عودة أحمد فارس بعد 14 عامًا من الاختفاء: قصة إنسانية تُلهم الأمل

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هارون الهواري

الأربعاء، 04 ديسمبر 2024 08:21 م 12/4/2024 8:21:19 PM

في عام 2011، كان أحمد فارس، طفلًا شقيًا في الحادية عشرة من عمره، يلعب كعادته تحت منزل عائلته. وبفضول الأطفال، تعلق بشاحنة نقل، لكنه اختفى منذ ذلك الحين. اختفاء أحمد كان بداية رحلة طويلة من المعاناة لعائلته التي بحثت عنه في كل أرجاء مصر.

رحلة البحث المؤلمة
والده جاب مصر بأكملها بحثًا عنه، متنقلًا بين المحافظات والقرى، من السويس إلى بورسعيد ثم الإسكندرية. أنفق كل مدخراته وباع سيارته، إلا أن أحد أهالي السويس الذين تأثروا بحكايته أعاد السيارة له بعد أن علِم بأنها بيعت في سبيل البحث عن الطفل.

لم يترك الأب أي وسيلة إلا وجربها، حتى لجأ في عام 2015 إلى نشر إعلان على موقع فيسبوك يحمل صورة أحمد، ولكن دون جدوى. ومع مرور السنوات، تزايدت الأزمات داخل الأسرة؛ وفاة جدة أحمد التي كانت تعتبره روحها، والخلافات التي نشبت بين والديه، ما اضطرهم في النهاية إلى بيع منزلهم الذي أصبح شاهداً على الألم.

أحمد بين دور الرعاية والتشرد
أحمد، الذي كان قد دخل إحدى دور الرعاية بعد اختفائه، عاش سنوات صعبة. ورغم أنه ذكر اسمه الحقيقي، إلا أنه لم يُبلغ أحدًا بالبحث عن عائلته، وظل متنقلًا بين دور الرعاية التي تعرض فيها للإهمال حتى وجد نفسه مشردًا في الشوارع. انتهى به المطاف بالعمل في ليبيا، ساعيًا لكسب لقمة العيش وحيدًا.

المعجزة تتحقق
منذ أقل من عشرة أيام، ظهر إعلان الأب القديم على إحدى الصفحات المختصة بالأطفال المفقودين. وبفضل تقنية التعرف على الوجوه، تم التعرف على أحمد في صورة قديمة ضمن مجموعة أطفال. بعد جهود مكثفة، تمكن الفريق من الوصول إلى عائلته.

عندما عَلِم أحمد بالخبر، لم يصدق ما حدث. عاد إلى مصر مسرعًا، ومن ثم إلى والده، الذي استقبله بابتسامة وقال له: "اشتريت هدوم جديدة عشان تشوفني في أحسن صورة".

مشهد لقاء العائلة
لحظة لقاء أحمد بأسرته كانت مؤثرة للغاية؛ الدموع، الابتسامات، والأحضان عكست سنوات من الشوق والحنين. ورغم فقدان الكثير من الأحباء والممتلكات، كانت عودة أحمد بمثابة بصيص من الأمل الذي أعاد الحياة للعائلة

نداء للمستقبل
صفحة "أطفال مفقودة" التي ساهمت في لمّ شمل أحمد بأسرته، دعت وزيرة التضامن الاجتماعي، د. مايا مرسي، إلى التعاون لتوفير صور الأطفال مجهولي النسب في دور الرعاية، لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.

قصة أحمد فارس تؤكد أن الأمل لا يموت أبدًا، وأن الجهود الإنسانية قادرة على تحقيق المستحيل .

ce07d4c066.jpg
8482a54010.jpg
8c53f5961a.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق