بمرور الوقت، تتكشف تفاصيل جديدة وحيوية عن هجوم الدهس ذي الدوافع الغامضة في مدينة ماغدبورغ شرقي ألمانيا.

ونقلت مجلة "دير شبيغل" الألمانية ذائعة الصيت، عن مصادر أمنية، قولها إن "المملكة العربية السعودية وجّهت مؤخراً ثلاثة تحذيرات بشأن مواطنها؛ منفذ الهجوم طالب. أ، إلى السلطات الأمنية الألمانية".

ولا يزال من غير الواضح ما هو المحتوى المحدد الذي تضمنته التحذيرات السعودية.

وطالب. أ (الحرف الأول من لقبه) طبيب متخصص في الطب والعلاج النفسيين. وأكدت عيادة "سالوس" في مدينة بيرنبورغ أنه كان يعمل طبيبًا في قسم الطب النفسي لديها.

وأعلنت العيادة أنها تتعاون بشكل وثيق مع سلطات التحقيق.

وكما ذكرت صحيفة "ميتيلدويتشه تسايتونغ" الألمانية، "يُقال إن المشتبه به تغيب عدة مرات عن العمل في الأسابيع الأخيرة بسبب المرض".

ووفقًا للتقرير، فقد بدا أيضًا غير مستعد أو مشوش في الاجتماعات التي تجري خلال دورة العمل.

ويبدو أن المشتبه به طالب أ. قد تبرع ذات مرة للمجلس المركزي للمسلمين السابقين (المرتدين عن الإسلام) ثم قام بسحب التبرع.

المجلس المركزي هو مبادرة تأسست في كولونيا في عام 2007 من قبل أشخاص ارتدوا عن الدين الإسلامي.

وقالت مينا أحادي، رئيسة المجلس المركزي للمسلمين السابقين لمجلة "دير شييغل": "قبل بضع سنوات، اتصل بنا طالب أ. وقد تبرع بمبلغ 500 يورو للمجلس المركزي للمسلمين السابقين".

وتابعت: "بعد يومين، طالب باستعادة المال. قمنا بإعادته، ثم بدأ في إهانتنا وإرهابنا عبر البريد الإلكتروني. ثم قمت بحظره في كل وسيلة اتصال".

من جانب آخر، نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن مصادر في الشرطة أن طالب أ. (50 عاماً) كان تحت تأثير المخدرات خلال هجوم الدهس، إذ جاءت نتيجة اختبار "فحص المخدرات" الأولي إيجابية.

واختبار "مسحة المخدرات" هو طريقة مجربة ومختبرة تستخدمها الشرطة للكشف عن احتمال تعاطي المخدرات لدى المجرمين أو السائقين المخمورين كإجراء أولي.

ويتم أخذ اللعاب من المشتبه بهم باستخدام مسحة وتقطيره على شريط اختبار. ثم تشير الألوان المختلفة إلى المادة المخدرة المعنية.

وطالب مقيم في ألمانيا منذ عام 2006 بتصريح إقامة غير محدد المدة، لأن لديه وظيفة: طبيب.

ولم يكن طالب أ. معروفًا أو بارزًا كإسلاموي، حتى أنه انتقد الإسلام في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" في عام 2019، وقال "أنا أكثر منتقدي الإسلام عدوانية في التاريخ".

ووفق صحيفة "بيلد"، فإنه قد ارتد عن الإسلام.

كان طالب أ. رهن الاحتجاز لدى الشرطة مساء الجمعة. وتحدث رئيس وزراء ولاية سكسونيا أنهالت، راينر هاسيلوف والسلطات تتحدث بالفعل عن هجوم. لا تزال الأسباب الدقيقة وراء الهجوم غير واضحة والتحقيق مستمر.

موقف سعودي حاسم

وعقب حادث الدهس أدانت السعودية، الواقعة التي اتهمت برلين فيها أحد المواطنين السعوديين.

وفي بيان صادر عنها، السبت، أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة العربية السعودية حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماغدبورغ في جمهورية ألمانيا، ونتج عنها وفاة وإصابة عدد من الأشخاص، معبرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا.

وأكدت المملكة في بيانها موقفها في نبذ العنف، معبرة عن تعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين ولجمهورية ألمانيا حكومة وشعبا، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.