يخطط فريق ترامب لإلغاء شرط الإبلاغ عن حوادث السيارات ذاتية القيادة الذي عارضته شركة تسلا، وفقًا لوثيقة اطلعت عليها رويترز.

يمكن لهذه الخطوة إعاقة قدرة الحكومة على التحقيق وتنظيم سلامة المركبات التي تدعم أنظمة القيادة الآلية.

أنفق ماسك، أغنى شخص في العالم، أكثر من ربع مليار دولار لمساعدة ترامب على الفوز بالانتخابات الرئاسية، ومن شأن إلغاء شرط الإفصاح عن الحوادث أن يفيد تسلا بشكل خاص، التي أبلغت عن معظم الحوادث - أكثر من 1500 - إلى الجهات التنظيمية الفيدرالية للسلامة بموجب البرنامج.

تم استهداف تسلا في تحقيقات إدارة السلامة المرورية الوطنية الأمريكية على الطرق السريعة (NHTSA).

وترى شركة تسلا أن القواعد غير عادلة لأنها تعتقد أنها تقدم بيانات أفضل من شركات صناعة السيارات الأخرى، ما يجعلها تبدو وكأنها مسؤولة عن عدد كبير من الحوادث التي تنطوي على أنظمة مساعدة السائق المتقدمة، وفقًا لأحد المصادر.

وتحذر NHTSA من أنه لا ينبغي استخدام البيانات لمقارنة سلامة شركة صناعة سيارات بأخرى لأن الشركات المختلفة تجمع المعلومات حول الحوادث بطرق مختلفة.

وقال براينت ووكر سميث، أستاذ القانون بجامعة ساوث كارولينا والذي يركز على القيادة الذاتية، إن تسلا تجمع بيانات الحوادث في الوقت الذي لا تقوم به الشركات الأخرى ومن المرجح أن تبلغ عن "نسبة أكبر بكثير" من شركات صناعة السيارات الأخرى.

أضاف سميث أن تسلا من المرجح أيضًا أن يكون لديها معدلات أعلى للحوادث التي تنطوي على تقنيات مساعدة السائق لأن لديها المزيد من المركبات على الطريق المجهزة بها والسائقون يستخدمون الأنظمة بشكل متكرر.

توصية من فريق انتقالي

جاءت التوصية بإلغاء قاعدة الإبلاغ عن الحوادث من فريق انتقالي مكلف ببناء استراتيجية مدتها 100 يوم لسياسة السيارات. ووصفت المجموعة الإجراء بأنه تفويض لجمع البيانات "المفرط"، وفقًا للوثيقة التي اطلعت عليها رويترز.

لم تتمكن رويترز من تحديد الدور، إن وجد، الذي ربما لعبه ماسك في صياغة توصيات فريق الانتقال أو احتمالية قيام الإدارة بسنها. كما انتقد تحالف الابتكار في مجال السيارات، وهي مجموعة تجارية تمثل معظم شركات صناعة السيارات الكبرى باستثناء تسلا، هذا الشرط ووصفه بأنه مرهق.

يُظهر تحليل أجرته رويترز لبيانات الحوادث أن تسلا كانت مسؤولة عن 40 من أصل 45 حادثًا مميتًا تم إبلاغ NHTSA بها حتى 15 أكتوبر/تشرين الأول.

ومن بين حوادث تسلا التي حققت فيها NHTSA بموجب هذا البند حادث مميت وقع في عام 2023 في ولاية فيرجينيا حيث اصطدم سائق يستخدم ميزة "السائق الآلي" في السيارة بشاحنة، وحادث كاليفورنيا في العام نفسه حيث اصطدمت سيارة تسلا ذاتية القيادة بشاحنة إطفاء، ما أسفر عن مقتل السائق وإصابة أربعة من رجال الإطفاء.

قالت NHTSA في بيان لها إن مثل هذه البيانات ضرورية لتقييم سلامة تقنيات القيادة الآلية الحديثة. قال اثنان من الموظفين السابقين في NHTSA إن متطلبات الإبلاغ عن الحوادث كانت محورية في تحقيقات الوكالة في ميزات مساعدة السائق في تسلا التي أدت إلى استدعاء 2023. وقالا إنه بدون البيانات، لا يمكن لـ NHTSA اكتشاف أنماط التصادم التي تظهر مشاكل السلامة.

قالت NHTSA إنها تلقت وحللت بيانات عن أكثر من 2700 حادث تصادم منذ أن وضعت الوكالة القاعدة في عام 2021. وقالت إدارة السلامة الوطنية على الطرق العامة الأمريكية إن البيانات أثرت على 10 تحقيقات في ست شركات، بالإضافة إلى تسع عمليات استدعاء للسلامة شملت أربع شركات مختلفة.

في أحد الأمثلة، فرضت NHTSA غرامة بـ1.5 مليون دولار في سبتمبر/أيلول على شركة كروز، وهي الشركة الناشئة لتقنيات القيادة الذاتية والمملوكة لشركة جنرال موتورز، وذلك لفشلها في الإبلاغ عن حادث وقع في عام 2023 حيث صدمت سيارة أحد المشاة.

قالت جنرال موتورز هذا الأسبوع إنها ستنهي تطوير الروبوتات في شركة كروز وستضمها إلى مجموعتها التي تعمل على تكنولوجيا مساعدة السائق.