أصبحت سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا في مرمى نيران وزير الطاقة الأميركي الجديد، كريس رايت، الذي أشار إلى أن تقليل استهلاك الطاقة لا يعني بالضرورة انخفاض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري العالمية.
في تقرير عن الاستدامة صدر في وقت سابق من هذا العام، قال كريس رايت: "إن تبني المملكة المتحدة الطاقة الخضراء كان فشلًا مكلفًا أدى إلى إبعاد الاستثمار".
وأوضح رايت أن "التسرع في التخلص من الوقود الأحفوري لصالح طاقة الرياح والطاقة الشمسية أدى إلى ارتفاع الأسعار، ما تسبّب في إبعاد الشركات كثيفة استهلاك الطاقة التي تُسهم في التدهور الوطني لبريطانيا"، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأفاد تقرير صادر عن شركته، ليبرتي إيكونومي Liberty Energy، صدر في فبراير/شباط الماضي: "على الرغم من أن المملكة المتحدة لم تعد جزءًا من الاتحاد الأوروبي، فقد واصلت سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا زيادة أسعار الطاقة للمواطنين والصناعة".
سياسة الطاقة وتغير المناخ في بريطانيا وأميركا
تسلّط آراء وزير الطاقة الأميركي الجديد، كريس رايت، الضوء على الفجوة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة فيما يتعلق بسياسة الطاقة وتغير المناخ.
ومن المتوقع أن يتبنّى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، التكسير المائي الهيدروليكي، ويسعى إلى إلغاء التشريعات التي تدفع الولايات المتحدة نحو الحياد الكربوني.
وتأتي تعليقات كريس رايت، في تقرير شركة ليبرتي إنرجي البيئي والاجتماعي والحوكمة السنوي، الذي شارك في تأليفه، والذي من المقرر أن يرشحه الرئيس ترمب لمنصب وزير الطاقة.
وكرر رايت انتقاداته لاحقًا لسياسات الحياد الكربوني في بريطانيا خلال أبريل/نيسان الماضي، وقال: "المملكة المتحدة فخورة بأنها الآن أكبر دولة في العالم من حيث خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لقد خفضوها بنسبة 40%".
وأضاف: "ما لا يخبرونك به هو أن إجمالي استهلاك المملكة المتحدة من الطاقة انخفض بنسبة 28%؛ وهذا يعني أن أكثر من 3 أرباع خفض الانبعاثات يأتي من مصدر واحد: استهلاك أقل للطاقة".
وقال رايت إن "المملكة المتحدة حققت ذلك ليس من خلال زيادة الكفاءة، وإنما بشكل أساسي من خلال إغلاق صناعاتها كثيفة استهلاك الطاقة واستيراد المزيد من المصانع في الخارج".
وأردف: "الأشياء المصنوعة في المصانع كثيفة الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي في ميدلاندز في إنجلترا، التي أغلقت الآن، تُصنع الآن في محطات تعمل بالفحم في الصين أو فيتنام أو إندونيسيا".
وأشار إلى أن "سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا لا تعد سياسة مناخية، لأنها تطلق المزيد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وملوثات الهواء بسبب حرق الفحم أكثر مما تحرقه من الغاز الطبيعي".
خفض استهلاك الطاقة
قال وزير الطاقة الأميركي الجديد، كريس رايت: "إن العامل الآخر الذي يؤدي إلى خفض استهلاك الطاقة هو الأسعار"، مضيفًا: "إذا جعلت الطاقة باهظة الثمن فسيشتري الناس كميات قليلة منها".
وأوضح أن "سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا تتضمن آليتين مهيمنتين للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وهما تصدير الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة، وإفقار الناس".
تجدر الإشارة إلى أن كريس رايت أسس شركة ليبرتي إنرجي Liberty Energy، التي تتخذ من مدينة دنفر مقرًا لها، وهي واحدة من أكبر وأنجح شركات خدمات التكسير المائي الهيدروليكي في العالم، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في التقرير الأولي، المسمى "تحسين حياة البشر"، يحدد كريس رايت في مقدمة التقرير وجهات نظره المتحمسة بأن استهلاك الطاقة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة والثروة والازدهار على جميع المستويات؛ من الدول وحتى المواطنين الأفراد.
وأكد أنه "لا يمكن تحقيق أي من هذه الغايات دون الطاقة، وتعتمد جودة كل منها على درجة الوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة وموثوقة وآمنة".
خفض إنتاج النفط والغاز العالمي
انتقد وزير الطاقة الأميركي الجديد، كريس رايت، المحاولات الرامية إلى خفض إنتاج النفط والغاز العالمي، محذرًا من أنه على الرغم من النيات الحسنة، فإن الحد من إمدادات الطاقة يهدّد بإدانة البلدان النامية بالفقر ودفع البلدان المتقدمة إلى التراجع.
واستشهد تقرير شركة ليبرتي إنرجي بالمملكة المتحدة مثالًا على ذلك، إذ أقام رابطًا مباشرًا بين التخفيضات الأخيرة في استهلاك الطاقة الإجمالي في البلاد وانحدارها الاقتصادي.
ولاحظ أن استهلاك الطاقة الأولية في المملكة المتحدة بلغ ذروته في عام 2005 عند 10.6 إكساجول، ثم انخفض منذ ذلك الحين بنسبة 28% إلى 7.6 إكساجول، مضيفًا أن استهلاك الكهرباء انخفض بنسبة 22% خلال المدة نفسها، ويقف الآن عند مستويات شُوهدت آخر مرة في أواخر الثمانينيات.
رغم ذلك، أشاد الساسة في المملكة المتحدة بهذه التخفيضات بصفتها علامة على النجاح في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تقرير عن تصريحات وزير الطاقة الأميركي في صحيفة ذا ديلي تيليغراف البريطانية
0 تعليق