دراسة تكشف بدائل صحية ومستدامة للحوم ومنتجات الألبان

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 05 ديسمبر 2024 | 02:00 مساءً

كتب : منه الخولي

بات من المعروف الآن أن اللحوم ومنتجات الألبان مسؤولة جزئيًا على الأقل عن أزمة المناخ، وبدون الإقلاع عن إدماننا لهذه المنتجات الحيوانية، لن نتمكن من تجنب مستويات خطيرة من الاحتباس الحراري العالمي.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يمكن أن يحل محل البرجر والجبن؟ وما الذي سيكون الأفضل لصحتك، لكوكبك، ولميزانيتك؟ هذه الأسئلة كانت محور دراسة جديدة جمعت تقييمات بدائل اللحوم والحليب، حيث قارنت بين فوائدها الغذائية، تأثيرها البيئي، تكاليفها وفقًا لما نشره موقع "ScienceAlert".

فاصوليا وبازلاء: البدائل الأمثل

أظهرت النتائج أن الأطعمة النباتية غير المعالجة، مثل الفاصوليا والبازلاء وفول الصويا، هي الأكثر قدرة على استبدال اللحوم ومنتجات الألبان.

 اختيار البقوليات بدلاً من هذه المنتجات الحيوانية يمكن أن يقلل الفجوة الغذائية – أي الفرق بين الاستهلاك الحالي والمستوى الموصى به من العناصر الغذائية – بنسبة تصل إلى النصف في دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا.

كما أن التحول إلى البقوليات من شأنه خفض معدلات الوفاة المرتبطة بالنظام الغذائي بنسبة 10%، لا سيما تلك الناتجة عن أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري. إضافة لذلك، ستنخفض كمية الأراضي والمياه اللازمة لإنتاج الغذاء، بجانب انبعاثات الغازات الدفيئة، إلى أكثر من النصف، بينما تنخفض التكاليف الغذائية بأكثر من الثلث.

الأطعمة النباتية المصنعة.. فوائد أقل لكن لا تزال مهمة

بالنسبة للبرجر النباتي وحليب النباتات، ورغم أنهما أقل فائدة مقارنة بالبقوليات، إلا أنهما يقدمان تحسينات كبيرة. تقليل الانبعاثات وتحسين الصحة كان أقل بنسبة تتراوح بين الخمس والثلث مقارنة بالبقوليات، بينما كانت تكاليفها أعلى بنسبة 10% من الأنظمة الغذائية الحالية.

تحتوي البدائل النباتية المصنعة وغير المصنعة على ألياف غذائية، بوتاسيوم، وأحماض دهنية غير مشبعة متعددة، مع انخفاض في الكوليسترول والدهون المشبعة والحديد الحيواني، ورغم استهلاكها لطاقة إضافية أثناء المعالجة، إلا أن آثارها البيئية أقل بكثير من اللحوم ومنتجات الألبان.

التيمبيه.. خيار تقليدي يتفوق على البدائل المصنعة

في المرتبة الثانية جاءت التيمبيه، وهو منتج إندونيسي تقليدي مصنوع من فول الصويا المخمر، يحتفظ بمعظم خصائص فول الصويا الغذائية مع مستوى معالجة منخفض وتكلفة أقل من البدائل المصنعة.

اللحوم المزروعة في المختبر.. توقعات مخيبة

أما اللحوم المزروعة في المختبر، فرغم التوقعات الكبيرة، جاءت النتائج مخيبة. باستخدام التكنولوجيا الحالية، تتطلب اللحوم المزروعة طاقة كبيرة، مما يجعل انبعاثاتها مشابهة لتلك الناتجة عن إنتاج اللحوم التقليدية، بينما قد تصل تكلفتها إلى 40 ألف ضعف. كما أن تأثيراتها الصحية لا تختلف عن اللحوم التقليدية.

استنتاجات.. طريق نحو نظام غذائي مستدام

تؤكد الدراسة أن الأطعمة النباتية غير المعالجة هي الفائز الواضح من حيث التغذية، البيئة، والتكلفة. وتشير إلى ضرورة اعتماد سياسات عامة تدعم هذا الاتجاه، مثل دعم الأطعمة البسيطة والمستدامة، كالعدس والفاصوليا والبازلاء.

أما على المستوى الفردي، فيمكن استبدال وجبات اللحوم التقليدية بوجبات تعتمد على البقوليات والخضراوات، مثل الكاري بالحمص أو التيمبيه المقلي. هذا التغيير لا يوفر وجبة متوازنة العناصر الغذائية فقط، بل يقلل أيضًا من البصمة البيئية بتكلفة مناسبة.

في النهاية، يقدم العالم النباتي حلولاً صحية ومستدامة يمكن أن تُسهم في مكافحة التغير المناخي وتحسين صحة الأفراد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق