نفذت الشرطة القضائية بفرنسا عمليات تفتيش في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية المخصص لتدريب الأئمة ويتبع لتنظيم الإخوان.

وبحسب ما ذكرته إذاعة "فرانس إنفو"، الخميس، تأتي العمليات ضد المركز الواقع في بلدية سان ليجيه دو فوجريه، في إطار تحقيق قضائي تم فتحه إثر بلاغ قُدم العام الماضي بموجب المادة 40 من قانون الإجراءات الجنائية.

وتلزم هذه المادة، أي موظف حكومي يلاحظ وقوع جريمة، بإبلاغ النيابة العامة عنها.

ونقلت الإذاعة عن مصدر قريب من هذا الملف، قوله إن التحقيقات تركز على شبهات تتعلق بغسل الأموال، وإساءة الأمانة، وعدم الامتثال لالتزام التصريح بالتمويلات الأجنبية.

فيما ذكرت إذاعة "راديو فرنسا" أن قيمة التمويلات المعنية تصل إلى نحو 300 ألف يورو.

بدورها، أكدت المدعية العامة للجمهورية في نيفير "آن لهيتر" صحة هذه المعلومات، لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية، بل اكتفت بالإشارة إلى أن التحقيق "في بداياته"، ويشمل "مخالفات مالية تصنف ضمن جرائم غسل الأموال".

وأوضحت أن عملية التفتيش كانت "مثمرة".

"ردود الفعل"

لم تتأخر ردود الأفعال، حيث دعا نائب "التجمع الوطني" (أقصى اليمين) عن هذه الدائرة جوليان جيبرت، في منشور على "فيسبوك"، إلى "إغلاق هذا المعهد الذي ينتمي إلى التيار الإخواني".

فيما قال عميد المعهد، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن نحو 100 عنصر من الشرطة صادرت أجهزة الكمبيوتر ونسخت محتويات الأقراص الصلبة.

كما أشار إلى أن المحققين صادروا أموالا نقدية كانت مخزّنة في خزينة المعهد، موضحا أن المعهد لا يمتلك حسابا مصرفيا لأن “البنوك ترفض التعامل معنا، حتى تلك التي يحددها بنك فرنسا".

وتأسس المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) في عام 1990 على يد اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الذي أصبح لاحقا يحمل اسم "مسلمو فرنسا"، وهي جمعية ترتبط بفكر جماعة الإخوان.

يُركّز المعهد على تكوين أئمة "على الطريقة الفرنسية"، وهي فكرة طُرحت في البداية خلال عهد الرئيس فرانسوا ميتران ثم تبناها الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.