شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عرض فيلم "شرق الظهيرة"، للمخرجة المصرية هالة القوصي، ضمن قسم "رؤية جديدة".

الفيلم يقدم حكاية شعبية تدور أحداثها في منطقة صناعية قاحلة وسط اللامكان، حيث يجد مجموعة من الشباب المبدعين طرقا للبقاء تحت حكم طاغية طفولي يتعامل باليانصيب ومكعبات السكر كعملة رئيسية.

الفيلم يركز على شخصية عبدو، موسيقي طموح يعمل في حفر القبور ويصنع الموسيقى باستخدام أدوات منزلية بسيطة، يعيش عبدو مع جدته "نونا"، ويخططان معاً للهروب من قهر رئيس المنطقة "المعلم شوقي"، بينما يكافحان للبقاء وسط هذا النظام القمعي.

الشباب محور الإلهام

تحدثت هالة القوصي عن مصدر إلهامها للفيلم قائلة "على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، كنا في العالم العربي مجبرين على طرح أسئلة جوهرية حول ماهية الحكومات الجيدة، وما الذي يخلق التغيير؟ وما هي الحرية؟ من خلال معايشة هذه التجارب والتأمل فيها أدركت بشكل شخصي أن الشباب هم المحرك الرئيسي للتغيير".

وأوضحت القوصي أن طاقة الشباب كثيراً ما يتم تقليلها أو قمعها، مضيفة "دائماً ما أشعر بضرورة إعادة الشباب إلى مكانهم المستحق، لأن دون هذه الطاقة الحرة لن يتحرك العالم إلى الأمام". وأكدت القوصي أنها تحرص في كل أفلامها على وجود شخصيات شابة تعكس هذه الروح الطموحة.

الفيلم بين الإبداع والنقد الاجتماعي

فيلم "شرق الظهيرة" ليس مجرد حكاية تقليدية، بل يجمع بين الإبداع الفني والطرح النقدي للواقع الاجتماعي. تسعى القوصي من خلال هذا العمل إلى تسليط الضوء على القوة الكامنة في الشباب وقدرتهم على مواجهة القمع والتغلب على الصعاب.

هذا الفيلم هو العمل الثاني للمخرجة بعد فيلمها الأول "زهرة الصبار" الذي أُصدر عام 2017. ويأتي "شرق الظهيرة" كإضافة جديدة لرصيد القوصي الإبداعي، ليؤكد رؤيتها الفريدة في المزج بين الحكاية الشعبية والنقد الاجتماعي.