ميريام الحاج لـ«الشروق»: خسرت أموالي بسبب انفجار مرفأ بيروت.. وفيلم مثل قصص الحب ولد من رحم المعاناة وحب لبنان - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم ميريام الحاج لـ«الشروق»: خسرت أموالي بسبب انفجار مرفأ بيروت.. وفيلم مثل قصص الحب ولد من رحم المعاناة وحب لبنان - في المدرج

حوار: مصطفى الجداوي
نشر في: الإثنين 9 ديسمبر 2024 - 6:25 م | آخر تحديث: الإثنين 9 ديسمبر 2024 - 7:57 م

سعدت بتأثر الجمهور اللبنانى بالعمل وهم يشاهدون أوجاعهم على شاشة السينما
خسرت أموالى بسبب انفجار «مرفأ بيروت» وكنت أقف أمام البنك بالساعات لأدفع أجر المصورين.
أحضّر لفيلم روائى طويل.. وأستعد لتصوير فيلم وثائقى مع مخرج إيرانى

نجحت المخرجة اللبنانية ميريام الحاج فى ملامسة القلوب بفيلمها الأخير الوثائقى «مثل قصص الحب»، الذى حكت من خلالة قصة لبنان، وحادثة انفجار مرفأ بيروت، وأحلام وكفاح شعبها القوى المحب للحياة، وأشياء أخرى كثيرة، فقد أثارت إعجاب الجمهور الذين شاهدوا الفيلم مؤخرا، ضمن عروض مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ45، وأشادوا بقدرة ميريام على تصوير قصة معقدة ومتعددة الأوجه، وتقديم فيلم يتضمن رسالة أمل وتحدى، حيث تروى المخرجة فى شكل مذكرات أربع سنوات لأمة تعيش حالة من الاضطراب، وتكافح من أجل التحرر من أغلالها، بينما تهتز البلاد بسبب الاضطرابات، وفى حوارها مع «الشروق» كشفت ميريام عن كواليس تجربة هذا الفيلم، والصعوبات التى واجهتها، والتأثير الذى حدث لحياتها بعد انفجار مرفأ بيروت، ورسالتها للشعب اللبنانى.

فى البداية عبرت المخرجة مريام الحاج عن سعادتها بردود الأفعال على فيلمها «مثل قصص الحب» عقب عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الأخيرة، حيث كان يعرض ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، خاصة ردود أفعال اللبنانيين الذين حرصوا على الحضور، لمشاهدة الفيلم الذى يتحدث عنهم وعما يعانونه، وكم كانت سعيدة حينما شاهدت تأثرهم الكبير بقصته، ومنهم المخرج أسد فولاد كار، الذى عبر لها عن مدى تفاعله مع الأحداث.

وقالت: الفيلم يعبر عن حالة المعاناة الشديدة والمستمرة التى يعيشها الشعب اللبنانى، كما تضمن مجموعة من المشاكل التى لو اهتم المسئولون بإيجاد حلول لها، لما وصلنا لما نحن عليه الآن، أضف لهذا حالة الحرب التى نتعرض لها، وبالتالى حينما شاهد عددا من اللبنانيين الفيلم بـ «القاهرة السينمائى»، تأثروا بشدة، وشعروا بالألم، فالفيلم عبر عن الوجع الكبير بداخلهم.

وبسؤالها هل نجح الفيلم فى التعبير عن الواقع اللبنانى لأنها عاصرت الأحداث هناك» أجابت: ليس من الضرورى أن ينجح الفيلم فى رصد الواقع الأليم للشعب اللبنانى كون مخرجته لبنانية تعيش داخل المجتمع اللبنانى، لأن هناك مخرجين قدموا معاناة بعض الأوطان وهم لا يحملون جنسيتها، واستطاعوا رصد الواقع بصورة جيدة، لكن بالطبع معايشتى للأحداث كان لها تأثير كبير على العمل، قد كنت متواجدة أثناء انفجار مرفأ بيروت، وبالقرب منه، وتأثرت بوفاة 220 شخصًا بطريقة وحشية، وهناك البعض لم يتم العثورعلى أشلائهم، وأنا كمواطنة لبنانية كان يجب علىّ رصد هذا الحدث الأليم.

وعن حقيقة ما تردد أنها خسرت أموالها بسبب هذا الانفجار، قالت: بالفعل


خسرت أموالا كثيرة بسبب هذا الانفجار، وتأثرت بشكل بالغ بما ترتبت عليه الأوضاع بعد هذا الحادث، فقد كنت أمتلك أموالا فى البنك وخسرتها مثل كل اللبنانيين، فالانفجار سبب أزمة كبيرة فى البنوك، وبدأ الجميع يتأقلم مع الأوضاع الجديدة، كما أن أوقات التصوير جعلتنى أنتظر من الخامسة صباحًا أمام البنك حتى أستطيع سحب 50 دولارا فقط، من أجل دفع أموال للتصوير، وإعطاء الناس حقوقها، وواجهت العديد من الصعوبات أثناء العمل، لذلك تعاملت بذكاء شديد حتى أستطيع سحب أموالى من البنك، وطوال الوقت كنا نتفاجأ بأحوال البلد ونحاول التأقلم والخروج من الصدمة.

وأشارت: الشعوب العربية مرت جميعها بفترات صعبة خلال السنوات الأخيرة، لكن الأزمة الاقتصادية فى لبنان وصلت لمستوى بشع، فالدولار وصل 90 ألف ليرة لبنانية فى فترة قصيرة جدًا، فقد كان الدولار يساوى 1500 ليرة وفجأة ارتفع لـ90 ألفا، والشعب اللبنانى يعيش حالة من الصدمات المتتابعة، وحروب دائمة التى يتزامن معها ارتفاع فى الأسعار، هذا إلى جانب حالة الرعب التى يشعر بها اللبنانى على نفسه وأهله ومحبيه، فى ظل خطر الموت الذى يهدده كل لحظة بسبب الحرب المستمرة، لكنه يحسب له محاولاته التأقلم مع صعوبات الحياة، لأنه ليس هناك حل بديل، فإذا لم يستطع التأقلم سيموت.

وبمواجهتها أن الفيلم يؤرخ لحادث قد يحاول البعض نسيانه، قالت: أنا وكل السينمائيين نعمل ضد نسيان ما حدث وما يحدث ببلادنا، فخلال عملى بالفيلم ذكرت نفسى بالأحداث الصعبة التى مرت على لبنان طوال 15 سنة الماضية، وأن الشعب اللبنانى قام بثورة، كل ذلك من أجل تقديم معاناة الشعب بأفضل صورة، وهى رسالة للعالم كله، الذى يجب أن يرى معاناة الشعب اللبنانى وصموده، وحبه للحياة، ومحاولاته التأقلم من جديد مع الواقع.

وواصلت: أحد أهداف فيلم «مثل قصص الحب»، هو عرضه بالمهرجانات، حتى نشعر بتفاعل الجمهور، فى كل بلد نشاهد تفاعل الجمهور معه، وبدأنا ببلدان أوروبية، وعرض الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى، أول عرض عربى، وسوف نقوم بعرضه فى المغرب أيضًا، وسوف نطرحه بدور العرض السينمائى بعدد من الدول.

وعن سر اختيار «مثل قصص الحب» اسما للفيلم، قالت: تأخرت فى اختيار اسم الفيلم، وطوال العمل نحكى عن قصص الحب، وجومانا بطلة الفيلم قالت جملة بعد الانفجار استلهمت منها العنوان وهى «لبنان مثل قصص الحب» كل مرة نصدق أن غدًا سيكون أفضل، ومثل قصص الحب تظل تؤمن أن الغد سيكون أفضل، وأستطيع القول أن فيلم «مثل قصص الحب» ولد من رحم المعاناة، ومن حب لبنان أيضًا.


وعن آخر مشروعاتها الفنية قالت ميريام الحاج:

أحضر حاليا لفيلم وثائقى مع مخرج إيرانى، كما أحضر لفيلم روائى طويل اشتغلت عليه فترة كبيرة، ولكن كان يتم تأجيله بسبب الأزمات فى لبنان، وسيتم تصويره بعد الحرب، وأنا أحب التصوير فى لبنان ولم أشعر بالشبع من تصوير أرضها والبحر وكل جزء فى لبنان، فهناك قصص عديدة تحتاج للرصد.

ووجهت ميريام رسالة للشعب اللبنانى فى آخر حديثها، قالت فيها: ربنا يساعدهم ويساعد كل العائلات الموجودة بلبنان، ولا أخفى سرا أننى طلبت من عائلتى السفر إلى مصر، لكنهم رفضوا، وهذا هوالشعب اللبنانى، مناضل ويحب بلده وأرضه ومتمسك بها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق