عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم سقوط دمشق.. لماذا «تخلت» إيران عن بشار الأسد؟ - في المدرج
على مدى عقود، كانت إيران داعما رئيسيا للحكومة في دمشق، وهو الدعم الذي تزايد منذ بدء الأزمة السورية في 2011.بعد سقوط دمشق.. هل تخلت إيران عن بشار الأسد؟
سعيا وراء ذلك، أنشأت إيران قواعد عسكرية ومستودعات أسلحة ومصانع صواريخ في سوريا، واستخدمتها كقناة لتسليح حلفائها المسلحين في المنطقة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
لكن اللافت، أن الأسد عندما احتاج إلى مساعدة إيران، أدارت طهران ظهرها له بدأت في إجلاء قادتها العسكريين وموظفيها، بالإضافة إلى بعض الدبلوماسيين، وفقاً لمسؤولين إيرانيين وإقليميين.
هذا التحول المذهل يظهر أن إيران لا تبدو فقط وكأنها تتخلى عن الأسد بل أيضاً عن كل ما بنته وقاتلت للحفاظ عليه لأربعة عقود في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع تقدم المعارضة نحو دمشق، بدت إيران غير قادرة على الدفاع عن حكومة الأسد بعد عام من الحروب الإقليمية التي بدأت بهجوم حماس، الحليف الإيراني، على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويتوقع أن يؤدي انهيار الشراكة بين إيران وسوريا إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط، وضعف "محور المقاومة" الذي شكّلته إيران مع حلفائها في لبنان والأراضي الفلسطينية وسوريا والعراق واليمن، بينما ستزداد قوة إسرائيل وحلفائها العرب.
التصريحات والتحولات
يرى حسن شمشادي، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة والذي عمل لسنوات كمخرج أفلام وثائقية في ساحات القتال في سوريا، في مقابلة أجريت معه من طهران: "بالنسبة لإيران، كانت سوريا العمود الفقري لوجودها الإقليمي. كل ما أرسلته إيران إلى المنطقة كان يمر عبر سوريا. والآن أصبح من الصعب للغاية إبقاء هذه القنوات مفتوحة".
وبحسب الصحيفة، فقد أحدثت سرعة تقدم المعارضة المسلحة حالة من الصدمة لدى المسؤولين الإيرانيين، وأعربوا عن قلقهم من أن الأحداث تفوق قدرتهم على قلب الموازين.
ووصفت مذكرة داخلية من أحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني، اطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز"، الوضع في سوريا بأنه "لا يصدق وغريب".
هذا التحول المذهل في الأحداث دفع محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني السابق، لوصف سقوط الحكومة السورية بأنه "أحد أهم الأحداث في تاريخ الشرق الأوسط".
تغير الرواية الإيرانية
وتشير تقارير إعلامية إلى أن المعارضة تعاملت حتى الآن مع الأقليات الشيعية بشكل جيد، ويظهر فيديو منشور ضريح السيدة زينب بسوريا شبه خالٍ، في إشارة إلى انسحاب الإيرانيين.
وتحول التلفزيون الحكومي في إيران من وصف المعارضة بـ"الإرهابيين الكفار" إلى وصفهم بـ"الجماعات المسلحة"، وأفادت التقارير بأنهم حتى الآن يعاملون الأقليات الشيعية بشكل جيد.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين إن هيئة تحرير الشام، بعثت برسالة دبلوماسية خاصة إلى إيران هذا الأسبوع. ووعدت الجماعة بأن تحمي المواقع الدينية الشيعية والأقليات الشيعية وطلبت من إيران عدم التعرض لقواتها.
وبحسب المسؤولين فقد طلبت إيران من الجماعة السماح بمرور آمن لقواتها خارج سوريا وحماية الأضرحة الشيعية، وفقًا لمسؤولين.
تغير كبير في ديناميكيات الشرق الأوسط العام الماضي
تعرضت إيران لضربات قوية عندما هاجمت إسرائيل الأصول والقواعد الإيرانية في سوريا، بما في ذلك سفارتها في دمشق. كما قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 20 من القوات الإيرانية، بعضهم من كبار القادة المسؤولين عن العمليات الإقليمية، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض حليف إيران الرئيسي حزب الله لضربات موجعة بعد قتال دامي مع إسرائيل في لبنان.
يضاف إلى ذلك، تهديد إسرائيل بمهاجمة أي حشد للقوات الإيرانية في سوريا، وفقًا لمحللين داخل وخارج البلاد.
وقد تم تحويل رحلتين لشركة طيران إيرانية خاصة كانتا في طريقهما إلى دمشق الأسبوع الماضي بعد تحذيرات من إسرائيل بأنها ستسقطهما إذا دخلتا المجال الجوي السوري، وفقًا لمسؤولين إيرانيين وإسرائيليين. وقالت إسرائيل إن الرحلات كانت تنقل أسلحة.
المأزق الإيراني
يرى أفشون أوستوفار، الأستاذ المشارك في شؤون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية في كاليفورنيا والخبير في الشؤون العسكرية الإيرانية، أن إيران في مأزق، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حيث يتوقع أن يفرض سياسة "الضغط الأقصى على إيران".
وقال أوستوفار: "إن خسارة الأرض في سوريا سيجعل إيران تبدو ضعيفة بشكل متزايد أمام أعدائها في تل أبيب وواشنطن. وفي حال ضاعفت جهودها في سوريا، فقد تلقي بالرجال والمواد في معركة خاسرة. ولكن إذا تراجعت إيران، فستبدو ضعيفة، وتعترف بالهزيمة، وتتنازل عن الأراضي التي قاتلت فيها بشق الأنفس لأعدائها".
aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg جزيرة ام اند امز US
0 تعليق