ثمن عدد من السياسيين وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ استضافة مصر فعاليات القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى، والتى عقدت فى العاصمة الإدارية الجديدة، أمس الأول، تحت عنوان «الاستثمار فى الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد»، مؤكدين أن القمة تأتى فى توقيت بالغ الأهمية، وسط تحديات عالمية وأوضاع دولية وإقليمية مضطربة. وقال السياسيون والنواب، فى حديثهم مع «الدستور»، إن استضافة مصر القمة تعكس ثقل دورها على المستويين الإقليمى والعالمى، فى ظل ما تمثله دول المنظمة من قوة سياسية واقتصادية لا يستهان بها. وأشادوا بما حملته القمة من فرص لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وتخصيصها جلسة لمناقشة الأوضاع فى فلسطين ولبنان، وما تحمله فى الأساس من دلالة حول محاولة تكوين صوت إسلامى قوى ومؤثر فى المجتمع الدولى.
صوت إسلامى قوى لتحقيق التوازن فى النظام الدولى
أكد المرصد المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثمانى النامية ذات أهمية محورية واستراتيجية فى مسيرة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، خاصة أنها تأتى فى توقيت حرج، يتزامن مع تصاعد التحديات الإقليمية التى تعصف بالمنطقة، بدءًا من الأزمة الفلسطينية المتفاقمة جراء العدوان الإسرائيلى، مرورًا بالأوضاع المتوترة فى الأراضى اللبنانية، والمستقبل الغامض للدولة السورية وتداعياته الإقليمية. وذكر «المرصد المصرى»، فى دراسة، أن القمة ليست مجرد تجمع لبحث القضايا الاقتصادية، بل فرصة حقيقية لتعزيز التضامن بين الدول الأعضاء، كصوت إسلامى قوى يسعى لتقديم حلول مستدامة، وتحقيق التوازن فى النظام الدولى، بما يخدم مصالح شعوبها ويعزز استقرار المنطقة بأسرها. وأضاف: «هذا التكتل يشكل قوة سياسية واقتصادية عالمية لا يستهان بها، ما يعنى أن توحد هذا التكتل وتضامنه حول موقف أو قضية ما يعنى تأثيرًا كبيرًا فى صنع القرار العالمى، خاصة أن عددًا من الدول الأعضاء يتميز بتجربته السياسية والاقتصادية الناجحة، والذى يمكنه الصمود فى مواجهة التحديات المعاصرة». وأفاد المرصد بأن الدول الثمانى النامية تواجه تحديات فى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بسبب نقص البنية التحتية التنظيمية والمادية، وصعوبة إجراء الأعمال، وعجز بعضها عن وضع أطر اقتصادية مواتية، مع وجود تحديات تتعلق بالاستدانة والقروض، التى باتت تشكل مصدرًا مهمًّا لتمويل هذه الدول.
وتطرقت الدراسة إلى الدلالات الاستراتيجية لانعقاد القمة، ومنها دور مصر فى العالم الإسلامى ومكانتها الإقليمية، إلى جانب تسليط الضوء على دور المنظمة فى مواجهة الأزمات الإقليمية من منظور شامل، مع التركيز على تعزيز التنمية وإعادة الإعمار كخطوة لإعادة الاستقرار، ما يحولها إلى مجموعة ذات رؤية استراتيجية، وصوت إسلامى قوى، يسعى لتحقيق التوازن فى النظام الدولى ودعم قضايا المنطقة.
تنمية التجارة الرقمية والإلكترونية.. وتشجيع المشروعات الصغيرة
أيد حزب «حماة الوطن» إعلان القاهرة الصادر عن القمة، خاصة ما جاء فيه من تأكيد بشأن تعزيز الأهداف التنموية المشتركة فى إطار مبادئ الأخوة والسلام والحوار والعدالة، ونشر المساواة وسيادة القانون والديمقراطية.
وأضاف «حماة الوطن» أن ما تضمنه إعلان القاهرة بشأن «خارطة الطريق العشرية» لمجموعة الدول الثمانى النامية للفترة من ٢٠٢٠ إلى ٢٠٣٠، خطوة فى منتهى الأهمية، تسهم فى مزيد من التعاون الاقتصادى، خاصة فى قطاعات مهمة مثل التجارة الرقمية والإلكترونية، والتكنولوجيا المالية، فضلًا عن تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر. وثمن الحزب ما تناوله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته من تحديات، وتأكيد لتعزيز التعاون المشترك، فضلًا عن أهمية وقف دائرة الصراع، والمطالبة برفع المعاناة عن الشعبين الفلسطينى واللبنانى، فى ظل مواصلة العدوان الإسرائيلى على البلدين.
من جهتها، أشادت الدكتورة مرثا محروس، وكيل لجنة «الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات» بمجلس النواب، أمينة المواطنة بحزب «حماة الوطن»، بكلمة الرئيس السيسى، التى تضمنت العديد من الرسائل المهمة، خاصة الاستثمار فى الشباب، ودعم المشروعات الصغيرة كقاطرة للتنمية فى الدول النامية. وأضافت وكيل «اتصالات النواب»: «الدول النامية تواجه تحديات فى نقص التمويل وتفاقم الديون وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ما يتطلب من الحكومات دعم المشروعات والمبادرات فى المجالات المتعددة، ومنها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمى والطاقة المتجددة، وهو ما دعا إليه الرئيس السيسى، خلال كلمته، مع انتظار إطلاق عدة مبادرات، خلال رئاسة مصر للمنظمة». وواصلت: «القمة ذات أهمية محورية واستراتيجية، وتأتى فى توقيت غاية فى الأهمية، وسط تصاعد التحديات الإقليمية التى تعصف بالمنطقة»، مشيرة إلى أن مصر ترتبط مع الدول الثمانى النامية بعلاقات ثقافية وتاريخية قوية، بالإضافة إلى علاقات سياسية واقتصادية أسهمت فى الارتقاء بالشراكة بين القاهرة وعواصم تلك الدول. وأكملت: «هذا التكتل يشكل قوة سياسية واقتصادية عالمية لا يستهان بها، ويمكنه الصمود أمام مواجهة التحديات المعاصرة، ومصر تتولى قيادته هذا العام، بعد أن اختيرت كرئيس للنسخة الحالية من القمة، فى مايو الماضى، وذلك حتى نهاية العام المقبل».
واختتمت بقولها: «القاهرة ستتصدر تنسيق مواقف مجموعة الدول الثمانى النامية على الساحة الدولية، خاصة مع انعقاد هذه القمة فى وقت استثنائى تتصاعد فيه التحديات العالمية والإقليمية الراهنة».
تشكيل تكتل سياسى واقتصادى لمواجهة التحديات العالمية
وصف أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة «الشئون العربية» بمجلس النواب، النجاح الكبير الذى حققته مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى قمة مجموعة الدول الثمانى النامية، بأنها فرصة تاريخيّة أمام جميع الدول الأعضاء لتشكيل تكتل سياسى واقتصادى قوى يمكنه مواجهة جميع التحديات العالمية. وأضاف «أباظة»: «القمة تنعقد فى توقيت وظروف إقليمية وعالمية فى قمة الصعوبة، وهو ما أكده الرئيس السيسى فى كلمته التاريخية، التى رسمت خارطة طريق للتعاون الاقتصادى الجاد والحقيقى بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية».
وواصل: «الدول الأعضاء فى المجموعة تمتلك جميع المقومات الطبيعية والبشرية لتنفيذ خارطة الطريق التى وضعها الرئيس السيسى للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، خاصة فى الصناعة والزراعة، فضلًا عن التعاون فى جذب الاستثمارات، ودفع التبادل التجارى فى السلع والخدمات».
وأكمل: «كل المؤشرات تؤكد أن القمة ناجحة وقادرة على تحقيق نتائج تخدم مصالح شعوب الدول الأعضاء»، مشيدًا بحرص الرئيس السيسى، فى كلمته، على عدم الفصل بين التعاون الاقتصادى وما يدور فى المنطقة والإقليم من صراعات.
وتابع: «القمة تحمل أبعادًا سياسية وأمنية، فى ضوء الصراع الذى تشهده دول المنطقة، مع البعد الاقتصادى بطبيعة الحال، بما يتضمنه من تعزيز التعاون الصناعى بين تلك الدول، وأكبر دليل على ذلك إعلان الرئيس السيسى تخصيص جلسة فى القمة عن الأوضاع فى فلسطين ولبنان».
توقيع اتفاقيات جديدة فى التجارة والطاقة والتعليم
أعربت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن ترحيبها باستضافة مصر القمة الحادية عشرة لأكبر تجمع اقتصادى للدول النامية الإسلامية، مشيدة بالقمة التى انعقدت تحت شعار «الاستثمار فى الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة»، وناقشت سبل تعزيز التعاون الاقتصادى، خاصة فى مجالات دعم الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة لتوقيع اتفاقيات جديدة تهدف إلى تعزيز التعاون فى مجالات التجارة، والطاقة والتعليم. وثمنت «تنسيقية الشباب» استضافة القاهرة القمة فى توقيت شديد الحساسية، تشهد فيه المنطقة تصاعدًا فى التوترات السياسية، ما يتطلب تضافر الجهود من أجل مواجهة التحديات الاقتصادية التى خلفتها الصراعات الإقليمية والدولية. وأشادت «التنسيقية» بتوصيات الرئيس السيسى، التى أوردها فى كلمته خلال القمة، وعلى رأسها استضافة مصر اجتماع وزراء الصحة للدول الثمانى النامية خلال عام ٢٠٢٥، وتخصيص جلسة لمناقشة أوضاع فلسطين ولبنان، ما يعكس الدور الكبير والمأمول الذى تقوم به الدول أعضاء المنظمة.
الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية خاصة فى الصناعة والزراعة
رأى تيسير مطر، أمين عام «تحالف الأحزاب المصرية»، رئيس حزب «إرادة جيل»، أن القمة تحمل فرصًا كبيرة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، بما فى ذلك الصناعة والزراعة، فضلًا عن التعاون فى مجال جذب الاستثمارات، ودفع التبادل التجارى للسلع والخدمات. وأضاف «مطر»: «ما تضمنه إعلان القاهرة بشأن خارطة الطريق العشرية لمجموعة الدول الثمانى للفترة ٢٠٢٠-٢٠٣٠ خطوة فى منتهى الأهمية، تسهم فى مزيد من التعاون الاقتصادى، خاصة فى القطاعات الناشئة، مثل التجارة الرقمية والإلكترونية والتكنولوجيا المالية، فضلًا عن تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر». وواصل: «القمة تمثل فرصة ذهبية لمصر لإبراز قدراتها الاقتصادية والدبلوماسية، مع تعزيز التعاون الاقتصادى بين الدول النامية، والإسهام فى تحسين مستويات المعيشة لشعوب المنطقة، بما يتماشى مع رؤية مصر لتعزيز الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط وإفريقيا». وأشاد بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال أعمال القمة، والتى أكدت حجم الصعوبات والتحديات التى تواجه الدول النامية، وصعوبة تحقيق التقدم والنمو بسبب التحديات الكبيرة، والأحداث والأزمات التى تشهدها المنطقة.
وأكمل: «تحالف الأحزاب المصرية، الذى ينضوى تحت لوائه نحو ٤٢ حزبًا سياسيًا، يثمن الجهود التى تقودها الدولة، تحت قيادة الرئيس السيسى، على كل المستويات، وانعكست فى ثقل دورها، إقليميًا وعالميًا».
وشدد على أن ترؤس مصر القمة يظهر مدى تقدير المجتمع الدولى للجهود المصرية، وقدرتها على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما يعكس مكانتها كصوت يمثل تطلعات الشعوب النامية فى المحافل الدولية، خاصة أنها تأتى فى أوقات مضطربة، إقليميًا وعالميًا.
كشف جرائم إسرائيل فى المنطقة.. ووضع حلول لجميع الأزمات
أشاد الدكتور محمد أبوالعلا، رئيس الحزب العربى الناصرى، بما تضمنته كلمات الرئيس السيسى، خلال جلسات القمة، من كشف لجرائم إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية، وكذلك فى سوريا وفى لبنان، مع وضعها حلولًا لجميع الأزمات. وقال «أبوالعلا» إن «الرئيس السيسى رصد جميع انتهاكات إسرائيل منذ أكتوبر ٢٠٢٣، والتى تتخطى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية، وأدت إلى وفيات من الفلسطينيين تتجاوز ٤٥ ألف شهيد، غالبيتهم من السيدات والأطفال، إلى جانب إصابة أكثر من ١٠٧ آلاف، معظمهم أيضًا من السيدات والأطفال، فضلًا عن ١.٩ مليون نازح». وأضاف: «امتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل موظفين دوليين، لقوا حتفهم أثناء تأدية عملهم، إلى جانب تدمير أكثر من ٧٠٪ من البنية التحتية فى غزة، مع تسجيل معدلات الفقر والبطالة والجوع أرقامًا كارثية، تتراوح ما بين ٨٠ و١٠٠٪، وتوقعات بمعاناة أكثر من ٩٠٪ من سكان القطاع من نقص غذائى حاد».
وشدد على أن القمة تأتى فى توقيت بالغ الأهمية، مشيرًا إلى ما شهدته من مناقشة للعديد من الموضوعات المطروحة على الساحة، وأبرزها سبل مواجهة المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية المتلاحقة، وذلك بمشاركة رفيعة من قادة مصر وتركيا وإيران وبنجلاديش وإندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وباكستان. وواصل رئيس الحزب الناصرى: «القمة شهدت مناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادى فى مختلف المجالات بين دول المنظمة، خاصة فى قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات، بما يخدم أهداف التنمية الشاملة فى هذه الدول، ويدفع بجذب الاستثمارات والتبادل التجارى فى السلع والخدمات، خاصة أن دول المنظمة تمثل سوقًا ضخمة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة، ويصل ناتجها الإجمالى إلى نحو ٥ تريليونات دولار».
0 تعليق