خلال أيام قليلة برز اسم أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام والذي يعرف باسم "أحمد الشرع"، على الساحة الدولية وذلك بعد أن قام بتحالف مع فصائل مسلحة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومنذ قطع علاقاته مع تنظيم القاعدة في عام 2016، ظهر باعتباره الحاكم الفعلي لشمال غرب سوريا.
الجولاني ومستقبل سوريا
ومع دخول الفصائل المسلحة إلى حلب، أكبر مدينة سورية ، ظهر الجولاني في مقطع فيديو وهو يرتدي زيا عسكريا ويصدر أوامر عبر الهاتف، ويذكر المقاتلين بالتوجيهات لحماية الناس ويمنعهم من دخول المنازل.
لقد برز الجولاني وجبهة النصرة باعتبارهما الأقوى بين العديد من الفصائل المتمردة التي نشأت في الأيام الأولى للتمرد ضد الأسد منذ أكثر من عقد من الزمان.
الجولاني وتنظيم القاعدة
وقبل تأسيس جبهة النصرة، قاتل الجولاني في صفوف تنظيم القاعدة في العراق، حيث أمضى 5 سنوات في أحد سجون الولايات المتحدة. وعاد إلى سوريا بعد اندلاع الثورة، حيث أرسله زعيم تنظيم داعش في العراق آنذاك - أبو عمر البغدادي - لتعزيز وجود تنظيم القاعدة.
وصنفته الولايات المتحدة في عام 2013 الجولاني كإرهابي، مشيرة إلى إن تنظيم القاعدة في العراق كلفه بالإطاحة بحكم الأسد وإقامة الشريعة الإسلامية في سوريا، وإن جبهة النصرة نفذت هجمات انتحارية أسفرت عن مقتل مدنيين وتبنت رؤية طائفية عنيفة.
وصنفت تركيا، الداعم الأجنبي الرئيسي للمعارضة السورية، هيئة تحرير الشام كجماعة إرهابية، في حين تدعم بعض الفصائل الأخرى التي تقاتل في الشمال الغربي.
أجرى الجولاني أول مقابلة إعلامية له في عام 2013، وكان وجهه ملفوفاً بغطاء رأس داكن اللون، ولم يظهر سوى ظهره للكاميرا. وفي حديثه إلى قناة الجزيرة، دعا إلى إدارة سوريا وفقاً للشريعة الإسلامية. وبعد مرور ثماني سنوات، جلس لإجراء مقابلة مع برنامج FRONTLINE على هيئة الإذاعة العامة الأمريكية، وهو يواجه الكاميرا ويرتدي قميصًا وسترة.
اشتباكات مسلحة بين تحرير الشام وداعش
خاض حربا دامية ضد حليفه القديم البغدادي بعد أن سعى تنظيم داعش إلى ضم جبهة النصرة من جانب واحد في عام 2013. وعلى الرغم من علاقاتها بتنظيم القاعدة، كانت جبهة النصرة تعتبر أكثر تسامحا وأقل قسوة في تعاملاتها مع المدنيين وغيرهم من الجماعات المتمردة مقارنة بداعش.
وعمل الجولاني على تعزيز قبضة هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، حيث أنشأ إدارة مدنية أطلق عليها اسم حكومة الإنقاذ.
ومع تقدم المتمردين السنة، أصدرت إدارة هيئة تحرير الشام عدة بيانات تسعى إلى طمأنة العلويين الشيعة وغيرهم من الأقليات السورية. وحث أحد البيانات العلويين على الانفصال عن حكومة الأسد وأن يكونوا جزءًا من سوريا المستقبلية التي "لا تعترف بالطائفية".
وفي رسالة وجهها إلى سكان بلدة مسيحية جنوب حلب الأربعاء، قال الجولاني إنه سيتم حماية ممتلكاتهم وحثهم على البقاء في منازلهم ورفض "الحرب النفسية" التي تشنها الحكومة السورية.
0 تعليق