لغة الضاد بين النحو والتشكيل والعروض: سيرة أبرز علماء العربية - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم لغة الضاد بين النحو والتشكيل والعروض: سيرة أبرز علماء العربية - في المدرج

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 18 ديسمبر 2024 - 8:20 م | آخر تحديث: الأربعاء 18 ديسمبر 2024 - 8:20 م

يحتفي العرب في كل 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة الضاد، اللغة العربية التي يتحدثها نحو نصف مليار شخص حول العالم بتعدد لهجاتهم. ولا تزال اللغة العربية تحظى باهتمام واسع من أكثر من مليار مسلم، كونها لغة القرآن الكريم. ومع أن إتقانها قد يبدو صعبًا للكثيرين، فقد عمل عدد من العلماء النوابغ على تبسيط علومها ووضع أصولها لتصل إلينا سهلةً دون تحريف، رغم انتشارها في مناطق مليئة بلغات مختلفة.

وفي هذا التقرير، نستعرض سير 4 من أبرز العلماء الذين أسسوا قواعد اللغة العربية من نحو وكتابة وصولًا إلى أصول الشعر.

- أبو الأسود الدؤلي: مخترع التشكيل ومؤسس علم النحو

أسلم أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي خلال حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يره أبدًا، إذ كان مقيمًا مع قومه بني بكر، حلفاء قريش.

سافر الدؤلي إلى المدينة المنورة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لتلقي علم الحديث عن الصحابة، وفقًا لكتاب "تهذيب الكمال".

امتلك الدؤلي علمًا واسعًا باللغة العربية وكان حافظًا للقرآن الكريم، وقرأه على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

كان بدء علم النحو على يديه عندما شكا له علي بن أبي طالب رضي الله عنه لحن العجم حديثي الإسلام، فاقترح أبو الأسود قواعد أصول اللغة. عندما أُعجب علي بها قال: "ما أحسن ما نحوت!"، ومن هنا سُمي "النحو".

وضع أبو الأسود قواعد الفاعل والمفعول والمضاف وحروف الجر والجزم والرفع، ما شكل نواة علم النحو الذي طوّره لاحقًا سيبويه.

كما اخترع علم التشكيل بعد أن لاحظ خطأ أعجمي في قراءة القرآن، فأمر الوالي زياد بن أبيه بإرسال كاتب ليضع النقاط التي ترمز للحركات، فكانت هذه بداية تنقيط الكتابة العربية.

- سيبويه: إمام النحويين ومؤلف أول كتاب نحوي شامل

سيبويه هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي، فارسي الأصل، ويُقال إن اسمه يعني "خد التفاح"، وكان ذلك لحمرة خده ونظافته. ولد في شيراز وانتقل إلى البصرة لتلقي علوم الحديث، وفقًا لكتاب "فهرست ابن النديم".

بدأ سيبويه تعلم النحو بعد أن أخطأ لغويًا في قراءة حديث شريف، فعاتبه شيخه حماد بن سلمة، ما دفعه للإصرار على تعلم النحو. تتلمذ على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي ويونس بن حبيب، وألف كتابه الشهير "كتاب سيبويه"، الذي جمع فيه علوم النحو بأسلوب شامل ومبسط.

توفي سيبويه عن عمر 40 عامًا بعد مناظرة شهيرة مع الكسائي حول "المسألة الزنبورية"، التي أثرت عليه نفسيًا وأدت إلى رحيله عن العراق إلى شيراز حيث وافته المنية.

- الخليل بن أحمد الفراهيدي: صاحب بحور الشعر وواضع الهمزات

الخليل بن أحمد الفراهيدي، عالم نحو عربي من قبيلة الأزد، عاش في البصرة. كان له دور بارز في تطوير علوم اللغة العربية، أبرزها اختراعه علم العروض الذي وضع 14 بحرًا للشعر العربي، واستوحى فكرة البحور أثناء تجوله في الأسواق، حيث لاحظ تكرار نغمات أصوات المطارق.

أسس الفراهيدي أيضًا نظام الحركات والهمزات بشكلها الحالي، وابتكر نظامًا للرسائل المشفرة وكتب كتاب "العين"، وهو أول معجم شامل في اللغة العربية.

توفي الفراهيدي أثناء انشغاله بابتكار علوم جديدة، بعد أن اصطدم بسارية متحركة في المسجد، ما أدى إلى وفاته.

- إرث خالد في اليوم العالمي للغة العربية

من خلال جهود هؤلاء العلماء وغيرهم، استطاعت اللغة العربية أن تحافظ على أصالتها وانتشارها، وفي يومها العالمي، تبقى الضاد شاهدة على عبقرية علماء اللغة الذين أسهموا في تدوينها وتبسيط علومها، ما جعلها لغة قادرة على مواكبة التحديات الثقافية والعلمية على مر العصور.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق