في لحظات حرجة من تاريخ الحرب السورية، ومع اقتراب المعارضة من قلب العاصمة دمشق، كان بشار الأسد يواجه لحظة حاسمة تتطلب خروجه السري من البلاد، فرحلة الهروب، التي كانت محاطة بالسرية والتضليل، لم تكن مجرد قرار طارئ، بل عملية تم التخطيط لها بشكل دقيق للغاية، وبتنسيق مباشر مع روسيا، ومن وسائل التضليل المستخدمة إلى الطائرة التي حملت الأسد بعيدًا عن الأنظار.
تفاصيل الخروج
بينما كانت المعارضة تزداد قربًا من دمشق، بدأ الأسد التحضير لخطته السرية التي كان يشرف عليها عملاء المخابرات الروسية.
وعندما كان الأسد يطمئن مساعديه إلى أنه سيعود إلى مكتبه بعد العمل، كان في الواقع قد خطط للخروج بشكل مفاجئ.
ووفقا للتقارير، غادر الأسد البلاد مستخدمًا طائرة روسية تم تعطيل جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها لتفادي تتبعها، في عملية سرية لم يكشف عنها إلا بعد فترة طويلة.
وفي إطار الخطة، تم استخدام تقنيات معقدة لخداع المعارضة والأعداء، فقد تم إرسال سيارة رئاسية عكس اتجاه العاصمة دمشق، تحمل شخصًا يشبه الأسد أو أحد أفراد أسرته، في محاولة لتشتيت الانتباه وإرباك أجهزة الاستخبارات المعادية.
ولم تقتصر الخطة على التضليل عبر البر، بل تم استخدام الطائرات الهليكوبتر الوهمية التي كانت تحلق في اتجاهات مختلفة لتشتيت الأنظار عن الطائرة التي كانت تحمل الرئيس السوري إلى وجهته.
التضليل عبر السماء
كانت الطائرة التي أقلت الأسد من سوريا طراز "إليوشن إيل-76تي"، وهي طائرة روسية تستخدم بشكل رئيسي من قبل القوات الجوية الروسية، والرحلة التي سجلها موقع تتبع الرحلات الجوية "فلايت رادار 24" أثارت الكثير من الجدل، إذ غادرت الطائرة دمشق صباحًا ثم اختفت من على الرادار بعد أن قامت بانعطاف غريب قرب حمص.
والتفسيرات المختلفة التي تداولها الخبراء وصحف الإنترنت حول اختفاء الطائرة تتراوح بين تداخل الإشارات إلى فرضية إسقاطها، لكن المعلومات التي وردت أكدت أن الطائرة كانت تحلق في منطقة تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
التكتيكات العسكرية الروسية
منذ بداية الحرب السورية، كانت روسيا تضمن حماية الأسد عبر قواتها الخاصة، وقد تم نقل الأسد بشكل آمن باستخدام طائرة روسية مخصصة للعمليات الحساسة.
وأشار الخبراء إلى أن عملية الهروب تضمنت تنسيقًا دقيقًا مع القوات الروسية التي تأكدت من توفير كافة سبل الحماية لضمان نجاح العملية.
0 تعليق