خلفت خسارة نادي شباب بلوزداد الجزائري القاسية، اليوم الأحد، أمام  الأهلي المصري بسداسية لهدف في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، حالة غضب قوّية وسط جماهير الفريق ومتابعي كرة القدم الجزائرية، وتسببت أيضًا في موجة سخرية واسعة من نتائج بلوزداد في المسابقة الأفريقية الأغلى، بعد أن تكرر سقوطه في فخ الهزائم الثقيلة.

الفريق الجزائري فاجأ الأهلي المصري بافتتاح باب التسجيل في المباراة، عن طريق أيمن محيوص في الدقيقة (21)، لكن رد المارد الأحمر كان قاسيًا وسجل 6 أهداف كاملة، الأول كان في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول، وتحديدًا في الدقيقة (45+3)، عندما أدرك الفريق الأهلاوي التعادل بواسطة اللاعب الفلسطيني أبو علي.

ودخل الأهلي الشوط الثاني بكل قوة، وتمكن من تسجيل الهدف الثاني عبر أبو علي مرة أخرى عن طريق ركلة حرة مباشرة جميلة في الدقيقة (51)، ثم الهدف الثالث إثر تسديدة قام بها أبو علي، تصدى لها الحارس زغبة، ولكنها عادت إلى حسين الشحات الذي أمضى هدفًا في الدقيقة (56).

ولم يتوقف فريق "القلعة الحمراء" عند هذا الهدف، وأضاف هدفًا رابعًا في الدقيقة (84) عبر أبو علي، ثم أضاف زميله الجنوب أفريقي بيرسي تاو هدفًا خامسًا في الدقيقة (86)، ليختتم بعدها إمام عاشور مهرجان فريقه التهديفي بهدف سادس في الدقيقة (90+3).

صدمة وغضب لدى جماهير نادي شباب بلوزداد

شكّلت الهزيمة القاسية لنادي شباب بلوزداد بسداسية كاملة أمام الأهلي المصري صدمة لدى جماهير النادي، وتسببت في موجة غضب عارمة، حيث ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة للجماهير، التي كانت تراهن على مشاركة استثنائية لفريقهم هذا الموسم في دوري أبطال أفريقيا.

وحمّلت جماهير النادي الجزائري لاعبي الفريق والمدرب عبد القادر عمراني مسؤولية هذه الخسارة التاريخية، حيث انتقدوا أداء زملاء شعيب كداد، واستغربوا افتقادهم للروح القتالية والنّدية، مشيرين إلى أنّهم استسلموا بكل سهولة للنادي الأهلي خلال الشوط الثاني من المباراة وأهانوا تاريخ النادي العريق، كما هاجموا المدرب عمراني، الذي لم يظهر، حسبهم، في شوط المدربين.

وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها فريق "أبناء العقيبة" إلى خسارة مذّلة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، حيث كانت خسارته الأثقل عام 2001 عندما سقط أمام نادي أسيك ميموزا الأيفواري بسباعية نظيفة (7-0)، كما سقط أيضا أمام نادي صن داونز الجنوب أفريقي بنتيجة (1-5)، في دور المجموعات لذات المسابقة عام 2021.

ولم تقتصر ردود الفعل على مشاعر الغضب والحسرة لدى جماهير نادي شباب بلوزداد، بل تعدتها إلى السخرية أيضًا، خاصة لدى جماهير بعض الأندية الجزائرية المنافسة، التي سخرت من سيطرة "أبناء العقيبة" على الدوري المحلي خلال السنوات الماضية، مقابل فشلهم الذريع في التألق في المنافسة الأفريقية.

وحفلت منصات التواصل الاجتماعي بعد المباراة بالتعليقات الساخرة والعناوين الكوميدية، للحديث عن خسارة شباب بلوزداد التاريخية، من خلال توظيف رياضات أخرى للتعبير عن النتيجة ككرة اليد وكرة المضرب، بالإضافة إلى التذكير بالخروج المتكرر لشباب بلوزداد من دور المجموعات في كل مرة.

عبد القادر عمراني يعتذر لجماهير شباب بلوزداد

بدا المدير الفني لنادي شباب بلوزداد عبد القادر عمراني في حالة صدمة بعد نهاية المباراة، وقدم اعتذاراته لجماهير النادي بعد هذا السقوط المدّوي أمام الأهلي، حيث قال في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء: "الهدف الأول للأهلي جاء في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، لكن هذا ليس مبررًا للتراجع والأخطاء الدفاعية، والأهلي في خلال 10 دقائق من الشوط الثاني سجل هدفين من كرة ثابتة".

وتابع: "ارتكبنا أخطاءً دفاعية فادحة ولا أتقبل تلك الأخطاء. الهدف الثاني أثر فينا وكنا قادرين على الخروج بنتيجة أفضل لو كنا ركزنا في منظومة اللعب الجماعية"، وأوضح: "الأخطاء في الخروج بالكرة وضغط الأهلي جعلنا نرتكب أخطاءً كثيرة أمام المرمى، ما منح الأهلي فرصًا كثيرة للتسجيل".

وزاد: "كل اللاعبين كانوا خارج الخدمة، الهزيمة مُرَّة ولا يمكن تقبلها مطلقًا. قدمنا أسوأ مباراة في حياتي في ظروف مثل هذه، استقبلنا ستة أهداف منها خمسة في الشوط الثاني".

وحرص مدرب شباب بلوزداد على تقديم اعتذاراته لجماهير الفريق، قائلًا: "أتقدم بالاعتذار لجمهور شباب بلوزداد. أتأسف عما حدث، لقد كنا بعيدين تمامًا عن المستوى والموقف صعب جدًًا بالنسبة لي كمدير فني للفريق".