صراع السودان.. «الجامعة العربية» على خط الأزمة - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم صراع السودان.. «الجامعة العربية» على خط الأزمة - في المدرج

مع مرور أكثر من 600 يوم على اندلاع الحرب التي مزقت السودان، ودمرت بنيته التحتية، وشردت الملايين، لا تزال الجهود الإقليمية والدولية مستمرة لإنهاء العنف.

وفي هذا الإطار وصل الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، برفقة وفد رفيع المستوى، الإثنين، إلى مدينة بورتسودان في زيارة رسمية تستغرق يومين، لبحث سبل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.

تلك الزيارة التي عدها خبراء «متأخرة في توقيتها»، معتبرين أن «تأثيرها لن يكون كبيرا، إلا إذا كانت الجامعة قادرة على مخاطبة كل أطراف الحرب، وهو ما لا يبدو واقعا».

ووفق بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، فإن أبو الغيط التقى رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان.

وقال الأمين العام للجامعة العربية في تصريح صحفي -وفقا للبيان- إن اللقاء مع رئيس المجلس السيادي كان إيجابيا للغاية، تم فيه توضيح موقف الجامعة العربية من تأييد السودان وشعبه."

وأضاف: "كلنا أمل في تحقيق الوقف الفوري للاقتتال في السودان وإعادة إعماره وبنائه وعودة النازحين واللاجئين لمناطقهم".

وبين أنه استمع للأبعاد الإنسانية للمشكلة، والتي وصفها بأنها مشكلة بالغة الصعوبة. حيث دار حديث حول كيف يمكن للجامعة العربية أن تساعد وتساهم بالتنسيق مع المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي في عودة السلام والاستقرار للسودان.

وقال أبوالغيط إن "النشاط الذي تقوم به الجامعة العربية والأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي وبعض الأطراف ذات التأثير يهدف للسيطرة على الموقف ومساعدة السودان للخروج من هذه الأزمة."

وأضاف أن "زيارته للسودان ستفتح الأعين على حجم المشكلة والحاجة للمزيد من الجهد والتحركات لتحقيق الوقف الفوري وعودة السلام والاستقرار وإتاحة الفرصة لأبناء الشعب السوداني لتأمين حياتهم وعودة الاستقرار لبلادهم."

من جانبه، قال سفير السودان لدى مصر، عماد الدين عدوي، إن "الجامعة العربية ظلت تقف دوما بجانب السودان ومناصرة قضاياه العادلة ودعم مؤسساته الوطنية القائمة."

وبين أن "موقف الجامعة تجاه السودان يمثل سياجا أمنيا يؤكد على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان."

وأشار إلى "المواقف المشرفة للجامعة تجاه السودان مبينا أنها قامت خلال الفترة الماضية بتنظيم عدد من الورش الخاصة بإعادة إعمار القطاعين الصناعي والزراعي."

وأعرب عدوي عن شكره وتقديره للأمين العام لجامعة الدول العربية على زيارته للسودان في هذا التوقيت المهم.

وأشار إلى اللقاءات الأخرى التي أجراها مع عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام الفريق مهندس إبراهيم جابر، ومع وزراء الخارجية والثقافة والإعلام والتي ركزت في مجملها على «الانتهاكات» التي ظلت ترتكبها «قوات الدعم السريع» ضد المدنيين واستهدافها لمؤسسات الدولة وبنيتها التحتية، وفق قوله.

وأكد أن "الاستهداف الذي يتعرض له السودان يشكل تهديدا لأمن السودان والجوار الإقليمي في البحر الأحمر والقرن الأفريقي."

في الأثناء، عقد وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، وأبوالغيط، مباحثات رسمية، تطرقت للأوضاع في السودان.

وفق بيان صادر عن الخارجية السودانية، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، فإن أبو الغيط عبر عن "موقف الأمانة العامة الداعم لسلامة السودان وسيادته ووحدة أراضيه ضد التدخلات الخارجية، والمساند لمؤسسات الدولة الوطنية وحقھا في الحفاظ على الأمن القومي."

وأكد الأمين العام على "رسوخ موقف الجامعة إلى جانب السودان حتى يتجاوز أزمته الحالية."

وأوضح البيان أن "وزير الخارجية السوداني شرح الأولويات الحالية لحكومة السودان المتمثلة في تحقيق الأمن والاستقرار في كل ربوع السودان، ومواصلة تنفيذ خطط الاستجابة الإنسانية."

وأشار إلى دور الجامعة العربية في دعم الجھود الوطنية تجاه مخاطبة الوضع الإنساني الراھن من خلال حشد الدعم الإقليمي والدولي، وكذلك دورھا المأمول في الفترة المقبلة في دعم مشروعات التعاون التنموي وإعادة الإعمار، وحث الشركاء الإقليميين والدوليين للمساھمة في ھذا الجانب".

وحسب البيان: "تطرقت المباحثات إلى الدور الحيوي للأمانة العامة ومؤسسات الجامعة العربية في دعم قضايا الأمة العربية، والحفاظ على وحدة الصف العربي ومعالجة الخلافات داخله، وتفعيل العمل العربي المشترك على جميع الأصعدة خاصة فيما يلي مبادرة الامن الغذائي وموضوعات تنمية الموارد البشرية."

وأضاف: "كما تناولت الجلسة القضايا العربية وعلى رأسھا القضية الفلسطينية، وتجديد تأكيد الموقف الراسخ الذي ينطلق من ثوابت الإجماع العربي ومبادرة السلام العربية الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية يضمن إنھاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتھا القدس الشرقية."

وتابع: "كما تم التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان."

وحسب مصادر "العين الإخبارية"، فإن الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، ليس في جدول أعماله لقاء قيادات قوات "الدعم السريع".

زيارة «شكلية»

وحول الزيارة، يقول الكاتب والمحلل السياسي، أمير بابكر، إن "زيارة الأمين العام للجامعة العربية هي حراك متأخر يأتي بعد أن اقتربت الحرب من عامها الثاني، حيث غاب دور الجامعة العربية في اتخاذ موقف أيا كان هذا الموقف تجاه الحرب الدائرة في السودان."

وأضاف بابكر في حديثه لـ"العين الإخبارية": "في الوقت الذي حاولت فيه المنظومات الدولية والإقليمية الأفريقية بذل كل مجهود ممكن في سبيل إيقاف الحرب، أصبح وجود الجامعة العربية شكليا ولا يمثل مظلة يمكن أن تنطلق من داخلها حلول لقضايا وأزمات للدول الأعضاء."

ومضى قائلا: "وهذا يتبدى بوضوح في المشهد الذي يسيطر على العالم العربي، سواء في فلسطين أو السودان أو اليمن أو دول الشام او ليبيا. يظل دور الجامعة غير مؤثر إلى حد كبير."

واستطرد: "بالتالي لا يمكن التعويل كثيرا على زيارة الأمين العام للجامعة العربية للسودان، إلا إذا كانت الجامعة قادرة على مخاطبة كل أطراف الحرب، وهو ما لا يبدو واقعا."

«إبراء ذمة»

من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي، أنور سليمان، "إذا لم تخني الذاكرة فهذه أول زيارة لأمين الجامعة العربية للسودان منذ اندلاع الأزمة والقتال، عليه فإن الزيارة من وجهة نظر القائمين على أمر الجامعة علي الأقل، هي لإبراء الذمة ورفع العتب لا أكثر."

وأضاف سليمان، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "إن صح ذلك فإن القائمين على أمر الجامعة العربية يكلفون أنفسهم مشاق لا داع لها، فالجميع بات يعلم حدود مقدرتها."

دور «محدود»

من جانبه، رأى المحلل السياسي، عبد الحميد السني، أن "زيارة أمين عام الجامعة العربية تبدو لإظهار دعم ومساندة السودان عامة ودعم الحكومة في بورتسودان بشكل أخص".

لكنه أوضح أن "الجامعة لن يكون لها أي أثر في جهود إنهاء الحرب في السودان، فالجامعة العربية لم تتمكن من حل أي مشكلة من مشكلات الدول العربية مثل سوريا واليمن وليبيا ولا العراق."

وأضاف السني في حديثه لـ"العين الإخبارية": "لذا من الصعب على الدعم السريع الوثوق في أي مشاركة لها في أي مفاوضات سلام."

وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت آلاف القتلى وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg

جزيرة ام اند امز

US
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق