تراجع طاقة الرياح في ألمانيا يدفع حرق الغاز إلى مستوى قياسي

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار التراجع الكبير في حصة طاقة الرياح في ألمانيا مؤخرًا تساؤلات بشأن إمكان الاستمرار في الاعتماد على الطاقة المتجددة مع تقلبات الطقس، وتأثير الاعتماد الكبير على الغاز الطبيعي في حجم الانبعاثات.

وبحسب تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وضعت ألمانيا خطة لزيادة القدرات المركبة للرياح البحرية إلى 30 غيغاواط بحلول 2030 وصولًا إلى 70 غيغاواط بحلول 2045، وهو موعد تحقيق هدف الحياد الكربوني.

وتسبّب التراجع في إنتاج الرياح للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر/تشرين الثاني (2024) في أزمة لمنظومة الكهرباء التي اضطرت إلى زيادة حصة كل من الغاز الطبيعي والفحم.

ونتيجة لذلك قفزت الانبعاثات من قطاع الكهرباء، لتسجّل 19 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون في أعلى مستوى لها خلال 21 شهرًا.

طاقة الرياح في ألمانيا

عادة ما تنخفض سرعات الرياح بداية من شهر أكتوبر/تشرين الأول، لتحد من توليد الكهرباء، إذ يظل الإنتاج ثابتًا عند 10 تيراواط/ساعة تقريبًا.

لكن تلك الفترة -ولو كانت مُعتادة- امتدت إلى نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، ليتراجع إنتاج الكهرباء إلى 12 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ16 تيراواط/ساعة في الشهر نفسه من العام الماضي (2023)

وتراجع إنتاج طاقة الرياح في ألمانيا خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين إلى مستوى أقل من الطبيعي وبنسبة 25% على أساس سنوي.

وسجّل إنتاج الرياح في أكتوبر/تشرين الأول أدنى مستوى لذلك الشهر منذ عام 2016، وكان أقل بنسبة 26% على أساس سنوي.

ولسد الفجوة في الإنتاج، ارتفع إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي بصورة قياسية بنسبة 79% خلال الشهور الـ11 مقارنة بسابقه، أي من 5.34 تيرواط/ساعة في أكتوبر/تشرين الأول إلى 9.55 تيراواط/ساعة في نوفمبر/تشرين الثاني.

وتلك هي أكبر زيادة شهرية لإنتاج الكهرباء من الغاز في ألمانيا، وفق تحليل الكاتب المتخصص في شؤون تحول الطاقة غافين ماغواير لبيانات مركز إمبر للأبحاث (Ember).

كما ارتفع توليد الكهرباء من الفحم إلى أعلى مستوى في 20 شهرًا، بالتزامن مع تراجع إنتاج الطاقة الشمسية في ألمانيا إلى أدنى مستوى خلال هذا العام (2024).

الكاتب غافين ماغواير - الصورة من حسابه على منصة "فيسبوك"

انبعاثات الكهرباء

من المتوقع أن يرتفع إنتاج الكهرباء من الرياح في ألمانيا بنسبة 6% تقريبًا فوق المستويات العادية في ديسمبر/كانون الأول الجاري (2024)، وهو ما قد يساعد في تخفيف أزمة الشبكة قبل نهاية العام، بحسب الكاتب غافين ماغواير.

لكن إنتاج الطاقة الشمسية يُتوقع أن يتراجع خلال ذروة فصل الشتاء، وهو ما سيضغط على شركات الكهرباء لاستمرار استعمال الوقود الأحفوري مثل الغاز والفحم حتى بداية العام الجديد (2025).

ونتيجة لذلك، قد ترتفع انبعاثات توليد الكهرباء التي سجلت أعلى مستوياتها منذ مطلع عام 2023 المنصرم، لتواصل الصعود خلال الأشهر التي تسبق حلول فصل الربيع المقبل.

وفي حال ارتفاع إنتاج الرياح -بحسب ماغواير- ستتمكن شركات الكهرباء من إنتاج المزيد من الكهرباء، وقد ينخفض استعمالها للوقود الأحفوري.

لكن علماء الأرصاد يتوقعون درجات حرارة أقل من الطبيعي خلال الأسبوعين المقبلين؛ وهو ما قد يدفع إلى زيادة الإنتاج "من كل المصادر" لتلبية الطلب المرتفع لأغراض التدفئة، وبالتالي زيادة انبعاثات الكربون.

مشروع جديد

سجل مشروع جديد لطاقة الرياح في ألمانيا تطورًا جديدًا، إذ تلقت شركة فيستاس الألمانية (Vestas) طلبًا لتزويد شركة "آر دبليو إي" (RWE) بـ60 توربين رياح طراز "في 236-15.0" (V236-15.0).

وستتولى فيستاس توريد وتسليم وتشغيل توربينات الرياح الجديدة، إلى جانب تقديم خدمات الصيانة لمدة 5 سنوات، والدعم التشغيلي على المدى الطويل.

وتطوّر الشركة الألمانية مزرعة "نورد سي كلستر" (Nordseecluster) التي تبعد 50 كيلومترًا إلى الشمال من جزيرة ياوست المطلة على بحر الشمال الألماني.

وسيُقام المشروع بقدرة 1.6 غيغاواط على مرحلتين، الأولى بقدرة 660 ميغاواط، ومن المتوقع بدء الإنتاج منها في عام 2025 المقبل.

ومع وصولها إلى طاقتها التشغيلية القصوى في مطلع عام 2029، ستولد المزرعة ما يكفي من الكهرباء لتزويد مليون و600 منزل بالكهرباء النظيفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1- مقال عن الرياح في ألمانيا من وكالة رويترز

2- خبر عن مشروع جديد من منصة "أوفشور ماغازين"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق