عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم جيمي غيتنز... فتى دورتموند الذهبي - في المدرج
انهض يا جيمي غيتنز
انطلقت مسيرة شابة اكتسبت زخماً تدريجياً في الدوري الألماني يوم السبت. لم يهزم بروسيا دورتموند بايرن ميونيخ على ملعب «فيستفاليا»؛ تعادلا 1 - 1، لكن غيتنز أشعل أكبر مباراة للأندية في ألمانيا بهدف رائع خلال الشوط الأول، ليصبح أول لاعب يسجل بمرمى بايرن في 8 مباريات.
لم يتمكن دورتموند من الحفاظ على تقدمه، حيث أدرك جمال موسيالا التعادل في وقت متأخر من الشوط الثاني للحفاظ على سجل بايرن المحلي الخالي من الهزائم، والحفاظ على تقدمه بفارق 7 نقاط في صدارة الجدول. ومع ذلك، كان غيتنز هو مؤلف اللحظة المميزة في المباراة، حيث تغلب على كونراد لايمر بقطعة مهارية لطيفة، قبل أن يركض على مساحة نصف الملعب ليسجل في مرمى مانويل نوير.
يا له من هدف... يا لها من لحظة
ووفق شبكة «The Athletic»، فقد استحوذ غيتنز على خيال وسائل الإعلام الألمانية. وصفته صحيفة «بيلد»، أكبر صحيفة شعبية في البلاد، بأنه «فتى ذهبي». وأشار إليه موقع «كيكر» على الإنترنت بأنه «لاعب يصنع الفارق». لذا؛ تبدو هذه لحظة مهمة.
وُلد غيتنز في لندن، ونشأ في ريدينغ، ولا يزال يبلغ من العمر 20 عاماً فقط. لقد كان في دورتموند لمدة 4 سنوات، منذ ترك مانشستر سيتي مقابل 90 ألف يورو في عام 2020، وكان يتطور بهدوء خارج أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز. في بعض الأحيان، أثارت أهدافه وأبرز لقطاته الاهتمام في وطنه، حتى إنه طرق باب المنتخب الإنجليزي بأدب مرة أو مرتين.
الآن، أصبح الأمر أشبه بالطرق المستمر. سيبدأ توماس توخيل العمل في «سانت جورج بارك» خلال يناير (كانون الأول) المقبل، وقد يكون أحد أول قراراته هو استنتاج أن قدرات غيتنز؛ مهارته الساحرة وقدرته على إنهاء الهجمات بكلتا قدميه وسرعته المذهلة، مثيرة للاهتمام للغاية وأنه لا يمكن تجاهلها.
كانت بداية غيتنز في دورتموند محبطة. بعد وصوله في عام 2020، غاب عن نحو عام كامل من كرة القدم بسبب سلسلة من إصابات الكتف والكاحل.
لطالما فكر دورتموند في أنه يتمتع بقدر كبير من الاحترام وكان متفائلاً بشكل خاص بشأن إمكاناته. لكن هذه النظرية أصبحت حقيقة على مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية فقط. تحولت عروضه القصيرة في موسم 2023 - 2024 إلى تأثير أكثر وضوحاً هذا الموسم. كان غيتنز لاعباً أساسياً أكثر ثباتاً تحت قيادة نوري شاهين، الذي عُين مدرباً رئيسياً لدورتموند في الصيف، وقد استجاب بالشكل والثقة والإنتاج في النهاية.
وقال لارس ريكين، الرئيس التنفيذي للرياضة في دورتموند، قبل المباراة ضد بايرن ميونيخ: «تطوره رائع. عندما تعاقدنا معه منذ عامين كان ذلك في الحقيقة تعاوناً بين أقسام الكشافة والمحترفين والشباب. ربما لم يكن على مستوى شخص مثل غادون سانشو، لكننا قلنا: (حسناً؛ يمكننا تطويره إلى لاعب رائع). أعتقد أنه ظهر لأول مرة تحت قيادة ماركو روز في أبريل (نيسان) 2022، ولكن منذ ذلك الحين كان تطوراً رائعاً، خصوصاً هذا الموسم. أعتقد أنه لم يلعب 90 دقيقة في الموسم الماضي، لكنه حسّن وقت لعبه. ولأكون صادقاً، فهو الآن لاعب يصنع الفارق».
بعد بضع ساعات؛ تحدث ريكين بعد المباراة، وقال: «جيمي يؤدي عملاً رائعاً. لقد كان بارزاً؛ بما في ذلك الطريقة التي ساعد بها رامي (بن سبعيني) في الدفاع. لقد تطور ليصبح صانعاً حقيقياً للفارق بأهدافه وتمريراته الحاسمة».
ها هو ذا مرة أخرى
إنه يلعب في فريق دورتموند غير المثالي الذي لا يزال يتكيف مع تدريب شاهين. لا يزال أمامه هو وفريقه كثير من العمل. ولكن في المواجهات الفردية، هو بالفعل أحد أكثر اللاعبين تدميراً في كرة القدم الأوروبية.
