بسام سرحان يكتب: "موعد مع الماضي" استعراض بلا ابداع - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم بسام سرحان يكتب: "موعد مع الماضي" استعراض بلا ابداع - في المدرج

أثناء مشاهدة المسلسل المعروض حديثًا "موعد مع الماضي" المكون من ثماني حلقات على شبكة "نتفليكس"، ظل يلح عليَّ سؤالٌ، ألا وهو: لماذا نحاكي الغرب لنصنع صورة تشبه مسلسلاتهم؟ خاصةً وإن كان العمل مقتبسًا مثل ذلك العمل "موعد مع الماضي" المقتبس من المسلسل المكسيكي "?who killed sara" فالاقتباس لا يعني التقليد، بل هو إعادة صياغة للعمل بشكل يناسب بيئته.

ما هو الإخراج؟

التعريف البسيط للإخراج هو عملية تحويل المكتوب إلى مرئي، أي "النص إلى صورة"، وذلك عن طريق استخدام زوايا مختلفة للتصوير لإبراز المعنى دون استخدام الحوار، أو استخدامها حسب طبيعة المشهد والحقيقة أننا شاهدنا تصويرًا من عدة زوايا مختلفة في هذا العمل، ولكن كانت بلا مبرر درامي. فكان الهدف الواضح "الاستعراض"، وذلك يُضعف "النص" إن كان قويًا، فما بالك إن كان النص متوسطًا؛ فالنتيجة ستكون تشويهًا كاملًا للعمل لسقوط أهم العناصر: "الكتابة والإخراج". كذلك، أداء الممثلين سوف يتأثر إن كان المخرج مثل مخرج هذا العمل المخرج السوري سدير مسعود غير عابئ بتوجيههم على قدر اهتمامه باستعراضه بالكاميرا دون مضمون، لنشاهد أداءات أقل مما تعودنا عليها، وأخص بالذكر آسر ياسين وشريف سلامة.

السرد الضعيف

في قصص الجريمة التي تتمحور حول البحث عن الجاني، عادةً ما يشك البطل في كل الشخصيات في وقت واحد حتى يصل إلى الحقيقة، ويبدأ المشاهدون في الشك حول الأشخاص معه، فيتحقق العنصر الأهم: "الإثارة". ولكن في "موعد مع الماضي"، نشاهد أن الكتابة للمؤلف محمد المصري اعتمدت أن البطل يشك في كل شخصية على حدة، حتى يواجه شخصية مختلفة كل حلقة، فتقول له إنها ليست من قتلت أخته نادية هدى المفتي، ليقتنع البطل وتختفي تلك الشخصية من الأحداث تمامًا، ويبدأ الشك من جديد في الشخصية التي تليها. وهكذا يتكرر هذا النمط طوال أحداث المسلسل، فيشعر المشاهد بالملل بدلًا من أن يشعر بالإثارة وتسارع الأحداث.

قصة وشخصيات بلا روح

في نظري، التحدي الأصعب في اقتباس عمل فني هو إعادة صياغته من واقع أصيل حتى ينفعل المشاهد مع الحدوتة. ولكن أن تكون فكرة العمل من عمل آخر، سواء كان مقتبسًا أو لا، فذلك يجعل العمل بلا روح. ويظهر ذلك بوضوح في "موعد مع الماضي"؛ فلا يشعر المشاهد بالشخصيات، ولا ينفعل مع مشاعرهم ولا هدفهم حتى؛ وذلك لعدم انفعال الصنّاع أصلًا مع العمل.

غياب المنطق في الشخصيات والأحداث

كذلك، نشاهد شخصية كأنها قادمة من العدم أو من فيلم أمريكي، ولا تنتمي إلى باقي الشخصيات، مثل شخصية "خالد" القاتل المأجور محمد علاء. ونشاهد غياب المنطق أيضًا في عدة أحداث، مثل سهولة اختراق "يحيى" آسر ياسين للهواتف دون معرفة كيف تعلم ذلك في خمسة عشر عامًا بالسجن؟ وسهولة اختراق مصنع رجل الأعمال "ياسين" محمود حميدة وحرقه في أول أحداث المسلسل دون توضيح للمشاهد كيف حدث ذلك، فقط اكتفينا بجملة "إن الموضوع صعب ولكن له حل".

خاتمة غير مرضية

أما الخاتمة، وهي الأهم في أي حدوتة، فكانت غير مرضية؛ لأن البطل في النهاية لم يحقق هدفه في بلوغ الحقيقة التي يحارب من أجلها. كان من الممكن استغلال الالتواء الأخير في الحبكة وكشف الجاني الحقيقي للجمهور، في وضع البطل في صراع داخلي بين أن ينتقم أو أن يسامح نظرًا لتعلق البطل بتلك الشخصية عاطفيًا، بدلًا من تلك النهاية المحبطة.

جوانب إيجابية

يجب الإشادة بالطفلة خديجة أحمد في تجسيدها لشخصية "ليلى" في مرحلة طفولتها، كذلك ركين سعد في تجسيد نفس الشخصية في شبابها، والحضور المميز للنجم محمود حميدة الذي أضفى شيئًا من التوازن بأداء استثنائي من زمن جميل.

في النهاية، يجب على الصنّاع إذا توفر لهم إنتاج عالمي أن يستغلوه في عرض تجربة محلية أصيلة؛ لأن ببساطة الجمهور المتابع للأعمال العالمية غير مضطر أن يشاهد عملًا يشبهها في نسخة أقل جودة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق