عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم الذهب الأحمر يلون صعيد مصر.. أسرار زراعة وحصاد الكركديه في قنا -صور - في المدرج
11:01 ص الأحد 01 ديسمبر 2024
قنا - عبدالرحمن القرشي :
على أنغام "عنابي يا عنابي يا خدود الحليوة"، تتراقص أيادي الحصادين في حقول الكركديه بمحافظة قنا، فكلمات هذه الأغنية التي تغنى بها الراحل كارم محمود، تعكس بعمق جمال المشروب ودوره في حياة المصريين، ومع كل قطفة من هذا النبات القرمزي، يحيي الأهالي ذكرى هذه الأغنية، ويستعيدون ذكريات الأجداد وأيام الحصاد السعيدة.
ارتبط الكركديه بالاحتفالات والمناسبات السعيدة في صعيد مصر، فلقبه "الذهب الأحمر" ليس مجازيًا، بل يعكس قيمته الصحية والثقافية العريقة، ففي حفلات الزفاف والموالد، لا يخلو أي مجلس من فنجان من الكركديه الدافئ أو المثلج، ليضفي على الأجواء بهجة وسعادة.
فى محافظة قنا، يشارك في حصاد موسم الكركديه الكبير والصغير والنساء والرجال ولكل مهمته الخاصة، فالرجال يقطعون أعواد وسيقان الكركديه من الحقول ويجمعها الأطفال في أكوام، ثم تحمل تلك الأعواد في أطنان للنساء ليقمن بمرحلة قطف جوهرة وثمرة الكركديه من السيقان وجمعها لتنشف تحت أشعة الشمس.
رصدت عدسة "مصراوي"، كواليس حصاد الكركديه في قرية الترامسة التابعة لمركز قنا، والتي تتصدر زراعة الكركديه البلدي بجنوب الصعيد مع قرى مركز إسنا بالأقصر.
وذكر عبدالرحيم القناوي من كبار مزارعي الكركديه، أن موسم زراعة الكركديه يبدأ في شهر مايو ويحتاج لمناطق حارة وتربة خصبة حتى تنمو أعواده، وتبدأ مرحلة الحصاد من آخر شهر نوفمبر إلى منتصف ديسمبر، ويحتاج الكركديه لتضافر جهود متعددة في حصاده تمر بالقطع اليدوي، ثم التفصيص والتي يتخصص بها دوما النساء، ثم التنشيف تحت أشعة الشمس والجمع مرة أخرى للبيع بأسواق العطارة أو لمصانع منتجات التجميل.
وأوضح عبد الرحيم أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية للكركديه: البلدي والسوداني والسعودي، ويختلف إنتاج كل نوع باختلاف الصنف، فالفدان الواحد من الكركديه البلدي ينتج ما بين 200 و250 كيلوغرام، بينما ينتج الفدان من النوعين الآخرين (السعودي والسوداني) ما بين 300 و350 كيلوغرام، ويعتبر الكركديه السوداني هو الأعلى جودة، ويتم استخدامه بشكل أساسي في صناعة الشربات والعناب
وذكر عبدالله الترمساوي مزارع كركديه، أن تجار الياميش يتنافسون بشدة لشراء أكبر كمية ممكنة من الكركديه، خاصة قبل حلول شهر رمضان المبارك، ويرجع ذلك إلى الإقبال الكبير على شراء الكركديه خلال هذا الشهر، مما يجعل تجارته مربحة للغاية، وفي السنوات الأخيرة، زادت أهمية الكركديه في السوق المحلية، خاصة بعد زيادة الوعي بأهميته الصحية وزيادة المقاطعة للمنتجات الأجنبية.
وتشرح "أم عبدالراضي"، إحدى عاملات حصاد الكركديه بقرية الترامسة، أن العمل في هذا المجال يوفر مصدر دخل إضافي للعديد من النساء في القرية، مضيفة: "إننا نبدأ العمل في نهاية شهر نوفمبر، حيث تتوافد إلينا كميات كبيرة من الكركديه، وتكمن مهمتنا في فصل الثمرة، التي نطلق عليها "الجوهرة"، عن العود، ونقوم بهذا العمل الشاق مقابل أجر يومي يتراوح بين 30 و50 جنيهًا. ولا نكتفي بذلك، بل نستغل مخلفات الكركديه كوقود للتدفئة والطهي، مما يوفر علينا الكثير من النفقات".
فيما أكد حمدي الهواري، تاجر عطارة، أن الكركديه من المشروبات التي لا يستغني عنها أي منزل لاحتوائه على فوائد صحية عديدة خاصة لمرضى الضغط والكبد والكلى والأنيميا، لذا يحرص الجميع على شرائه، وينصح بشراء الكركديه الجديد لأن القديم تتراكم عليه الأتربة مما يتسبب في مذاق لاذع ومر.
0 تعليق