عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم الشرق الأوسط في عهد ترامب.. تكرار لمعادلة الطفل المدلل أم حسابات أوسع؟ - في المدرج
مع استعداد الرئيس دونالد ترامب لبدء ولايته الثانية الشهر المقبل، طرحت تساؤلات حول السياسة الخارجية التي ستنتهجها ولايته، وخاصة إذا ما كانت تتعلق بإسرائيل، التي حظيت بدعم «استثنائي» في ولايته الأولى.
وقبل استطلاع ملامح وآلية تعامله مع إسرائيل وما إذا كانت ستكون «الطفل المدلل» لدى الإدارة الثانية أم لا، أشار موقع «ذا ناشيونال إنترست»، إلى أن الكثير قد تغير في الشرق الأوسط إلى درجة أن الإدارة الجديدة ستجد صعوبة في تكرار سياساتها السابقة.
ليس هذا فحسب، بل إن الأولويات العالمية والإقليمية الأمريكية تغيرت -كذلك-، وهذا يعني أن سياسة ترامب الثانية في الشرق الأوسط ستضطر إلى التكيف مع الحقائق الجديدة ولا يمكنها ببساطة تكرار سياسة ولايته الأولى.
ولم يكن مفاجئا على الإطلاق أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أوائل الزعماء الأجانب الذين هنؤوا دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات، واصفا إياه بأنه «نصر كبير». وفي بيان تهنئة، لم يبذل نتنياهو أي جهد لإخفاء تفضيله لترامب، قائلا «إن عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تقدم بداية جديدة لأمريكا وتجديدا قويا للالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأمريكا».
وأشاد مسؤولون إسرائيليون آخرون بفوز ترامب باعتباره فوزًا لبلادهم، مشيرين إلى سجله في الدعم القوي لإسرائيل خلال فترة ولايته الأولى، عندما عكس عقودًا من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة. ثم أشاد نتنياهو بترامب على هذه الخطوة، وشبهه بالرئيس هاري ترومان، ووزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور، والإمبراطور الفارسي كورش الكبير.
وفي الوقت نفسه، أظهرت استطلاعات الرأي أن الإسرائيليين يفضلون ترامب بشكل كبير على منافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، في الانتخابات الأمريكية. وأعرب العديد من الإسرائيليين عن قلقهم إزاء الانتقادات المتزايدة لإسرائيل بين الديمقراطيين على النقيض من الدعم المتحمس من جانب الجمهوريين للدولة اليهودية.
فهل يسير ترامب على خطى ولايته الأولى؟
يقول موقع «ذا ناشيونال إنترست»، إن سياسة ترامب الثانية في الشرق الأوسط ستضطر إلى التكيف مع الحقائق الجديدة ولا يمكنها ببساطة تكرار سياسة ولايته الأولى.
فعلى المستوى الجيوستراتيجي، بدأت الحرب الباردة الثانية أثناء غياب ترامب بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وتشكل تحالف مصلحة بين موسكو وبكين، ربطت به كوريا الشمالية وإيران مصالحهما فيما يشار إليه بـ«محور الاضطرابات».
وعلى خلفية المنافسة مع الصين، والحربين الإقليميتين في أوكرانيا والشرق الأوسط، والتحديات التي تفرضها منظمة «كرينك» وأقمارها الصناعية على الولايات المتحدة والمصالح الغربية، أصبحت أمريكا الآن منهكة دبلوماسيا وعسكريا، فقد نشرت مواردها على ثلاث جبهات: شرق آسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط. وكما حذر ترامب خلال الحملة الانتخابية، فقد تنجر إلى «حرب عالمية ثالثة».
ومن هذا المنظور، ينبغي النظر إلى هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل ليس فقط باعتبارها فصلاً آخر في تاريخ الحروب في المنطقة، بل وأيضاً كجزء من محاولة منظمة من جانب إيران من خلال حماس وحزب الله لتدمير قوة الردع الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، تشير العلاقات العسكرية المتنامية بين روسيا وإيران وتوسع التدخل الصيني في الشرق الأوسط، إلى أنه على عكس ما كانت عليه الحال أثناء إدارة ترامب الأولى، تواجه الولايات المتحدة الآن منافسين حقيقيين في المنطقة.
كما كشفت الحرب في غزة والعزلة المتزايدة التي تعيشها إسرائيل في المجتمع الدولي عن الخلافات المتنامية بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بشأن السياسة المتبعة في الشرق الأوسط. وتميل المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل إلى أن تكون أكثر انتقاداً، الأمر الذي يوحي للبعض بأن «إسرائيل سوف تعمل على تقسيم التحالف الغربي».
السلام الأمريكي في الشرق الأوسط
تلك التطورات تعني أن «قدرة واشنطن على الحفاظ على السلام الأميركي في الشرق الأوسط تتآكل، في الوقت الذي يتم فيه اختبار قوتها الجيوستراتيجية في أوكرانيا من قبل روسيا وبحر الصين الجنوبي»، بحسب الموقع الأمريكي.
وأشار إلى أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول وما تلاه من أحداث كشف عن حقيقة مفادها أن الجيش الأمريكي يعاني من استنزاف مفرط في قواه. فعلى سبيل المثال، اضطرت البحرية الأمريكية إلى نقل فريقها من حاملات الطائرات من شرق آسيا إلى الشرق الأوسط والعودة.
وعلاوة على ذلك، ورغم أن إيران «ربما فشلت في التغلب على إسرائيل، فإن استعراض قوتها وقوة وكلائها الإقليميين من خلال التهديد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على الملاحة الدولية حطم الشعور بالهيمنة الأمريكية في المنطقة»، بحسب ذا ناشيونال إنترست.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن القادة الإيرانيين يدركون أن المعارضة العامة والكونغرسية لفكرة التدخل العسكري المباشر الآخر في الشرق الأوسط من شأنها أن تجعل من الصعب على الولايات المتحدة استخدام القوة العسكرية ضد طهران، وبالتبعية، فإنه سيكون من المستحيل تغيير النظام هناك.
لكن مع استمرار إيران في جهودها للحصول على الأسلحة النووية، فإن السؤال المطروح هو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضطر إلى استخدام قوتها العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، أو تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بذلك؟ يتساءل الموقع الأمريكي.
إسرائيل أولاً ضد أمريكا أولاً
وفي إطار ترشحه لولاية ثانية، شجع ترامب إسرائيل على استكمال مهمتها العسكرية في غزة، وانتقد إدارة جو بايدن لمحاولاتها عرقلة العملية الإسرائيلية.
في الواقع، تضمنت الترشيحات والتعيينات التي اقترحها الرئيس المنتخب ترامب جمهوريين لديهم تاريخ طويل من الدعم القوي لإسرائيل والآراء المتشددة بشأن إيران، مما يشير إلى أن رهان نتنياهو على ترامب بدا وكأنه يؤتي ثماره.
ماركو روبيو، مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، ومايك والتز، مستشار الأمن القومي المعين، من المؤيدين لإسرائيل منذ فترة طويلة، ومثل ترامب، انتقدا محاولات إدارة بايدن تثبيط تحركات الجيش الإسرائيلي في غزة وضد حزب الله. كما اختار ترامب النائبة إليز ستيفانيك (جمهورية نيويورك)، لتكون سفيرته لدى الأمم المتحدة.
كما أعلن أنه اختار حاكم أركنساس السابق والمرشح مرتين لرئاسة الحزب الجمهوري مايك هاكابي سفيرًا له في إسرائيل. كما أدلى هاكابي بعدة تعليقات علنية تدعم التوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، رافضًا القول إن الأراضي الفلسطينية تحت «الاحتلال».
كان أحد أول القرارات التي اتخذها الرئيس المنتخب فيما يتصل بتعيين الموظفين هو تعيين ستيف ويتكوف، الذي مثل هكابي، يعد أيضا مؤيدا قويا لإسرائيل مع خبرة محدودة في السياسة الخارجية.
