لا تزال نتائج الانتخابات الأمريكية التي أُجريت الشهر الماضي تلقي بظلالها على حكام الولايات الديمقراطيين.

ففي محاولة لرسم المسار خلال إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يتسلم منصبه رسميا الشهر المقبل، عقد الحكام الديمقراطيون سلسلة اجتماعات مغلقة مع المانحين وجماعات المصالح والمنظمات المؤيدة، في فندق فخم بمدينة بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا.

وبشكل غير رسمي، كانت الاجتماعات بمثابة تحضير للانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة 2028، وفقا لما ذكرته مجلة «بوليتيكو» الأمريكية.

وقال أحد مستشاري كبار المانحين للحزب الديمقراطي: «لقد شهدتم انطلاق الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2028، مباشرة وشخصيًا»، مضيفًا: «هذا هو الاختبار للرئيس القادم في غرفة مليئة بالمانحين والعاملين والمراسلين، إلخ».

وأكدت حاكمة ولاية كانساس لورا كيلي، التي ترأس رابطة حكام الولايات الديمقراطية، أن الاجتماع ركز على الأمد القريب من أجل الاحتفاظ بولاية نيوجيرسي والفوز بولاية فرجينيا في الانتخابات المقررة عام 2025، ثم التركيز على «العدد الضخم من سباقات حكام الولايات في عام 2026»، مضيفة: «صدقوني، نحن لا نفكر فيما هو أبعد من عام 2026 في هذه المرحلة».

ومع ذلك، كان من الصعب تجاهل قائمة الضيوف في الاجتماعات والتي كانت مليئة بالمتنافسين المحتملين لعام 2028، بما في ذلك حكام ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وكنتاكي آندي بشير، وميشيغان جريتشن ويتمر، ومينيسوتا تيم والز، وإلينوي جيه بي بريتزكر، وكارولينا الشمالية روي كوبر.

وردا على سؤال «بوليتيكو»، بشأن المنافسة على الانتخابات الرئاسية لعام 2028، قال كوبر: «سأقول فقط إن هناك الكثير من الحكام العظماء في جميع أنحاء هذا البلد والذين سيصبحون قادة عظماء في المستقبل».

وقال حاكم واشنطن جاي إنسلي إن الحكام «يركزون على دورة الانتخابات للحكام الآن»، ومع ذلك، أقر بأن «اليوم التالي لكل انتخابات هو بداية» للانتخابات القادمة.

ويستعد الحكام الديمقراطيون للموازنة بين الوقوف في هيمنة الجمهوريين على الرئاسة ومجلسي الكونغرس والتعاون مع الإدارة القادمة لترامب.

وبعد الانتخابات مباشرة، أطلق بعض الحكام الديمقراطيين خططاً لـ«حماية ولاياتهم من ترامب». وفي مذكرة صدرت هذا الأسبوع، كتبت ميغان ميهان درابر، المديرة التنفيذية لجمعية الديمقراطيين أن الحكام الديمقراطيين سيكونون «خط الدفاع الأخير» ضد الثلاثي الجمهوري القادم.

وأعرب عدد من الحكام صراحة عن نيتهم لمنع بعض سياسات ترامب وهي الجهود التي من المرجح أن ترفع من مكانتهم أيضًا

ويقود بريتزكر وحاكم كولورادو جاريد بوليس منظمة «للدعم ضد التهديدات المتزايدة للاستبداد وتعزيز مؤسسات الديمقراطية التي تعتمد عليها بلادنا وولاياتنا»، وهي منظمة غير حزبية يمولها القطاع الخاص.

تحذير لإدارة ترامب

وفي تحذير لإدارة ترامب، قال بريتزكر للصحفيين الشهر الماضي: «أنت تأتي من أجل شعبي، تأتي من خلالي».

وفي نيويورك أنشأت الحاكمة الديمقراطية كاثي هوشول والمدعية العامة ليتيتيا جيمس مبادرة لـ«معالجة أي تهديدات سياسية وتنظيمية قد تنشأ عن إدارة ترامب».

وفي كاليفورنيا، دعا نيوسوم إلى جلسة خاصة للهيئة التشريعية لوضع الأساس القانوني للولاية لقيادة مقاومتها الثانية لترامب.

ومع ذلك، فقد كان موقف الحكام في عام 2017 معارضًا لترامب بشكل أكثر حدة، فمثلا وعد نيوسوم بأنه سيمد «يدًا مفتوحة، وليس قبضة مغلقة، للإدارة القادمة»، وأشار حكام آخرون إلى استعدادهم للعمل جنبًا إلى جنب مع ترامب في بعض القضايا.

وقالت ويتمر، إنها تأمل أن تجد طرقًا للعمل مع الرئيس المنتخب وأكدت "لن أتخلى عن قيمي، لكنني سأعمل بجد لإيجاد أرضية مشتركة في كل مكان" وأضافت "لدي عامان آخران، وهدفي هو بذل قصارى جهدي من أجل الولاية".