يبدو أن الاستثناء هو القاعدة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بعيدا عن سوابق التاريخ، وآخرها ما أعده لحفل تنصيبه الشهر المقبل.

فلم يشهد التاريخ الأمريكي، وفقا لسجلات وزارة الخارجية التي يعود تاريخها إلى عام 1874، حضور أي زعيم أجنبي حفل انتقال السلطة بين الرؤساء الأمريكيين على الإطلاق.

ومن المعتاد أن تتم دعوة السفراء والدبلوماسيين الآخرين لحضور مراسم التنصيب، لكن الرئيس ترامب، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه الشهر المقبل، وفق مصادر متعددة لشبكة "سي بي إس" الإخبارية الأمريكية.

وقال مصدر إن "ترامب دعا شي في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، بعد وقت قصير من الانتخابات ، لكن لم يتضح ما إذا كان قد قبل الدعوة أم لا. ولم يعلق المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن على الفور.

وبالإضافة إلى شي، أثار فريق الرئيس المنتخب إمكانية استضافة زعماء آخرين في الكابيتول في 20 يناير/كانون الثاني.

ولا يزال زعيم أقصى اليمين في المجر، رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الذي تربطه علاقة قوية بترامب وزاره هذا الأسبوع في مارالاغو، "يفكر" في الحضور، وفقًا لمصدر مطلع على خطط أوربان.

وقالت كارولين ليفات، المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي: "يستعد زعماء العالم للقاء الرئيس ترامب لأنهم يعرفون أنه سيعود إلى السلطة قريبًا ويستعيد السلام من خلال القوة الأمريكية في جميع أنحاء العالم".

تأتي هذه الدعوة رغم أن أعضاء الدائرة الداخلية لترامب لا يزالون منتقدين حادين لحكومة شي، بما في ذلك السيناتور ماركو روبيو، الذي اختاره لمنصب وزير الخارجية، ومستشار الأمن القومي القادم مايك والتز.

وهدد ترامب نفسه بزيادة الرسوم الجمركية على السلع القادمة من الصين. وفرضت الولايات المتحدة مهلة حتى 19 يناير/كانون الثاني، عشية تنصيبه، للشركة الصينية الأم "بايت دانس" لبيع تطبيق التواصل الاجتماعي أو مواجهة حظر في الولايات المتحدة.

وتحارب "تيك توك" الحظر في المحكمة - فقد خسرت محاولة الأسبوع الماضي لمنع الحظر لكنها تستأنف القضية أمام المحكمة العليا.

ولكن ترامب كان يعتقد منذ فترة طويلة أن العلاقات الوثيقة بين الزعماء تشكل مفتاحا لإبرام الصفقات الدولية.

فمنذ يوم الانتخابات، سافر زعماء العالم إلى مارالاغو للقاء ترامب، بما في ذلك رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

كما حظي الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بفرصة عقد لقاءات خاصة مع الرئيس المنتخب.

وكان إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، أول زعيم عالمي يستضيف ترامب في الخارج منذ فوزه بانتخابات عام 2024.

كما حضر إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمير ويليام.

ولم يكن ترامب معروفًا إلى حد كبير على الساحة العالمية عند تنصيبه لأول مرة في عام 2017، وهذه المرة، يعامل زعماء العالم ترامب باعتباره رئيسًا حاليًا.