ورغم ذلك، إلا أن ترامب تعهد -أيضا- بإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا، مما يشير إلى أنه قد يكون غير صبور إزاء التكاليف المالية للحرب بالنسبة للولايات المتحدة وخطر وقوع خسائر أمريكية محتملة. فقد لقي ثلاثة جنود أمريكيين حتفهم في إطار القتال في الشرق الأوسط. وهناك أيضا مخاوف من أن الاستمرار في ذلك من شأنه أن يحول الانتباه عن أولويات ترامب الأخرى في السياسة الداخلية والخارجية، بما في ذلك تحويل الموارد العسكرية إلى شرق آسيا.
وهذا من شأنه أن يثير معضلة مثيرة للاهتمام بالنسبة لإدارة ترامب الجديدة: كيف يمكن تحقيق التوازن بين هدف الحفاظ على الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط ودعم إسرائيل واحتواء التحدي العسكري والجيواقتصادي من جانب الصين؟
فعندما يتعلق الأمر بإيران، فإن التوقعات هي أن «ترامب بدا مستعدًا للضغط على إيران بشكل أقوى مما فعل خلال ولايته الأولى، حيث ضم حكومته صقورًا متشابهين في التفكير ضد إيران مثل روبيو والتز».
والواقع أن الاثنين تعهدا بتكثيف الضغوط الاقتصادية على طهران مرة أخرى، مما يشير إلى أن الإدارة الجديدة من المرجح أن تمارس قدرًا أقل بكثير من ضبط النفس مقارنة بإدارة بايدن فيما يتصل بحملة إسرائيل لإضعاف قدرات إيران ووكلائها.
لكن ربما تجد الإدارة صعوبة في تكرار نجاح حملتها الأولى لفرض العقوبات، والتي اعتمدت على استعداد القوى الكبرى مثل روسيا والصين للالتزام بها. وهذه المرة، من المرجح أن تعارض القوتان فرض عقوبات على إيران، بل وربما تدعمان طهران في صراعها مع الولايات المتحدة، يقول «ذا ناشيونال إنترست».
وأشار إلى أنه قد لا يكون من مصلحة إسرائيل أن تضغط على الأمريكيين لحملهم على اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران أو خلق الظروف التي قد تجعل مثل هذا الإجراء ضرورياً. وإذا حدث ذلك، فسوف تتحمل إسرائيل اللوم على جر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى مكلفة في الشرق الأوسط.
وعد ترامب خلال حملته بعدم السماح لإيران ببناء قنبلة نووية، لكنه بدا غير متحمس للحرب مع إيران، فقال في نوفمبر/تشرين الثاني: "لا أريد إلحاق الضرر بإيران"، مضيفًا أنه يريد أن تكون إيران "دولة ناجحة ".
ويدعو مشروع 2025، وهو مخطط محافظ لولاية ترامب الثانية، إلى فرض عقوبات على إيران لكنه لا يوصي بعمل عسكري.
هل تتبنى سياسة إسرائيل أولا؟
ومن ثم، وعلى النقيض من التوقعات بأن إدارة ترامب الجديدة قد تتبنى أجندة «إسرائيل أولاً» فيما يتصل بضم الأراضي وإيران، فقد يقرر الرئيس ترامب الضغط على الإسرائيليين للموافقة على الالتزام بحل الدولتين، بحسب الموقع الأمريكي.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي كشف عنها ترامب في ولايته الأولى تتضمن التزاما بحل الدولتين وأن واشنطن والقدس يمكنهما التغلب على خلافاتهما بشأن هذه القضية، فليس من المستبعد أن يتحرك ترامب الثاني في هذا الاتجاه بمساعدة مستشاره للشؤون العربية، صهره اللبناني الأمريكي مسعد بولس.
وقد يؤدي هذا في الواقع إلى زيادة فرص حدوث انفراج في العلاقات الإسرائيلية السعودية وتحقيق هدف إدارة ترامب الأولى المتمثل في إنشاء محور من الدول العربية وإسرائيل من شأنه أن يساعد في احتواء إيران، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار قطاع غزة.
وعلى نحو مماثل، قد يقرر ترامب أنه بما أن سياسة «الضغط الأقصى» على إيران لم تنجح في عهد ترامب الأول، فربما يفكر في اتباع سياسة جديدة تجاه إيران والتي قد تؤدي ربما إلى اتفاق من النوع الذي يحب ترامب إبرامه.
aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg جزيرة ام اند امز US
0 تعليق