عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم الإمارات والبحرين.. تعاون ثقافي ينشر التسامح والأخوة - في المدرج
تشارك دولة الإمارات شقيقتها البحرين احتفالها بأعيادها الوطنية، الإثنين، في وقت يتزايد فيه التعاون الثقافي بين البلدين.
تعاون يصب في صالح البلدين والمنطقة والبشرية بشكل عام، لدوره في نشر التسامح والحوار وتعزيز الأخوة الإنسانية والحفاظ على التراث.
تعزيز الوحدة
ضمن أحدث ثمار هذا التعاون تتواصل الاستعدادت لعقد مؤتمر "الحوار الإسلامي-الإسلامي" بالبحرين مطلع 2025، بهدف تعزيز الوحدة الإسلامية ولم شمل الأمة.
ويتعاون كل من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين والأزهر الشريف في مصر، ومجلس حكماء المسلمين -الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له- للإعداد والترتيب لعقد المؤتمر.
خطوة مهمة نحو تعزيز أواصر الأخوة والوحدة بين المسلمين ودعم أسس التَّعايش البنَّاء، وترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة والسمحة، والتصدي للأفكار والمناهج الدخيلة والهدامة، وجميع أشكال التطرف والعنصرية والطائفية والتمييز.
وكانت فكرة المؤتمر قد انبثقت من كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين في ختام ملتقى البحرين للحوار الذي عقد في مملكة البحرين نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بحضور الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
ودعا الشيخ الطيب علماء المسلمين في العالم كلِّه على اختلافِ مذاهبهم ومدارسهم الفكرية، خصوصاً المسلمين الشِّيعة، إلى المسارعة بعقدِ حوارٍ "إسلامي-إسلامي" جاد، من أجلِ إقرار الوحدة والتَّقارُب والتَّعارف، ونبذ الفُرقة والفتنة والنِّزاع الطَّائفي، لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز الوحدة الإسلامية.
وتبنى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة الفكرة، ووجه بضرورة المضي قدما بشأن مشروع الحوار الإسلامي الإسلامي الذي دعا إليه الشيخ الطيب.
يأتي تعاون الإمارات والبحرين في الإعداد لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي امتدادا لمبادراتهما التاريخية لنشر التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية.
وكان عاهل البحرين استقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان بالبحرين، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في ثاني لقاء يجمعهما بدولة خليجية، بعد لقائهما التاريخي بالإمارات عام 2019، الذي توج بتوقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
الحفاظ على التراث
أيضا تظهر تجليات التعاون الثقافي بين البلدين، في الدور الرائد الذي قامت به الإمارات في الحفاظ على إرث المملكة التاريخي عبر مشروع استعادة المباني التراثية في البحرين الذي دعمته الإمارات.
وتوج المشروع بافتتاح مشروع "الركن الأخضر" الثقافي بمدينة المحرق عام 2021، والذي يعد إضافة نوعية للبنية التحتية الثقافية بالبحرين، فيما يعد المشروع الثاني الذي تساهم فيه دولة الإمارات، وذلك بعد عامين من إعادة ترميم وافتتاح "نزل السلام" الذي يُعد أوّل فندق يقع ضمن مسار اللؤلؤ في المحرّق والمُدرَج على قائمة التراث الإنساني العالمي التابع لمنظّمة اليونسكو.
وتتألق تلك المشاريع التراثية خلال النسخة الثالثة من مهرجان "ليالي المحرّق" الذي تتواصل فعالياته حاليا بمناسبة أعياد البحرين الوطنية.
ويستمر مهرجان ليالي المحرّق في نسخته الثالثة يومياً حتى 30 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وتقام فعاليات المهرجان في مختلف أجزاء موقع مسار اللؤلؤ الذي يصل طوله إلى 3.5 كيلومتر في وسط المدينة التاريخية.
ولأول مرة ضمن مهرجان ليالي المحرّق سيتمكن الجمهور من زيارة جميع بيوت المسار، حيث تفتح أبوابها وتقدّم فرصة الاطلاع على معارضها ومقتنياتها الفريدة التي تحكي قصص ازدهار اقتصاد اللؤلؤ في مملكة البحرين، وسط أجواء مفعمة بالثقافة والتاريخ والأصالة.
كما تشارك في المهرجان لأول مرة من الإمارات "سينما عقيل"، حيث ستقدّم برنامجاً مختاراً من الأفلام المستقلة الحائزة على جوائز من العالم العربي وخارجه.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي حرص على هامش أعمال الدورة الثانية عشر من اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي عقدت في المنامة 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على زيارة موقع "مسار اللؤلؤ" في مدينة المحرّق.
احتفالية مشتركة
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح؛ دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ53 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ25 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
احتفالات تحمل أهمية خاصة هذا العام، كونها تتزامن مع اليوبيل الفضي لتولي عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
وتحرص دولة الإمارات، قيادة وشعبا على الاحتفاء بأعياد البحرين الوطنية بشكل يعكس مستوى العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتشهد الإمارات بتلك المناسبة مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة وتتضمن إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة بالعلم البحريني ومظاهر احتفالية في مطارات الدولة واستقبال الزوار البحرينيين القادمين إلى الإمارات بالورود والهدايا التذكارية.
تأتي الاحتفالات بعد أيام من زيارة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين للإمارات، شهد خلالها إلى جانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وضيوف دولة الإمارات "مسيرة الاتحاد" التي نظمها ديوان الرئاسة بمناسبة عيد الاتحاد الــ 53 للإمارات 7 من الشهر الجاري، حيث نقل ولي عهد البحرين تهاني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى أخيه رئيس دولة الإمارات، بمناسبة عيد الاتحاد، وأعرب كذلك عن تهانيه بهذه المناسبة الوطنية الغالية.
وأكد ولي العهد البحريني عمق العلاقات التاريخية التي تجمع مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى الحرص المشترك على مواصلة الجهود المشتركة للدفع بهذه العلاقات نحو آفاق أكثر شمولًا.
مشاركات متبادلة تتحول معها المناسبات الوطنية في البلدين إلى احتفالية مشتركة تجسد أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، والعلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر.
ويجسد احتفاء البلدين، قيادة وشعبا، باليوم الوطني في كل منهما عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والمصير المشترك الذي يجمعهما.
احتفاء يؤكد أن ما يجمع دولة الإمارات بمملكة البحرين أكبر بكثير من الجغرافيا والعلاقات الرسمية بين الدول، لتتجاوزها إلى روابط الدين والدم والتاريخ والنسب والقربى والمصير الواحد، وهو ما يفرض تناظرا في الأفراح والأتراح بالنسبة لشعوب البلدين.
وترتبط دولة الإمارات مع مملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وهي العلاقات التي تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والتاريخ المشترك والعلاقات الأخوية المتميزة بين قياداتهما.
موروث ثقافي مشترك
ويتقاسم البلدان موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات ومملكة البحرين تداخلا وعمقا بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتقارب الجغرافي.
ووقع البلدان خلال السنوات السابقة العديد من مذكرات وبروتوكولات التعاون في مجال التعاون الثقافي للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين.
وجاء افتتاح مشروع "الركن الأخضر" المتفرع عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث ضمن مشروع ثقافي مشترك بين البلدين في إطار الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التعاون الثقافي بين البلدين للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك.
ويُعد مبنى "الركن الأخضر" تجسيداً لرؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث يقوم على عناصر البيئة والطبيعة والتراث، وجاءت فكرة ترميم المنزل التراثي وإعادة تصميمه في إطار الاحتفال بالذكرى المئوية للشيخ زايد الذي أرسى أسس علاقات الأخوة بين الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
ويضم الركن الأخضر مكتبة تُعنى بأرشفة الفن في مملكة البحرين عامة وترميم الوثائق الفنية وحفظ الكتب واللوحات الفنية.
ويحتوي المبنى على حديقة عمودية فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط تشتمل على 200 نوع من النباتات تعد رمزا فنيا بيئيا مستداما ينتصر للانسجام ما بين الطبيعة والإنسان والمدينة.
افتتاح "الركن الأخضر" يعتبر المشروع الثاني الذي تساهم فيه دولة الإمارات بالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بعد إعادة ترميم وافتتاح "نزل السلام" يوم 26 أكتوبر 2019.
ويعكس "نزل السلام" - الذي تزين غرفه أقوالا مأثورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أصالة الطراز المعماري الفريد لمملكة البحرين.
ويجسد المشروعان العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ويؤكد حرصهما على الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي الخليجي.
تعاون إعلامي
أيضا في إطار التعاون الثقافي والإعلامي المتنامي بين البلدين والحرص على تبادل الخبرات، شارك الدكتور رمزان بن عبد الله النعيمي وزير الإعلام البحريني في فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام 2024 الذي عقد في الإمارات قبل أسبوعين.
وعلى هامش المشاركة، التقى وزير الإعلام البحريني، الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال اللقاء، أشاد وزير الإعلام البحريني بعمق العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة التي تجمع بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والتي تشهد نموًا وتطورًا مستمرًا في شتى المجالات بفضل الرعاية التي تلقاها من قيادتي البلدين الشقيقين.
كما جرى خلال اللقاء استعراض مستوى التعاون الإعلامي المتميز بين البلدين الشقيقين وبحث سبل تطويره نحو آفاق أرحب بما يخدم المصالح المشتركة.
وقبيل شهور، شارك وفد من جمعية الصحفيين الإماراتية في دورة تدريبية حول تطوير المهارات الصحفية الاقتصادية، نظمتها غرفة تجارة وصناعة البحرين بالتعاون مع جمعية الصحفيين البحرينية مايو/ أيار الماضي.
جاءت تلك المشاركة، بعد 3 شهور من زيارة وفد من وزارة شؤون الشباب في مملكة البحرين، مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين في إمارة الشارقة، للاطلاع على دورها الريادي في إعداد أجيال قادرة على قيادة المستقبل، عبر اكتشاف وتنمية واستثمار طاقات منتسبيها في بيئة إماراتية محفزة على الإبداع والابتكار، بالشكل الذي يسهم في تحقيق رؤيتها الإستراتيجية "شريك مجتمعي في بناء أجيال واعية ومؤثرة".
وتعكس أي زيارة متبادلة بين وفود البلدين حجم التوافق الكبير في منظومة القيم المجتمعية والثقافية بين شعبي الدولتين، والحرص على تعزيز التعاون الثقافي بينهما.
0 تعليق