عادل الضوي يكتب: بين «الأحلام» و«الواقع».. سوريا إلى أين؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
google news

أمام ما تشهده سوريا من أحداث وتطورات متلاحقة، منذ سقوط نظام بشار الأسد، وسيطرة ما تسمى "جبهة تحرير الشام" على مقاليد الأمور، انطلقت وتصاعدت "أحلام" وأيضًا "مخاوف".. ليبرز السؤال الكبير: سوريا إلى أين؟

ومنذ اللحظات الأولى التى أعقبت رحيل بشار، أعلنت مصر موقفها الواضح منطلقة من احترام ودعم حق الشعب السورى فى تقرير مصيره، بما يضمن سيادته ووحدة أراضيه، وأكدت مصر دعمها الكامل، لخارطة طريق تحقق بطرق سلمية لسوريا، ولشعبها الشقيق آماله فى تحول ديمقراطي، يوفر الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعي، لكل  مكونات وطوائف المجتمع السورى.

لكن هذا  الأمل/ الحلم يظل مرهونًا بسلوك ورؤى جماعات وتنظيمات وقوى محلية وإقليمية ودولية، وأن لا تتحول سوريا  إلى ساحة صراع مفتوحة للحركات والأفكار والميليشيات. كما يظل أمل التحول الديمقراطى السلمى لسوريا مرهونًا، أيضًا، بإنهاء مخططات ومشاريع الهيمنة والتوسع والتدخل فى شئون سوريا الداخلية من قوى إقليمية ودولية، وهو الأمر الذى يعقد الوضع ويعرقل استقرار سوريا، وبالطبع يمثل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي، وهو ما نحذر منه، ونشير لمخاطره، على خلفية رؤى ومخططات بعض القوى الإقليمية، والجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، لتصدير أيديولوجيتها وممارساتها الإرهابية، إلى دول المنطقة.

وخلال الأيام الماضية، ومن متابعة ورصد أفعال وتصريحات، تأتى من داخل سوريا، ومن أطراف إقليمية ودولية، لعبت "أدورًا" أساسية فى إسقاط نظام بشار، يبدو واضحًا للأسف أن الأحلام بسوريا الأفضل.. سوريا الموحدة.. سوريا الديمقراطية.. سوريا الدولة الوطنية الحديثة، تتراجع وتتضاءل أمام "المخاوف" التى تتصاعد وتحذر من "سيناريو كارثي" تذهب إليه سوريا بل والمنطقة بأسرها.

ما نتابعه ونرصده فى الداخل السورى من تصريحات و"فيديوهات" تكشف عن تسيير الوضع سياسيًا واجتماعيًا وسلوكيًا فى اتجاه يحاصر- فى حقيقة الأمر -  حلم "سوريا الموحدة الحديثة"، وهو أمر قد يضع سوريا على أبواب الصراعات المذهبية والعرقية، ويدفع بالشعب السورى لجحيم الحروب الأهلية والتفكك والتشرزم.. سيناريو ينسف أفراح وأحلام الشعب السوري، فى الأمن والاستقرار والديمقراطية والعدل الاجتماعى وكامل السيادة على مقدراته ووحدة أراضيه.

نرصد هذه "المخاوف" ونحذر من مخاطرها، مع تمسكنا بالأمل بأن يتمكن الشعب السورى من تجاوز كل تلك المخاطر والتحديات، والتى يزيد منها ومن عواقبها الوخيمة على مستقبل سوريا، ومحيطها الأقليمي، استمرار تدخل قوى إقليمية فى مسار الداخل السوري، ودعمها لقوى و"ميليشيات" وجماعات تتحرك فى إطار ومن خلال أجندات ومشاريع وأحلام تتيح الهيمنة والاستحواذ على دول المنطقة، وفى القلب منها سوريا، لإعادة تشكيل امبراطورية عثمانية جديدة.

وبالطبع، ليس ببعيد ما لعبته وتلعبه إسرائيل من أدوار ومخططات وتفاهمات، أدت لإسقاط نظام بشار، وما تلى ذلك من قيام آلة الحرب الإسرائيلية -وعلى مدار أكثر من ٤٨ ساعة– من غارات وضربات دمرت خلالها تقريبًا مجمل أسلحة ومعدات الجيش السوري، البرية والجوية والبحرية، لتصبح سوريا دولة بدون جيش، بكل ما يعنيه ذلك من خروج سوريا، ولوقت ليس بالقليل، من ساحة المواجهة مع الأطماع العدوانية الاستيطانية التوسيعة فى الشرق الأوسط، ومن نافلة القول –كما يقولون – إن كل ذلك تمت بمباركة وتخطيط وتنسيق مع الإدارة الأمريكية بايدن / ترامب. 

وأخيرًا: "نكتة" سخيفة.. من تداعيات المشهد السوري، ما يثير الضحك، ولكنه ضحك كالبكاء، ما أعلنته واشنطن من استمرار وعدها بمنح مكافأة ١٠ ملايين دولار، لمن يدلى بمعلومات، أو يساعد فى إلقاء القبض على "الجولانى" أحمد الشرع!... و"عليك عينى يا دمشق".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق