ما إن وضعت الحرب اللبنانية أوزارها باتفاق وقف إطلاق النار، باتت غزة في بؤرة الاهتمام الأمريكي، في محاولة من إدارة جو بايدن، لـ«ترميم صورتها»، قبل تسليم مفاتيح البيت الأبيض إلى دونالد ترامب.

مساعٍ أمريكية، تزامنت مع رسائل وصفت بـ«الإيجابية» من حركة حماس، ومواقف إسرائيلية بدت أكثر ليونة، للتوصل نحو وقف إطلاق النار.

فهل بات الاتفاق وشيكا؟

أرسلت واشنطن إشارات إيجابية حول قرب التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، قائلة على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، الأحد، إن البيت الأبيض يعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة لكنه «لم يصل إلى ذلك بعد»، رغم الأجواء الإيجابية بعد الهدنة في لبنان.

وقال جايك ساليفان: «نحن نبذل جهودا حثيثة لمحاولة تحقيق ذلك. إننا منخرطون بشكل كبير مع الفاعلين الرئيسيين في المنطقة، وهناك عمل يُبذل حتى اليوم»، وفق تصريحات نشرتها شبكة «إن بي سي».

وأضاف: «ستكون هناك محادثات ومشاورات أخرى، ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكننا لم نصل إلى ذلك بعد».

انفتاح حماس

جاءت تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي غداة وصول وفد من حركة حماس برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية إلى القاهرة، لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

انفتاح حماس على كافة المقترحات التي من شأنها أن توقف الحرب في غزة، أكده سامي أبوزهري القيادي في حماس في أول تعقيب على وقف النار بين حزب الله وإسرائيل.

وفي تصريحات لوكالة رويترز قال أبوزهري: «نقدر حق لبنان في التوصل إلى اتفاق يحمي شعبه ونأمل في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة».

وتابع: «الحركة أبدت مرونة في التوصل لوقف إطلاق النار في غزة»، محملا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية «التهرب من التوصل لاتفاق».

لم تكن تصريحات حماس فقط من أبدت الرغبة في وقف النار بينها وبين إسرائيل، بل نشرها مقطعا مصورا لرهينة من جنسية أمريكية-إسرائيلية إيدان ألكسندر، يناشد فيه الرئيس المنتخب إطلاق سراحه، رآه مسؤول إسرائيلي بمثابة إشارة إيجابية من جانب الحركة، بحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي.

وخلال افتتاح أعمال القمة الخليجية الخامسة والأربعين في العاصمة الكويتية، دعا أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الأحد إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار" في غزة.

ليونة إسرائيل

وفي إسرائيل، صرح وزير الخارجية جدعون ساعر الأحد من القدس أن هناك "مؤشرات" على إحراز تقدم يمكن أن يفضي إلى اتفاق.

ساعر أضاف خلال مؤتمر صحفي "ما يمكنني قوله إن هناك مؤشرات الى إمكان رؤية درجة أكبر من الليونة من جانب حماس بسبب الظروف، وبينها اتفاق لبنان". واكد أن لدى الحكومة الإسرائيلية "نية للتقدم في هذا الموضوع".

وصرح جايك ساليفان لشبكة "سي بي إس" أن بايدن "قال إن (اتفاق لبنان) فرصة حقيقية لتحقيق وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن في غزة"، مؤكدا أن الرئيس تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي "قال له إنه يتفق معه، وإن الوقت مناسب".

وأضاف: "إذا تمكن العالم من الاجتماع معا للضغط على حماس، فيمكننا أخيرا تحقيق انفراجة، والتوصل إلى اتفاق".

وأسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن مقتل 1207 أشخاص، معظمهم مدنيون من نساء وأطفال، بحسب تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد أن حصيلة الحرب بين إسرائيل وحماس المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة ارتفعت إلى 44429 قتيلا على الأقل.

وأشار ساليفان إلى أن المجاعة تشكل "خطرا مستمرا" في القطاع المدمر.

aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg

جزيرة ام اند امز