عودة ترمب تعزز هيمنة الصين على "دبلوماسية المناخ" - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم عودة ترمب تعزز هيمنة الصين على "دبلوماسية المناخ" - في المدرج

تتجه الولايات المتحدة مع فوز رئيسها المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 2024، إلى التخلي عن اتفاق "باريس للمناخ"، ما يمنح الصين الأكثر التزاماً بالاتفاق، فرصة تسلم زمام مفاوضات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP29 المنعقد حالياً في أذربيجان، خصوصاً مع تصدرها مجال نشر الطاقة المتجددة ومشروعات الطاقة الخضراء في العالم النامي، وفق ما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".

ومن المتوقع أن يلوح التباعد الحاد بين القوتين العظميين الرائدتين في الأفق، خلال مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ، المعروف باسم COP29، والذي تستضيفه عاصمة أذربيجان، الاثنين، كما قد يمنح الصين أولوية تصدر مشهد "دبلوماسية المناخ".

وأكد فوز ترمب، أن الانقسامات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، تعني أنها غير قادرة على قيادة دبلوماسية المناخ العالمية بشكل موثوق، كما أن شبح انسحاب ترمب من الاتفاق للمرة الثانية يخيم مجدداً على COP29.

وفي قمم المناخ السابقة للأمم المتحدة، أدت المحادثات بين واشنطن وبكين إلى اختراقات تفاوضية، ففي عام 2015، ساعدوا في صياغة اتفاق باريس نفسه، الذي يدعو الحكومات إلى الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق درجات الحرارة ما قبل الصناعية، ويتطلب من الدول الغنية إرسال أكثر من 100 مليار دولار سنوياً إلى العالم النامي لمشاريع تغير المناخ.

وكان استعداد أكبر دولتين من حيث انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي للموافقة على الحد من انبعاثاتهما، بمثابة حافز قوي لبقية العالم للانضمام، كما أمضت فرق التفاوض الأميركية، ساعات لا حصر لها، في دفع القيادة الصينية إلى الابتعاد عن الكهرباء التي تعمل بالفحم بسرعة أكبر. 

تقدم صيني

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية، ماو نينج، الجمعة إن "الصين مستعدة للعمل مع أطراف أخرى لدعم هدف ومبادئ ونظام اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس".

بدوره، قال جوناثان بيرشينج، كبير المفاوضين المناخيين الأميركيين في عهد إدارتي باراك أوباما وجو بايدن الديمقراطيتين: "ينظر الجميع إلى الصين الآن. أعتقد أنه مع خروج الولايات المتحدة، ستتقدم الصين، ولكن بطريقة مختلفة تماماً".

وقال لي شو، الخبير في سياسة المناخ الصينية من معهد سياسة جمعية آسيا، إن "هذا الضغط بدا وكأنه كان له بعض التأثير على موقف الصين المناخي".

وأضاف أن "التأثير المتتالي لرئاسة ترمب سيكون عاملاً سلبياً ليس فقط للعمل المناخي في الصين، بل والعمل المناخي على مستوى العالم"، مضيفاً أن قرار ترمب بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس في عام 2017 أدى إلى إضعاف طموح المناخ في جميع أنحاء العالم بعد بضع سنوات.

وتابع: "الكثير تغير منذ ذلك الحين، فقد نشرت الصين الطاقة المتجددة بسرعة أكبر كثيراً مما توقعه أي شخص قبل سبع سنوات. والآن أصبحت وتيرة إضافات الصين لقدرات الرياح والطاقة الشمسية كبيرة بما يكفي لتغطية نمو الطلب على الطاقة، وهذا يعني أن انبعاثاتها ربما بلغت ذروتها بالفعل. والأمر الأكثر أهمية هو أن قطاعات التكنولوجيا الخضراء أصبحت تشكل جوهر الاقتصاد الصيني".

ويشير المسؤولون الصينيون، إلى الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية والبطاريات باعتبارها "الثلاثي الجديد" للقاعدة الصناعية في البلاد، فيما ألقى القادة الصينيون بالقوة الاقتصادية الهائلة للبلاد وراء التحول إلى الطاقة النظيفة لأسباب اقتصادية وبيئية وجيواستراتيجية.

كل هذا يعني أن مصلحة الصين في دفع التحول إلى الطاقة النظيفة أكبر كثيراً مما كانت عليه في عام 2017. وتستخدم بكين دبلوماسية المناخ، لإبراز نفوذها الاقتصادي في الخارج في العالم النامي، وإيجاد أسواق جديدة لمصنعي الطاقة المتجددة الرائدين عالمياً. 

وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لبكين في وقت يعاني فيه المنتجون الصينيون للألواح الشمسية والمركبات الكهربائية والبطاريات وغيرها من المعدات من فائض هائل في الطاقة الإنتاجية ويواجهون تعريفات جمركية جديدة باهظة من الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من الاقتصادات الكبرى. وعلى الرغم من انخفاض حجم الاستثمارات الصينية في الخارج بشكل حاد منذ عام 2016، فإن عدد الاستثمارات في الطاقة الخضراء تحدى هذا الاتجاه.

اجتماع باكو COP29

وفي اجتماع باكو، تتمثل المهمة الرئيسية للمفاوضين في التوصل إلى اتفاق بشأن هدف جديد للدول الغنية لتوفير التمويل المناخي للعالم النامي بعد عام 2025، وهي المهمة التي حددها اتفاق باريس للمناخ. 

ويتمثل أحد المطالب الرئيسية للدول الغنية في أن تقبل الصين، التي كانت تعتبر دائماً دولة نامية بموجب اتفاقيات المناخ التابعة للأمم المتحدة، بعض المسؤولية عن توفير أموال المناخ بموجب اتفاق باريس.

وحتى لو لم يفز ترمب، فإن فريق التفاوض الأميركي لن يتمتع بمصداقية كبيرة في هذه القضية، إذ فشلت الولايات المتحدة في الوفاء بالوعود السابقة بتحسين العلاقات مع إيران.

ولم تقدم الصين أي مساهمة في الصندوق حتى الآن، ولكنها وافقت على بند يسمح للدول النامية بالمساهمة. ويراقب المحللون ما إذا كانت بكين توافق على البدء في توفير التمويل المناخي من خلال الأمم المتحدة.

وقال أحد المسؤولين الدوليين المعنيين بتمويل المناخ المشاركين في محادثات باكو: "في الوقت الحالي، لم يكن موقفهم صريحاً للغاية، ولا حازماً للغاية. والحقيقة هي أن الصين تبذل الآن جهوداً أكبر في مجال المناخ من أي دولة أخرى".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق