عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم جائزة أفضل والي عربي.. قصة النجاح التي كتبها محمد مهيدية بيديه
- في المدرج في لحظة عربية فارقة، تتلألأ فيها النجاحات الكبرى وتُضاء سماء الإنجازات، تُوِّج المهندس محمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء-سطات، بجائزة “أفضل والي عربي” في النسخة الثالثة من جوائز التميز الحكومي العربي، والتي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة، تقديرا لجهوده المدهشة في إعادة تشكيل الوجه الحضري للدار البيضاء-سطات، وتحويلهما إلى معالم حية من التفرد البيئي والعمراني.
مهيدية، الذي حمل في جعبته رؤية واضحة وطموحا لا يحدّه زمان أو مكان، استطاع أن يحقق تحولا جذريا في أكبر المدن المغربية، فكانت تلك الجائزة بمثابة تتويج لمسار حافل بالعطاء.
الدار البيضاء، التي كانت تمثل مزيجا بين التحديات الحضرية المتزايدة والضغوطات الاجتماعية، أصبحت في عهده تمثل مثالا للمدينة التي تتنفس الخضرة.
لم يكن الإنجاز مجرد تغيير في المظهر، بل كانت عملية معمارية بيئية شاملة أعادت للمدينة نبضها الحيوي من خلال تحويل المساحات المهملة إلى حدائق ومتنزهات وملاعب رياضية.
المهندس محمد مهيدية، الذي يتوجس من التحديات ويواجهها بعزيمة لا تلين، حصل على دبلوم مهندس دولة من المدرسة الوطنية للمعادن في فرنسا، بالإضافة إلى دبلوم من المعهد العالي للأسمنت المسلح بمرسيليا، مما مهد له الطريق ليكون أحد أبرز القامات الإدارية في المغرب. مسيرته لم تكن مجرد تسلسل في المناصب، وإنما كانت سلسلة من النجاحات الميدانية التي تركت بصمة واضحة في مختلف المدن التي مرّ بها.
وما أن تولى مهيدية ولاية الدار البيضاء وسطات، حتى بدأ بإحداث تحولات خضراء غير مسبوقة في المدينة؛ مدينة كانت تتأرجح بين الفوضى والعشوائيات، إذ تحولت تحت إشرافه إلى نموذج مثالي يقتدى به، لنجد المكبات القديمة التي كانت تلوث البيئة وتحرم المواطنين من المساحات الخضراء، قد باتت فضاءات تزرع الحياة، فحول مكب نفايات مساحته 12 هكتارا كان يترنح منذ عام 1980 إلى منتجع أخضر مجهز بكل ما يحتاجه السكان من مرافق وحدائق وملاعب.
لكن التحول الذي قاده المهندس مهيدية لم يقتصر على البيئة، بل شمل أيضا الحيز الاجتماعي، حيث أنهى مرحلة الفوضى في الشوارع، وحارب احتلال الأرصفة من قبل الباعة المتجولين وأصحاب المقاهي، ليصبح شخصية محورية في قلوب سكان المدينة، الذين ربطوا تطورهم بنجاحاته.
أما على مستوى المشاريع الكبرى، فقد كان المهندس مهيدية قائدا استراتيجيا لعدد من المشاريع التي كان لها تأثير كبير في وجه المدينة، مثل استاد (ملعب) العربي الزاولي، مشروع تهيئة كورنيش عين السبع، ومشروع الترامواي، التي غيرت مجرى الحياة اليومية في الدار البيضاء وسهلت تنقلاتها بشكل غير مسبوق.
ولم يتوقف إرثه على عاصمة اقتصادية مثل الدار البيضاء، بل امتد إلى مدن أخرى، حيث أطلق مشاريع إعادة تهيئة المدينة العتيقة بطنجة، وحققت نجاحا غير مسبوق في الحفاظ على تراثها الثقافي مع التحديث العمراني.
وفي الرباط، نجح في القضاء على أحياء الصفيح ووسع المساحات الخضراء، فأصبحت المدينة العصرية تستحق فعلا لقب “مدينة الأنوار”.
جائزة “أفضل والي عربي” ما هي إلا تقدير بسيط لما قدمه محمد مهيدية، الذي جعل من مدن المغرب الكبرى حكاية حية للتطور المستدام؛ كما أنها شهادة على فكر قيادي، ورؤية بيئية، وإصرار لا حدود له على تحويل التحديات إلى فرص، مما جعله شخصية نموذجية تتربع على عرش التميز الحكومي في العالم العربي، والتي تعتبرها الجهة المنظمة “الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، والأكبر عربيا في مجال التطوير والتحسين والتميّز الإداري”.
0 تعليق