اللاجئون السوريون بين الانتظار والحذر.. نهاية للأزمة أم بداية جديدة؟ - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم اللاجئون السوريون بين الانتظار والحذر.. نهاية للأزمة أم بداية جديدة؟ - في المدرج

في الثامن من ديسمبر الجاري، سقط نظام الرئيس بشار الأسد الذي فر إلى موسكو، بعد أن حكم سوريا "بقبضة من حديد" لمدة 24 عاماً، وانهارت الجدران الأخيرة التي كانت تفصل الشعب السوري عن الأمل في التغيير.

وسيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة على العاصمة دمشق، الأسبوع الماضي، إثر تقدم خاطف دفع الأسد للفرار إلى روسيا بعد حرب استمرت 13 عاماً، ما أنهى أكثر من 5 عقود من حكم عائلته.

وبالنسبة للاجئين السوريين، الذين فروا من الحرب والدمار، كان الخبر بمثابة صدمة ومفاجأة؛ في الوقت الذي يساورهم قلق عميق، وتروادهم تساؤلات بشأن إمكانية العودة، وسط مشاعر متباينة بين الخوف من المستقبل، وقبول أوضاعهم القائمة.

حذر وأمل

بدأت الأحاديث تدور بين أكثر من 800 ألف سوري مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان عن العودة؛ ولكنهم في الوقت ذاته يحملون تساؤلات عميقة عن مدى "أمان" تلك العودة.

وفي أحد مخيمات اللاجئين تجلس لمياء الزعيم وزوجها ماهر، وعيونهما تتنقل بين الأخبار والتطورات. "كنت أعتقد أن سوريا ستعود كما كانت، ولكن كيف لنا أن نعود إلى بلد دمرته الحرب؟"، تقول لمياء، التي لجأت مع عائلتها إلى لبنان في 2017 بعد أن دمر القصف المتبادل بين الجيش السوري، وفصائل المعارضة المسلحة منزلهم في حمص.

تضيف لمياء بصوت خافت: "في قلبنا هناك رغبة كبيرة في العودة. لكن هل ستكون العودة أماناً لنا، أم مصيراً أسود؟".

كانت لمياء واحدة من ملايين السوريين، الذين هجّرهم الصراع. والآن، مع سقوط الأسد، تجد نفسها تحيا بين لحظات من الأمل والخوف، ويشاركها زوجها القلق نفسه قائلاً: "نحن لا نملك منزلاً في سوريا، ولا عملاً. كل شيء دُمر. لكن، ماذا لو كانت هذه فرصتنا للعودة؟".

ولكن في صمت الليل، في المخيمات التي تعج باللاجئين، يخرج صوت آخر: "عودة أم فخ؟". يسأل أبو محمود، وهو لاجئ آخر من إدلب، ويقول: "نحن لا نعرف إن كان هناك من سيقف معنا أو إذا كنا سنتعرض للمساءلة، أو حتى السجن بسبب موقفنا السياسي" ويضيف: "الخوف من النظام لا يزال متأصلاً فينا حتى بعد سقوطه".

"عودة طوعية"

وفي وقتٍ حساس كهذا، يواصل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي دعوته إلى ضرورة ضمان العودة الطوعية والآمنة للاجئين. ويقول جراندي: "يجب أن نضمن أن السوريين الذين يرغبون في العودة يمكنهم ذلك بأمان ودون ضغوط".

وتروي سارة كوسا، الشابة السورية التي غادرت حلب منذ أكثر من 10 سنوات، كيف بدأت تتهيأ للعودة إلى مدينتها، التي طالما حلمت بالعودة إليها قائلة: "صحيح أنني استطعت أن أبني حياتي في تركيا، درست في جامعة غازي عنتاب، وحصلت على الكثير من الفرص التي لم أكن لأحصل عليها في سوريا، ولكن حلم العودة إلى حلب كان يراودني كل يوم".

وأضافت سارة: "الآن، بعد كل هذه السنوات، أريد أن أرى مدينتي من جديد، حتى وإن كانت التحديات كبيرة".

