وقعت مكتبة الإسكندرية اليوم الجمعة مذكرة تعاون جديدة مع منظمة الإيسيسكو (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة)، وذلك بحضور الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، والسفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الحوار الحضاري ومنسق الاتفاقية، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الثقافيين والعلميين من مختلف الدول الإسلامية.

يأتي هذا الاتفاق في إطار تعزيز الشراكة المستمرة بين المؤسستين منذ عام 2004، استكمالًا لمسيرة طويلة من التعاون أسهمت في دفع الجهود المشتركة في مجالات الثقافة والتعليم والعلم. إذ تعود جذور التعاون بين مكتبة الإسكندرية والإيسيسكو إلى توقيع أول اتفاقية شراكة بين الجانبين عام 2004 بهدف تعزيز تبادل المعرفة الثقافية والعلمية بين الدول الأعضاء في الإيسيسكو.

وفي إطار المذكرة الجديدة التي وُقعت في الرباط، أكد الدكتور أحمد عبد الله زايد أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات بين المكتبة والإيسيسكو، مشيرًا إلى أن التعاون بين الجانبين يُعد نموذجًا حقيقيًا للشراكة الثقافية والعلمية التي تعود بالفائدة على المجتمعات العربية والإسلامية. وأكد أيضًا أن المكتبة ستواصل تقديم كافة الإمكانيات التقنية والمعرفية لدعم المبادرات المشتركة مع الإيسيسكو.

من جانبه، عبّر الدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، عن تقديره لمكتبة الإسكندرية باعتبارها مؤسسة ثقافية عالمية تسهم في تطوير التعليم والبحث العلمي. إذ يطمح الطرفان، من خلال هذه الاتفاقية، إلى تعزيز التعاون المستقبلي عبر تطوير مشروعات جديدة في مجالات الحوار الحضاري أو ما يعرف بـ"الدبلوماسية الحضارية"، ودعم برامج الشباب العربي والإسلامي، والتعليم عن بُعد، والبحث العلمي. كما تهدف الاتفاقية إلى تحقيق استفادة أوسع من خلال تبادل الخبرات والمعلومات بين المؤسسات التعليمية والثقافية في الدول الأعضاء بالإيسيسكو، مما يسهم في تطوير بيئة تعليمية متقدمة تواكب التطورات العالمية.

تنص الاتفاقية، التي تمتد لخمسة أعوام، على تنظيم مؤتمرات دولية وإصدار كتب وأبحاث تعنى بدعم الحوار الحضاري بين الثقافات وأتباع الأديان المختلفة، والتعريف بالحضارة العربية وحضارة العالم الإسلامي، وتطوير المكتبات في العالم الإسلامي وتدريب العاملين فيها، والتعاون في تنفيذ برامج نشر وترجمة المطبوعات ذات الاهتمام المشترك، خصوصًا المطبوعات المعنية بالخط العربي وتاريخه، ونشر إصدارات الإيسيسكو على المنصات الإلكترونية الخاصة بمكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى تبادل الدعوات للمشاركة في الأنشطة التي ينفذها كل جانب.

جاء توقيع الاتفاقية في ختام أعمال الندوة الدولية "العقاد والعالم الإسلامي"، التي نظمتها الإيسيسكو ومكتبة الإسكندرية، لتسليط الضوء على الإسهامات الفكرية للكاتب والمفكر المصري الكبير عباس محمود العقاد، ومؤلفاته التي اتسمت بالتجديد والأصالة والعمق، وأثرت الثقافة الإنسانية والمكتبة العالمية.

وفي ختام الاحتفال، تم التأكيد على أن الشراكة المستمرة بين مكتبة الإسكندرية والإيسيسكو تمثل نموذجًا حيًا للتعاون المثمر في مجالات الثقافة والتعليم، وأنها ستسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم الإسلامي عبر نشر المعرفة والابتكار في كافة أنحاء العالم.