تصاعدت أحداث واقعة "سائق مطروح" الذي أثار جدلًا واسعًا بعد ادعائه العثور على 8 ملايين جنيه على الطريق، ليتضح لاحقًا أنها قصة مختلقة بدافع خداع المواطنين والحصول على تبرعات، ما بدأ كقصة "أمانة مدهشة" انتهى بتوجيه تهم جنائية قد تضع المتهم خلف القضبان.

ادعاءات مثيرة وسيناريو محكم

ادّعى المتهم، المعروف باسم "س. ج"، خلال التحقيقات أنه عثر على حقيبة تحوي 8 ملايين جنيه أثناء قيادته التاكسي في مطروح، وقام بنشر الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز "أمانته" بعد أن أعاد المبلغ لصاحبه المزعوم في دمياط، ورفض مكافأة مليون جنيه، ومع تصاعد التفاعل حول قصته، قال المتهم إنه كان يهدف لتلقي التبرعات تعاطفًا مع "قيمه الأخلاقية".

تفاصيل تكشف الخدعة

تحريات وزارة الداخلية نفت تمامًا صحة القصة، وأكدت بعد تحقيق شامل ومراجعة كافة الكاميرات والبلاغات الموثقة، أن الواقعة مختلقة بالكامل، والمتهم اعترف لاحقًا بأنه استغل مواقع التواصل الاجتماعي لاختلاق القصة بمساعدة أحد أصدقائه؛ بغية جمع التبرعات باستخدام تحويلات مالية عبر الهاتف المحمول.

الجملة التي أسقطته

أحد المحاور الأساسية التي كشفت الخدعة كان سؤال الفريق الأمني: "لماذا لم تُبلغ الشرطة بالعثور على الأموال؟"، ليعترف المتهم قائلاً: “كنت هقضي 5 أيام في القسم لو بلغت الشرطة”، ومع تحليل البيانات الإلكترونية والمكالمات الهاتفية، تبين أن السائق تلقى أكثر من 300 اتصال في 4 ساعات، استهدف خلالها جمع تبرعات بلغت مبالغ مالية غير مُعلنة.

التهم والعقوبات المحتملة

من جهتها، وجهت النيابة تهمًا متعددة للمتهم وصديقه، شملت:

1. الشروع في النصب: لادعائه امتلاك أموال وهمية بهدف التربح، وقد تصل عقوبتها إلى السجن 3 سنوات.

2. إزعاج السلطات: عبر اختلاق قصة كاذبة أهدرت وقت وجهد الجهات الأمنية، بعقوبة تصل إلى الحبس عام وغرامة 20 ألف جنيه.

3. النصب: في حال وجود متضررين موثقين تضرروا ماديًا بسبب الواقعة، مما قد يرفع العقوبة إلى الحبس ثلاث سنوات وفقًا للمادة 336 من قانون العقوبات.