بدأت فعاليات ندوة "حوارية بين الأدب والفلسفة" بمؤسسة الدستور، مساء اليوم الإثنين، والتي تستضيف الكاتب طارق إمام والدكتور ياسر قنصوة؛ لمناقشة كتابيهما على الترتيب "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها"، و"عالم مو".. عندما يركل الفلاسفة الكرة''، ويدير الندوة الحوارية والأمسية الناشر حسين عثمان، مدير دار ريشة للنشر.
ياسر قنصوة
وقال الدكتور ياسر قنصوة متحدثا عن التكثيف في كتابه عالم مو: "فكرة التكثيف لم أكتشفها من خلال الفيلسوف، ولكن عرفتها من شاعر مصري صميم اسمه صلاح جاهين، أذكر أن جاهين طرح تساؤلا عظيما، لماذا تكتب عشر صفحات طالما يمكن اختصارهم في نصف صفحة"، وهو أول من كتب على الرسم رسماية في تصغير لكلمة رسم، وفي رباعياته راعى هذا أيضًا، واكتشفت في زمن الرسائل القديم، أنني حين كنت أكتب لأهلي من غربتي، أجدني كتبت قليلا قلت فيه كل ما يمكن ان يقال، بينما هم يرسلون إلي صفحات كاملة لأعرف ماذا يدور، ومن هنا استشرت خالي الدكتور صلاح قنصوة فأخبرني أن هناك نوعان من الناس، أحدهم يكتب بتكثيف كامل ويقول فيه كل ما يمكن ان يقلن والآخر يكتب بإسهاب ولا يختصر ما يكتب، فعرفت أنني من النوع الاول وهو النوع الذي يختصر كثيرا.
عالم مو لمقاومة الكآبة
وأضاف: عالم مو كان محاولة لمقاومة الكآبة وإحداث دهشة، قلت سأصنع من الكآبة شئ مدهش، قبلها كنت سأبقى كاتب سيناريو، وأعرف تكنيك كتابة السيناريو وتعلمت من السينما في كتاب "عالم مو" ما لا يقل عن تعلمي من الفلسفة، وأنا أستاذ للفلسفة.
وأكمل: "حين سألني فاروق شوشة قائلا: "أنت تحدث الطلاب لديك عن المثل والحق والخير والجمال وتكتب لهم عن فضاء فلسفي واسع، ومنهم من عانى ليأتِ إليك في محاضرتك"، واستوقفني هذا فقلت له: “أنا لا أحكي لهم، لكنني أمسك بفكرة وأقوم بتدريسها لهم في ثلاث أو أربع محاضرات، وأنضم لتلاميذي”، ولي أن أقول أن هذه مجموعة من الرغبات الحقيقة لمقاومة الكآبة".
وتابع: لفت نظري كتاب لجاليانو وهو راوي عظيم، وعرفت أن الفكرة كيف تربط بين كرة القدم والتي هي مجاز الحياة، والنموذج الأكبر، بان تجعلني أتحدث عن الفلسفة.
وواصل: اخترت اللاعب مو صلاح، لأنه أيقونة ورمز خاص، وكتاب لا يدور عن صلاح سوى في فصل، ولكنه يدور حول العقلية، المينتالتي، كلها كانت مجموعة دوافع ونوازع لخروج العمل، واذكر ان استاذ فلسفة قال لي حين كتبت عن مو: "ألم تشعر بحرج في الكتابة عن كرة القدم"، وقلت له: من يقول لي هذا سأقول له أنت لا تستطيع أن تكتب مثلي.
واختتم: كامو وفلاسفة كثر تحدثوا عن كرة القدم، والحقيقة أنا أريد أن ادخل إلى أذهان كثيرة جدا، كيف بالفلسفة؟، فوجدت أنني أحتاج لخطاب توصية مفتوح كما يفعلها طارق إمام في قصصه، ودخلت بالفعل بواسطة خطاب توصية من خلال كرة القدم.
0 تعليق