رغم الهالة التي أحيطت بها باعتبارها أكثر الدبابات تطورا وأكثرها تكلفة، تواجه دبابات أبرامز إم1 إيه1 خسائر كبيرة في أوكرانيا.

وبعد مرور عشرة أشهر على نشر أول دفعة من دبابات أبرامز إم1 إيه1 التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني في القتال، خلص مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى أن هذه المركبات "غير مفيدة" في جهود أوكرانيا الحربية.

وعند سؤاله عما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بايدن قد تمكنت من إعداد أوكرانيا بشكل أفضل لصد القوات الروسية، أشار سوليفان إلى دبابات أبرامز كمثال على أنواع عديدة من الأسلحة الأمريكية التي لم تحقق التأثير المطلوب في ساحة المعركة. وقال: "عندما يتعلق الأمر بدبابات أبرامز، فقد أرسلناها إلى أوكرانيا.. لكن وحدات هذه الدبابات تعاني من نقص في الأفراد لأنها ليست أكثر المعدات فائدة لهم في هذه المعركة."

وتُعتبر دبابات أبرامز على نطاق واسع الأكثر كفاءة بين فئات الدبابات الغربية، وتتميز عن نظيراتها بمحركات التوربين الغازي التي توفر لها قدرة تنقل محسنة. وبعد تسليم 31 دبابة من هذا الطراز لأوكرانيا منذ سبتمبر/ أيلول 2023، تعهدت أستراليا في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 بتزويد أوكرانيا بـ49 دبابة أخرى من طراز أبرامز إم1 إيه1، ولكن على عكس الدبابات الأميركية التي كانت حديثة الإنتاج، خدمت الدبابات الأسترالية لعقود.

الخسائر في ساحة المعركة

ونشرت دبابات أبرامز إم1 إيه1 للمرة الأولى في 23 فبراير/ شباط، وسُجلت أول خسارة مؤكدة لإحدى الدبابات بعد ثلاثة أيام فقط، تبعتها سلسلة من الخسائر في الشهرين التاليين. وبلغت هذه الخسائر ذروتها في أبريل/ نيسان، عندما جرى سحب الدبابات مؤقتًا من خطوط القتال الأمامية، حيث عززت مستويات الحماية المدرعة. ومع ذلك، استمر معدل الخسائر المرتفع كلما شاركت هذه الدبابات في القتال.

ويُعتقد أن أكثر من 20 دبابة من أصل 31 دبابة أبرامز التي سُلّمت لأوكرانيا قد دُمرت أو عُطبت أو وقعت في الأسر، حيث تُظهر معظم عمليات التدمير المسجلة بالفيديو أن التهديدات كانت بواسطة المدفعية الموجهة أو الطائرات المسيرة الهجومية من نوع "كاميكازي". وتأكد تدمير إحدى الدبابات بواسطة دبابة روسية من طراز T-72B3 بعد مواجهة مباشرة بينهما بالقرب من أفدييفكا.

التحديات التقنية واللوجستية

وعند تلخيص المشكلات المتعلقة بتشغيل هذه الفئة من الدبابات، حذّر وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون السياسات، كولين كال، قائلاً: "التحدي الذي يواجه دبابات أبرامز هو أنها مكلفة للغاية. والتدريب عليها صعب. وصيانتها معقدة للغاية. إذ تحتوي على محرك توربيني ضخم يحتاج وقود الطائرات.. بصراحة، تقييمنا هو أن دبابات أبرامز ليست القدرة المناسبة في هذا الوقت".

وتعكس هذه الانتقادات ملاحظات مماثلة بشأن فئات دبابات غربية أخرى زودت أوكرانيا بها، وهي دبابات "تشالنجر 2" و"ليوبارد 2"، التي تعاني هي الأخرى من أوزان ثقيلة للغاية واحتياجات صيانة مرتفعة.

وقد أدى التحول في الإجماع حول دبابات أبرامز إلى إثارة احتمالية التراجع عن تسليم الدبابات المخطط لها من أستراليا بالكامل.