أن تكون إنجليزياً في دورتموند فهذا يتعلق ببعض الارتباطات. كلما زاد الاهتمام به، زادت احتمالية أن يوصف بأنه هذا أو ذاك «الجديد». لا يزال غادون سانشو وجود بيلينغهام حاضرَين في الأذهان. لكن في الحقيقة، لا يمكن مقارنته بأي منهما؛ 3 لاعبين مختلفين، و3 أشخاص مختلفين.
غيتنز هو كاسر اللعبة. أكثر من أي شخص في فريق دورتموند الحالي، يؤثر على المباريات غالباً من العدم بنبضات مبهجة. هناك شيء قديم الطراز فيه. إذا كان ملعب «فيستفاليا» لا يزال يحتوي مقاعد خشبية، فستسمعها تغلق كلما لمس الكرة بسبب وقوف المشجعين في الانتظار. هناك نية وهدف في الطريقة التي يلعب بها؛ طموح حقيقي.
كان بايرن ميونيخ مثالاً رائعاً على ذلك. فمع وجود ظهره للمرمى، وتلقيه تمريرة داخل نصف ملعبه، كان من المفترض ألا يشكل أي خطورة على لايمر. ومع ذلك، فقد ألقى غيتنز الكرة بكتفه، وتخطى الخصم، واختفى، واندفع نحو نوير غير مراقب.
من السهل انتقاد لايمر، وربما كان محاصراً لخصمه وسريعاً للغاية في التعامل مع الكرة، ولكن من تلك النقطة فصاعداً، ماذا كان بوسع أي شخص أن يفعل حقاً؟ يدفع غيتنز الكرة بسرعة كبيرة، لدرجة أن الأمل الوحيد لبايرن ميونيخ - حتى مع وجود مسافة 40 ياردة بينه وبين المرمى - كان أن ينقذ نوير الكرة. ولكنه لم يفعل. فقد تغلب عليه غيتنز بقوة. لقد كانت تمريرة رائعة. إنها مزيج من القدرات الفنية والرياضية التي أصبحت موضوعاً متكرراً هذا الموسم. في الأسبوع الماضي، خلال فوز دورتموند 3 - 0 على دينامو زغرب في دوري أبطال أوروبا، افتتح التسجيل في كرواتيا بتسديدة قوية بمنطقة الجزاء، ثم سدد كرة قوية ارتطمت بالزاوية العليا للمرمى.
في الشهر الماضي، وسط حطام هزيمة دورتموند 5 - 2 أمام ريال مدريد، نُسي اندفاعه نحو القائم الخلفي ليمنح فريقه التقدم 2 - 0 في الـ«برنابيو». إنه لأمر مخزٍ؛ لأنه عندما أدرك الفرصة أمام مدافعي ريال مدريد واندفع إلى المساحة لتحويل عرضية دونيل مالين، قدم لحظة أخرى من تلك اللحظات؛ ذكية ومثيرة، حيث بدا الأمر كأنه لا يوجد خطر كبير.
لقد شوهدت «العلامة التجارية» الحقيقية لغيتنز 3 مرات بالفعل هذا الموسم. ضد آينتراخت فرنكفورت في اليوم الافتتاحي للدوري الألماني. وضد كلوب بروج في دوري أبطال أوروبا. ومؤخراً، خلال الفوز 4 - 0 على فرايبورغ.
3 أهداف، كلها سُجلت بالطريقة نفسها. في مواجهة مدافع وحيد، كانت قدماه تتلاعبان فوق الكرة، تظاهر غيتنز بالتوجه إلى اليسار قبل أن يتجه إلى اليمين، ودون أي محاولة للتراجع، أطلق تسديدة قوية عبرت حارس المرمى وسكنت الشباك. تتمتع هذه الحركة بجودة تشبه جودة إيدن هازارد؛ فمثل هازارد، تتحرك قدما غيتنز بسرعة كبيرة لدرجة أن المدافعين يتأخرون دائماً في ثانية كاملة، ولا يتمكنون مطلقاً من الوصول إلى وضع يسمح لهم بصد التسديدة.
هذا مديح مبالغ فيه، ويجب أن يكون الأمر معتدلاً. لقد أهدر غيتنز فرصة أخرى ضد بايرن، في بداية الشوط الثاني. هناك أيضاً أوقات يخاطر فيها بالكرة أو يكون طموحاً للغاية في مواجهة المدافعين. إنه لا يهيمن على المباريات بعد، ولم يُظهر بعد أنه قادر على التأثير بقوة وثبات على مدار موسم كامل.
لكن هذه لحظة مثيرة في مسيرته المهنية. لاعب شاب يختار مساراً بديلاً خلال اللعبة، ويتعلم كيفية استغلال قدراته الكبيرة جداً على أفضل وجه. وهذا يعني أن أغلب المباريات التي يلعبها تبدو كأنها تكشف عن شيء جديد؛ لمسة، أو تحول، أو القدرة على إلحاق الأذى بخصم أعلى مستوى.
0 تعليق