سامية جمال.. فراشة الفن التي حلقَت بين الشرق والغرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
google news

يوافق اليوم ذكرى رحيل واحدة من أيقونات الفن المصري والعربي، و هى الفنانة والراقصة سامية جمال، التي تجاوزت بحضورها وحدودها الفنية إطار الزمن، لتبقى رمزًا للإبداع والجمال.
بداية الحلم

وُلدت زينب خليل إبراهيم محفوظ في قرية صغيرة بمحافظة بني سويف في 5 مارس 1924، وسط أسرة متواضعة. كانت طفولتها مليئة بالتحديات، لكنها تحملت قسوة الحياة بفضل شغفها بالحركة والموسيقى. انتقلت إلى القاهرة، حيث بدأت رحلتها الحقيقية في تحقيق حلمها بأن تصبح نجمة في عالم الفن.

رحلة إلى النجومية

كانت البداية في فرقة بديعة مصابني، المدرسة التي صقلت موهبتها. هناك تعلمت سامية فن الرقص الشرقي وأساليبه، وأتقنت فنون الأداء المسرحي. لم يمض وقت طويل حتى باتت اسماً لامعاً على الساحة، حيث مزجت بين الرقص الشرقي والحركات الغربية بأسلوبها الخاص، ما جعلها مميزة بين جميع زميلاتها.

مع دخولها عالم السينما في الأربعينيات، أبهرت سامية جمهورها بأدائها التمثيلي والراقص، حيث ظهرت للمرة الأولى في فيلم "على مسرح الحياة". من هناك، انطلقت في مسيرة حافلة، أضاءتها أفلام مثل "أمير الانتقام" و"الرجل الثاني* و"انتصار الشباب" مع الفنان فريد الأطرش.

قصة حب تتحدث عنها الأجيال

ارتبط اسم سامية جمال بقصة حبها الشهيرة مع الموسيقار فريد الأطرش، التي ألهمت أجيالاً، رغم أنها لم تصل إلى نهايتها السعيدة. كانت العلاقة مليئة بالشغف والإبداع، حيث اشتركا معًا في عدة أفلام تركت بصمة كبيرة، لكن رفض فريد لفكرة الزواج حال دون اكتمال الحلم. و لكنها تزوجت من الجان رشدى أباظة و كانت اطول زيجاته

فيما بعد، تزوجت سامية من الأمريكي عبد الله كينج، الذي اعتنق الإسلام من أجلها، ثم من النجم الوسيم رشدي أباظة، في زواج اعتبره الكثيرون أحد أنجح الثنائيات الفنية، رغم انفصالهما لاحقًا.
نهاية مشوار وضوء لا يخفت

في السبعينيات، قررت سامية اعتزال الفن والتفرغ لحياتها الخاصة، لكنها لم تستطع الابتعاد طويلًا، فعادت في الثمانينيات لتقدم عروضًا استعراضية جذبت الجيل الجديد، لكنها سرعان ما انسحبت مرة أخرى.
في 1 ديسمبر 1994، أُسدِل الستار على حياة سامية جمال، لكنها لم تُغِب من ذاكرة جمهورها. ظلت فراشة الرقص الشرقي التي أضافت بريقًا خاصًا إلى هذا الفن.

إرث سامية جمال

سامية لم تكن مجرد راقصة، بل كانت فنّانة بمعنى الكلمة. مزجت في رقصها بين ثقافتين، وأدخلت أسلوبًا عصريًا للرقص الشرقي، ما جعله أكثر قبولاً عالميًا. تركت إرثًا فنيًا يستلهم منه الجميع، وأثبتت أن الفن يمكن أن يكون لغة تتجاوز الحدود والثقافات.
رحلت سامية جمال، لكنها بقيت خالدة كأيقونة للجمال والإبداع، وكفراشة حلّقت في قلوب محبيها، تاركة أثرًا لا يُمحى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق