محسنة تحت عنوان Kingdoms of Amalur: Re-Reckoning، لكنها حصلت أيضًا على مراجعات متباينة.
لعبة Vampire: The Masquerade – المطور Troika Games
كانت لعبة Vampire: The Masquerade – Bloodlines تستحق مصيرًا أفضل، وكذلك فريق التطوير الذي عمل عليها Troika Games. كانت Bloodlines لعبة طموحة، لكنها للأسف أصدرت في حالة غير مكتملة، والأسوأ من ذلك، أنه بسبب تقليص عدد الموظفين في Troika، لم يتمكن الفريق المتبقي من إصلاح جميع مشاكل اللعبة.
لتزداد الأمور سوءًا، تم إصدار Bloodlines في نفس اليوم الذي صدرت فيه Half-Life 2، مع حملة تسويقية شبه معدومة كما وصفها كاتب القصة الرئيسي للعبة، براين ميتسودا، لموقع Eurogamer: “لقد تم طرحها في السوق في أسوأ وقت ممكن، لم يكن معظم الناس يعلمون حتى أنها صدرت. سيبقى كل من المعجبين ومطوري Troika دائمًا يتساءلون كيف كانت ستكون اللعبة لو حصلنا على ستة أشهر إضافية من العمل”.
بعد الفشل الذريع للعبة Bloodlines، لم تتمكن شركة Troika Games من تأمين تمويل مشاريع أخرى، وأغلقت الشركة أبوابها نهائيًا بعد فترة قصيرة من إصدار اللعبة، رغم ذلك، تُعتبر من الكلاسيكيات التي اكتسبت قاعدة جماهيرية مخلصة على مر السنين.
لعبة The Lord of the Rings: Gollum – المطور Daedalic Entertainment
سلسلة The Lord of the Rings هي واحدة من أكثر السلاسل المحبوبة التي امتدت لتشمل تقريبًا جميع أشكال الوسائط، بدءًا من الروايات الأصلية، إلى الأفلام الناجحة التي أخرجها بيتر جاكسون، وصولًا إلى العديد من ألعاب الفيديو الناجحة مثل Shadow of Mordor و Battle for Middle-Earth و The Lord of the Rings Online، لذلك كان من المخيب للآمال بشكل كبير بالنسبة للاعبين عندما صدرت لعبة The Lord of the Rings: Gollum في حالة سيئة.
ركزت اللعبة على الهوبيت الفاسد المفضل لدى الجميع، جولوم، وكانت تهدف إلى تقديم جانب جديد من الشخصية الأيقونية لم يسبق للجماهير رؤيته، ورغم أن اختيار جولوم كشخصية رئيسية للعبة كاملة كان غريبًا، إلا أن هذا كان أقل مشاكل اللعبة.
تعرضت اللعبة لانتقادات لاذعة من النقاد بسبب كثرة الأخطاء التقنية، والتوقف عن العمل، والمشاكل الفنية، وحتى عندما تعمل اللعبة بشكل سليم، فإن أسلوب اللعب الذي يعتمد على التسلل لا يُعتبر ممتعًا، بينما تكافح القصة للحفاظ على اهتمام حتى المتابعين المخلصين للسلسلة.
كانت مشاكل اللعبة شديدة للغاية لدرجة أن مطوري Daedelic Entertainment أصدروا اعتذارًا عامًا عن حالة اللعبة عند الإطلاق، باختصار، كانت اللعبة فاشلة، وبعد وقت قصير من الإصدار، أعلنت شركة Daedelic Entertainment أنها ستتوقف عن تطوير عناوينها الخاصة وستعود فقط إلى نشر الألعاب.
أبحث دوما عن القصة الجيدة والسيناريو المتقن والحبكة الدرامية المثيرة في أي لعبة فيديو، ولا مانع من التطرق للألعاب التنافسية ذات الأفكار المبتكرة والمثيرة
0 تعليق