تعتبر إفريقيا من الوجهات الرئيسية لاستيراد الملابس المستعملة على مستوى العالم، حيث يسهم هذا القطاع بشكل كبير في توفير ملابس بأسعار معقولة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل في مجالات البيع، والخياطة، والتوزيع.

وكشف تحقيق تلفزيوني ضمن برنامج “مبعوث خاص” على قناة “فرنسا 2” عن دور الهند كمصدر رئيسي لهذه الملابس المستعملة، التي تجمع من مختلف أنحاء العالم وتُباع إلى العديد من الدول، وخاصة المتقدمة منها.

ولفت التحقيق إلى أن باريس، عاصمة الموضة، أصبحت مليئة بمتاجر الملابس القديمة المستوردة من الهند، موضحًا أن إفريقيا هي أكبر مستورد لهذه الملابس المستعملة.

الهند والمراقبة الدقيقة للملابس المستعملة

أوضح التحقيق أن العملية تبدأ بجمع الملابس التي يستهلكها الأشخاص حول العالم، حيث تُجمع وتُوضع في حاويات خاصة. وللتأكد من وصول القطعة إلى وجهتها، تم تركيب جهاز جي بي إس في سروال جينز لمتابعة مسار الملابس المستعملة. وقد رُصدت الرحلة حتى وصول القطعة إلى أكبر ميناء في أوروبا، ميناء روتردام في هولندا، قبل أن تفقد آثاره.

إفريقيا تتصدر في استيراد الملابس المستعملة

في عام 2023، أفاد التحقيق أن الهند صدرت حوالي 180,000 طن من الملابس المستعملة، حيث استقبلت إفريقيا 37% من هذه الكميات، بينما استقبلت أوروبا 33%، وتوجهت 17% إلى آسيا، بما في ذلك الهند. تعتبر الهند مركزًا رئيسيًا لتجارة الملابس المستعملة، حيث تتم عملية فرز الملابس التي تُجمع من مختلف أنحاء العالم في العديد من المراكز المتخصصة.

العمالة الهندية عصب تجارة الملابس المستعملة

كما أشار التحقيق إلى أهمية العمالة في مراكز فرز الملابس في الهند، التي تعتبر العامل الأساسي في إبقاء الأسعار منخفضة. ويعمل نحو 450 موظفًا في شركة “US Clothing” على فرز حوالي 40 طنًا من الملابس يوميًا، وتتراوح أجورهم بين 80 و150 يورو شهريًا. هذه العمالة أساسية في جعل الملابس المستعملة في متناول المستهلكين في أوروبا، حيث سيكون من غير الممكن أن تبقى الأسعار معقولة بدون هذه الجهود.