لكن أحلام العودة إلى سوريا بعد كل هذه السنوات من اللجوء، تحمل معها العديد من التحديات. ليس الأمنية فقط، بل اقتصادية أيضاً. فكثير من السوريين الذين غادروا بلادهم بدأوا مشاريع وأعمالاً جديدة في دول اللجوء. ويدركون أن عودتهم ربما تعني بداية جديدة مليئة بالضبابية.

ترك الأعمال.. أمل أم خسارة؟

ومن أبرز التحديات التي يواجهها العائدون إلى سوريا، التأقلم من جديد في بيئة ربما تكون غريبة بالنسبة لهم بعد سنوات من العيش في دول مختلفة.

بدوره، تحدث طارق وهو شاب سوري من حمص، غادر إلى تركيا قبل 7 سنوات، عن معاناته، قائلاً: "كانت تركيا ملجأ لنا. بدأتُ مشروعاً صغيراً هناك، وكان الأمر يسير بشكل جيد. لكن العودة الآن إلى سوريا تعني مواجهة واقع مرير، فقد أصبح كل شيء مختلفاً، سواء في العادات والتقاليد أو في وضع السوق الاقتصادي. لا أستطيع أن أتخيل كيف سأبدأ من جديد".

على نحو مماثل، يقول حسن، وهو شاب آخر عاش في تركيا لمدة 10 سنوات وحصل على الجنسية التركية، "لم أتخيل أنني سأعود إلى سوريا بعد كل هذه السنوات. أنا الآن أقيم في إسطنبول، ولدي عملي الخاص. ماذا سيحدث لي إذا عدت إلى سوريا؟ هل سأجد نفس فرص العمل؟ هل سأستطيع إعادة بناء ما فقدته؟".

أما أبو مازن، وهو رجل في الخمسينيات من عمره، غادر حي "الوعر" في حمص عام 2013، بعد أن اجتاحت الفصائل المسلحة المدينة، فيقول بحزن وهو يروي قصته: "كنت تاجر أقمشة في حمص، وكان لي محل كبير في حي الوعر. اليوم، وأنا أرى أن الوضع الأمني في بعض المناطق بدأ يتحسن، أجد نفسي عائداً إلى بلدي، ولكن لا أعرف إذا كان بإمكاني العودة إلى عملي من جديد. هناك مدن دمّرتها الحرب، والأحياء التي تركتها منذ سنوات ربما تكون مختلفة تماماً عما كنت أعرفه".

ويعني الرجوع إلى سوريا بالنسبة لأبي مازن العودة إلى متجره، الذي كان يعيل أسرته منه؛ لكنه يدرك جيداً أن ما تركه خلفه لا يمكن أن يُسترجع بسهولة.

ومضى أبو مازن قائلاً: "قد لا أتمكن من إعادة بناء حياتي هناك. هل سأجد الزبائن؟ هل سأجد مكاناً آمناً للعمل؟ هذا ما لا أعرفه. لكن لا أستطيع أن أستمر في العيش في الغربة، على الرغم من أن العودة محفوفة بالمخاطر".

التخفيف عن الدول المضيفة

وفي تطوّر ملحوظ بعد سقوط نظام الأسد، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا عن عودة 7 آلاف و621 لاجئاً إلى سوريا في الفترة ما بين 9 و13 ديسمبر الجاري، وذلك عبر المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا.

وتؤوي تركيا أكثر من 3.1 مليون لاجئ سوري، وهي أكبر دول مضيفة للاجئين السوريين، تليها لبنان التي تستضيف 774.6 ألف لاجئ.

وفي أوروبا، تأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة من حيث عدد اللاجئين السوريين، إذ يعيش فيها نحو 716.7 ألف لاجئ، فيما يستضيف الأردن 628.1 ألف لاجئ. كما أن العراق ومصر يستقبلان نحو 286 ألف و156.4 ألف لاجئ على التوالي.

على الصعيد الدولي، قررت عدة دول أوروبية، مثل ألمانيا والنمسا وبريطانيا والنرويج وإيطاليا وهولندا، تعليق معالجة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين بعد سقوط نظام الأسد.

يأتي ذلك في وقت تتبنى الدول الأوروبية مواقف أكثر تشدداً في سياستها  تجاه طالبي اللجوء بشكل عام. ومع ذلك، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي، إن الظروف لم تتحقق بعد لضمان عودة آمنة للسوريين إلى وطنهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق